أبي عاصي لـ«جنوبية»: العقد السياسي الجديد يحتاج الى توافق إقليمي دولي

ناجي ابي عاصي

يتردد صدى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي لم تتجاوز الثماني ساعات، في كل لبنان سواء على الصعيد الشعبي أو السياسي، لم تنزل “بردا وسلاما” على صدور المسؤولين السياسيين بالتأكيد، لكنها لم تعف الشعب اللبناني من مسؤولياته أيضا، فماكرون الذي أتى ليترجم حرص “الأم الحنون” فرنسا على لبنان، لم يتوان عن القول للبنانيين أن “ما تحصدونه اليوم هو نتاج تمسككم بطبقة سياسية أجلستموها أنتم على كراسي السلطة عبر الانتخابات”.

اقرأ أيضاً: زيارة ماكرون «إنسانية» شكلاً و«تأنيبية» مضموناً.. «اللبنانيون على دين ملوكهم»!

فكيف ستصرف مفاعيل هذه الزيارة في الحسابات الداخلية اللبنانية، وهل سيفتح 1 ايلول آفاقا جديدة سياسيا وإقتصاديا أمام لبنان المتهالك ؟

الاجابة على هذا السؤال تتطلب النظر إلى الوضع اللبناني من زوايا متعددة ، وليس فقط من الزاوية الداخلية، وهذا ما يوافق عليه السفير لبنان السابق في فرنسا ناجي أبي عاصي  ل “جنوبية” بأن “كلام الرئيس الفرنسي في ما يتعلق بالاصلاحات ليس جديدا بل يقال منذ 4 سنوات مضت، والصحيح أيضا أن دولا عديدة حريصة على عدم إنهيار لبنان، و ليس فرنسا فقط، بل أيضا إيطاليا وإلمانيا”.

يضيف:”الواضح من خلال كلام ماكرون في المؤتمر الصحفي أن فرنسا ليست وحدها، بل هناك مصالح إيرانية وسعودية وأميركية، وإذا لم يجر ماكرون حوارا على هذا المستوى من الدول لإعطاء لبنان دور أو حماية معينة فإننا سنبقى في هذه الدوامة، حين يكون هناك مصالح كبرى لا يكفي رغبة و إرادة فرنسا في حماية لبنان، والامثلة على ذلك كثيرة منها أنه حين بعث البابا يوحنا بولس الثاني برسالة إلى الرئيس الاميركي جورج بوش يطلب فيها عدم دخول القوات الاميركية إلى العراق، يومها لم يفتح بوش الرسالة و لو من باب اللياقة، و هذا يعني أن مصالح الدول هي التي تقرر سلوكها تجاه الدول الاخرى و ليس التمنيات”.

السابق
أبو الغيط في بيروت المنكوبة: التضامن لانقاذ لبنان!
التالي
توجه لدى نواب «الكتائب» للإستقالة.. ماذا عن المستقلين؟