شربل لـ«جنوبية»: المسؤولون في كوكب آخر.. واللبنانيون «على ما قدر الله»

يعترف الكثير من المراقبين بأن لا ضمانات للوصول إلى العدالة المنشودة في ملف إنفجار مرفأ بيروت، لكنهم يصرون على أن ما حصل أكبر بكثير من أن تتمكن السلطتين التنفيذية والتشريعية “تبليعه” للبنانيين مهما كانت سطوة القوى السياسية كبيرة على جمهورها، والدليل هو “إنعدام الثقة” الكبير الذي يواجههم به الشعب اللبناني يوميا وبشكل متصاعد لذلك قد يتم  تقاذف المسؤوليات وتسويف الحقائق من قبل السلطة التنفيذية لكن الرهان يبقى على ردة فعل الشارع اللبناني، أما علميا وتقنيا فتتعدد آراء الخبراء حول إمكانية الوصول إلى نتائج أولية خلال 5 أيام، إذ يدعو وزير الداخلية السابق مروان شربل عبر “جنوبية” “اللبنانيين الانتظار لنرى إذا كانت مهلة ال5 أيام كافية”.

ويضيف :”إلا إذا كانوا عارفين سلفا من المسؤول وأعطوا مهلة 5 أيام للتأكد  خلينا نشوف، علما أن  تحرك الحكومة جاء ضمن الامكانيات الموجودة، لأن الانفجار أتى في ظروف أمنية وصحية صعبة فنحن نعاني منها منذ 4 أشهر، والمستشفيات مليئة بمرضى الكورونا ثم حصلت الكارثة التي شلت الحركة في كل البلد”، شارحاً أن “الحكومة ألفت لجنتي تحقيق، لجنة إدارية لتبيان الاسباب التي أوصلتنا إلى الكارثة ولجنة قضائية التي وضعت في تصرف النيابة العامة التنفيذية، التي بدورها أنشأت لجنة قضائية للأجهزة الامنية لمعرفة من هو الفاعل وما هو السبب”.

اقرأ أيضاً: الحكومة الفاشلة «تنجح» بلفلفلة التحقيق في «تدمير بيروت».. بـ«5 ايام»

في المقابل يرى شربل أن أصل المشكلة التي أدت إلى الكارثة هي مكان آخر، ويروي أنه حين “كان وزيرا للداخلية إنهارت بناية في الاشرفية وبقينا 3 أيام حتى إستطعنا أن ننقذ الناس من تحت الركام بسبب غياب المعدات”، شارحا أن “هناك مشروع قانون موجود في مجلس النواب منذ العام 2001 لتأسيس هيئة للتعامل مع الكوارث وإلى الآن هذا القانون لا يزال يقبع في الادراج”، ويوضح أن “لبنان  للأسف لا يملك ونش لإزالة الركام في حال تهدم مبنى، ولا نملك طائرة لإطفاء الحريق إذا إندلع حريق، كأن المسؤولين في كوكب آخر وهم يتركون الشعب اللبناني يعيش وفقا لمقولة “غوار الطوشي” على ما قدر الله ، وهذا أمر غير مقبول”.

لا يوافق شربل على الدعوات للإستعانة بلجنة تحقيق دولي، ويسأل: “ما هي وظيفة أجهزتنا الامنية والقضائية إذا؟ هل وجودهم للمشاركة في الافراح وحين تحصل كارثة نستعين بالخارج؟ إذا رأت اللجان التحقيق التي تشكلت أنها بحاجة للإستعانة بخبرات من الخارج فليكن؟ وليس من الضروري أن نلجأ إلى الخارج في كل أمورنا”، مشدداً على أنه “يكفي أننا  نشحذ المساعدات الغذائية والطبية والمالية، بينما منظومتنا السياسية لا تزال على خلافها بين بعضها البعض بسبب مصالحها، أما في جريمة الرئيس رفيق الحريري كان هناك إنقسام في الشارع اللبناني، اليوم كل اللبنانيين متضامنين ومتكافلين مع بعضهم البعض”.

ويضيف: “ما حصل في لبنان مرت به فرنسا والولايات المتحدة  لكنهم لم يستعينوا بالخارج ، لا أضع لبنان في مصاف هذه الدول ولكن على الاقل أن نمتلك إمكانيات مقبولة تسمح لنا بالتصرف وفقا للأصول، لكن ما حصل العكس فمسؤولينا دأبوا طوال 40 سنة على  الإستدانة  من الخارج حتى بلغ الدين 100 مليار دولار و بعدها إنهار البلد”.ويختم:”فلنسمع ما قاله ماكرون عن الفساد في لبنان، فساد مسؤولينا لم يحصل في أي بلد في العالم وهو نموذج غير موجود في أي مكان آخر وهم غير آبهين إلا برفع الصوت لجلب المزيد من الاموال من الخارج و الحفاظ على مناصبهم” .

السابق
بالصور.. نجاة مرافق مسؤول بحماس في صيدا بعد انفجار عبوة بسيارته!
التالي
بهاء الحريري يتهم «حزب الله» بنكبة بيروت: يسيطر على المرفأ والمطار ولا شيء يحصل من دون علمه !