ماكرون الى بيروت المنكوبة.. شاهدٌ على اللامسؤولية اللبنانية!

ماكرون

على الرغم من هول النكبة والفاجعة التي المت بالآلاف اللبنانيين يمكن القول ان أداء السلطة لم يرتق لحجم الكارثة التي اسفرت عن استشهاد 137 شهيدا، واكثر من 5 الاف جريح. كل ذلك في ظل اجماع اللبنانيين على اللاثقة لا بالاجراءات الحكومية ولا بالتحقيقات.

وفي ظل هذه الأجواء يصل اليوم، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليشهد اللامسؤولية اللبنانية، في زيارة تضامية بعد الكارثة التي حلت، ويبرز حرصه على تأكيد «الصلة الخاصة» التي تجمع بلاده بهذا البلد. لم يبادر أي رئيس عربي أو أجنبي الى مثل هذه الزيارة، وهي أيضاً سابقة في تاريخ الرئاسة الفرنسية، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية فرنسية للصحافي اللبناني إيلي مصبونجي، إذا استثنينا زيارة الرئيس الأسبق جاك شيراك لبيروت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

لا مسؤولية:

اختصر وزير الداخلية محمد فهمي المسار بثقة غير واضحة المعالم اذ قال “إذا ما فينا نحاسب خلّينا نفلّ عالبيت” ولم يقرن تصريحه بتعهد الذهاب الى البيت، اذ ان النتائج الاولية التي تسبق موعد انتهاء التحقيق الرسمي في انفجار نيترات الامونيوم في مرفأ بيروت، افضت الى عدم وجود اي مسؤول. الوزراء المعنيون اطل كل واحد منهم عبر احدى الشاشات ليعلن براءته، وفريق وزارته، والاجهزة الامنية بما فيها الجمارك رمت الطابة في ملعب القضاء، والقضاء يتوقف امام شكليات المراسلة معه، ويبدو انه لم يتنبأ او لم يع خطورة المادة المتفجرة. واذا كان مجلس الوزراء قرر التحقيق، فانه اتخذ اجراءا احتياطيا بالاقامة الجبرية للمسؤولين عن هذا الملف من دون ان يحدد هويتهم، وترك لقيادة الجيش ان ترسم مسار القضاء وتسمي الذين ينطبق عليهم القرار. لكن القيادة لن تعلن حكما عن الاسماء قبل انتهاء التحقيق، ما يعني افراغ القرار من مضمونه، وتحويله مرضاة للراي العام الداخلي والخارجي، خصوصا مع وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ظهر اليوم الى بيروت للقاء المسؤولين وتقديم المساعدات الى لبنان متجاوزا الاساءات التي ارتكبها لبنان الرسمي بحق وزير خارجية بلاده جان ايف لودريان، الذي اهين من رئيس الوزراء حسان دياب ووزير الداخلية محمد فهمي، وهو ما دفع وزير الخارجية ناصيف حتي الى الاسراع في استقالته. وقد اعلن لودريان امس ان الوقت حاليا للمساعدات ويأتي وقت المصارحة لاحقا، وفق ما أشارت “النهار”.

اقرأ أيضاً: كم بلغ سعر دولار الصرافين اليوم؟

الثوابت الفرنسية

من جهتها، أفادت “المدن”  ان زيارة ماكرون السريعة، تشبه إلى حدّ بعيد زيارة جاك شيراك بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهذا وجه من الثوابت الفرنسية.

يأتي الرئيس الفرنسي بدافع إنساني، وحرص على هذا البلد. يأتي محمّلاً بمساعدات ومساع إنسانية وسياسية، لإنقاذ النموذج الفريد، وعدم الإجهاز عليه. ماكرون لا بد من أن يحمل رسالة سياسية دولية، أساسها سؤالان: هل يريد اللبنانيون أن يعودوا إلى الهدوء، وإلى علاقاتهم الطبيعية مع المجتمع الدولي؟ أم أنهم يريدون الاستمرار في مسار التصعيد وصراع المحاور والانحياز؟

إذاً، أي مسعى دولي سياسي وخارج مسار المساعدات الانسانية، سيتوقف على الإجابات التي سيتلقاها ماكرون من المسؤولين اللبنانيين.

وكشفت معلومات خاصة للـLBCI أنه سيتم تقديم المساعدة التي وعدت بها فرنسا للبنان ابتداءً من مساء الأربعاء وذلك من خلال طائرتين عسكريتين فرنسيتين.
وفي المعلومات، ستنقل الطائرتان فريقًا من الأمن المدني (55 شخصًا و15 طنًا من المعدات) وعيادة طبية متنقلة تتضمن 6 أطنان من المعدات وتسمح بتقديم الرعاية لـ 500 جريح.
إشارة الى أن الجنود الذي يبلغ عددهم 55 من وحدة الأمن المدني رقم 1 في نوجينت لو روترو هم متخصصون في الإنقاذ وازالة الانقاض ويأتون من وحدة متخصصة في التعرف على المخاطر التكنولوجية. وستساعدهم 3 كلاب بحث في الأنقاض.
كما انه سينضم نحو عشرة من أفراد الطوارئ – من رجال اطفاء – إليهم في بيروت لدعم المستشفيات في العاصمة اللبنانية بدعم من CMA-CGM للنقل.

السابق
نكبة المرفأ.. ارتفاع عدد الشهداء الى 137 و5 آلاف جريح!
التالي
اجتماع أواخر 2003 بين الأسد والحريري فتح باب الاغتيال