سلطة من «سحسوح» إلى «سحسوح».. حوّل!

لبنان

… سلطة تنأى بنفسها عن أحداث على أراضيها تكاد تشعل حرباً، وتتخلى عن سيادتها بإسم المقاومة والثأر لمقاتل قتل في أرض أخرى، وتمارس الحياد وكأنها قد خصخصت الدفاع عن الوطن .

… سلطة يواصل كبير موظفيها بدرجة رئيس وزراء إستعراضاته وهذه المرة أمام وزير خارجية فرنسا ويتهمه بأن لديه نقصا في المعلومات عن ” إنجازاته ” ويتهم العالم بحصار حكومته لأن هذا العالم يربط المساعدات بالإصلاحات المطلوبة على طريقة ” شحاذ ومشارط ” ، وبعدها يتحدث عن الخراب الذي يعم البلاد ويتساءل في إجتماع مجلس الموظفين عن الأجهزة الأمنية والقضائية ، يغرد ثم يمسح تغريدته ويترك لإحدى موظفاته برتبة وزيرة تتحدث في كل شيء إلا بما يخص وزارتها ، يترك لها مهمة ” ترجمة ” التغريدة .

… سلطة تمر التهريبات من المازوت والبنزين وغيرها من المشتقات النفطية أمام عيونها وتحت أنفها والموظف برتبة وزير فيها يتحدث عن ” تبخر ” هذه المشتقات ويواصل وعوده الكاذبة على عينك يا تاجر بزيادة ساعات التغذية بالكهرباء ثم يتراجع تارة بسبب تأخر رسو الباخرة وأخرى بسبب ” أعطال فنية “.

اقرأ أيضاً: أفيوني لـ«جنوبية»: الحكومة تُكبد المودعين ٣٥ مليار دولار .. والمصارف «تحبس» أموالهم


… سلطة ينهار فيها الإقتصاد يوما بعد يوم وتشتعل الأسعار ، بينما الموظف برتبة وزير فيها يتحدث عن سلة غذائية مدعومة ويضع الناس بين ” السَلة والذلة ” ومن ثم يعتب على الشعب كيف لا يُسبّح بحمده.

… سلطة تغرق شوارعها بالنفايات مجددا ، وإختلفت على كل شيء وإتفقت فقط على مشروع سد بسري الذي يدلي الجميع بدلوه فيه وبتداعياته على البيئة بإستثناء الموظف بدرجة وزير فيها المسؤول عن البيئة الذي بالكاد تتذكر إسمه الناس .

… سلطة تنهار عملتها الوطنية أمام الدولار الذي بات له أربعة أسعار مختلفة في السوق البيضاء والسوداء والرمادية و ” الصفراء ” ، والموظفون فيها برتبة وزير ونواب يختلفون على جنس ” الخسائر ” ما أدى لفرملة المحادثات مع صندوق النقد الدولي بينما الوقت يمر وينخفض مرة جديدة تصنيف لبنان الإئتماني في الأسواق العالمية إلى الدرجة C.

… سلطة تُختصر فيها المسؤوليات والمواقع بشخص واحد هو المدير العام للأمن العام فتراه تارة في الكويت وأخرى في بكركي ومرة مع أصحاب مولدات الإشتراك وأخرى مع أصحاب الأفران وكذلك يتواصل مع وزارة المال والمصرف المركزي كي يؤمن رواتب المتقاعدين بعد عطل طرأ على ” السيستم ” نتيجة غياب الكهرباء ، وبعدها تراه مع أصحاب المصارف ومسؤول عن توزيع المازوت والبنزين ، كل هذا والموظفون برتبة وزراء وكبيرهم الذي علمهم الإستعراض لاهون يتصدرون الشاشات ويستعرضون بطولاتهم في الحرب كما في السلم ويتحدثون بلغة ” السحسوح ” مع نظراءهم السابقون في مدرسة الخدمة التطوعية ليتخرجوا منها حاملين أوسمة برتبة ” البوط العسكري ” و “السحسوح “.

… سلطة إحترفت إغتيال الحرية والكلمة وآخرها محاولة إغتيال أغنية تمجد بيروت وتدعو للثورة على الظلم والإلغاء.

… سلطة تُحكم من أشباح معروفة ومن خلف حجاب عبر عرائس ملونة تحرك بالترغيب تارة عبر المكاسب وبالترهيب تارة أخرى عبر ” السحسوح ” الذي يختصر كل الحكاية في البلد .
… سلطة كهذه إن تعدوا نقمة مفاسدها لا تحصوها …
… سلطة كهذه طبيعي أن يكون رأس مالها ” سحسوح ” .

السابق
أفيوني لـ«جنوبية»: الحكومة تُكبد المودعين ٣٥ مليار دولار .. والمصارف «تحبس» أموالهم
التالي
كورونا في بنك عودة.. واقفال فرعي فردان والروشة