حزب الله «يسرح و يمرح» مع إسرائيل .. والحكومة تتفرج!

مزارع شبعا
إنتظر لبنان الرسمي(رئاسة جمهورية وحكومة) أربعا وعشرين ساعة للتعليق على ما حصل في الجنوب ظهر الاثنين، من "مواجهة بين عناصر من "حزب الله" وجنود العدو الاسرائيلي" في مزارع شبعا( بحسب الرواية الاسرائيلية كرد للحزب لإستهداف الطائرات الاسرائيلية لأحد عناصره في سوريا)، وما تبعها من إعتداء على مدنيين في بلدة الهبارية.

إستعمل مجلس الوزراء “الصنارة” ذاتها التي طرّز فيه “حزب الله” بيانه مساء الاثنين، فالحزب”نفى الرواية الاسرائيلية وإعتبرها مجرد أوهام من فرط القلق الاسرائيلي من رده الآتي حتما”، ولاقاه دياب على نفس “الخيط والقطبة” معتبرا أن “لا أمان مع العدو الاسرائيلي وما حصل على الحدود هو محاولة للضغط على لبنان لتقليل أعداد اليونيفيل”، مجددا “إدانة ما حصل وواعدا برفع شكوى إلى مجلس الامن بشأن الاعتداء”.

في المقابل أراد اللبنانيون  منذ الساعة الثالثة من ظهر الاثنين (ولا يزالون)، معرفة تداعيات هذه المواجهة على لبنان المثقل بالتحديات والقابع تحت المجهر الاقتصادي والمالي للمجتمع الدولي، وليتلمسوا إشارة تقودهم إلى الجهة التي ستتحمل مسؤولية حمايتهم في حال توسعت المواجهة بين الحزب وإسرائيل، لأن إهمال وتسويف الحكومة الحالية سبق أن”لدغهم” في ملفات معيشتهم وودائعهم وتركهم يواجهون مصيرهم في معركة “التجويع” والعقوبات، التي تدور رحاها اليوم بين الولايات المتحدة من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى.

تأهب اللبنانيون نابع من قلقهم من تفلت أي مواجهة يُقال أنها ستكون مضبوطة الايقاع، لأنهم إعتادوا على أن “حزب الله” لا يمر بأي قناة رسمية أو يستشر أيا من شركائه حين يأخذ القرار بالمواجهة مع إسرائيل، فكيف فالحري في هذه الظروف التي يضمن فيها مساندة حليفه رئيس الجمهورية ومعه التيار الوطني الحر وفي ظل حكومة يمسك بزمامها، وهي أصلا مسلوبة الارادة ولا تقوم بأي ردة فعل تجاه شعب يتضور جوعا، وقد لا تتوانى عن السكوت أيضا عندما يتخذ القرار بفتح الجبهة الجنوبية، وما يعنيه ذلك من أن الشعب اللبناني سيجد نفسه  في موقف يتطابق مع مقولة “البحر من أمامكم والعدو من وراءكم”، من دون أن يملك “عصا موسى” ليفلق فيها أمواج الازمات والحرب التي تتلاطم من حوله وينجو بنفسه.

ماذا لو وقعت الحرب؟كل ما سبق يعني أنه من حق اللبنانيين أن يسألوا “إذا وقعت المواجهة كيف يمكن أن نثق بسلطة تهدم كل جسور التواصل مع المجتمع العربي والدولي؟ (آخرها تغريدة للرئيس دياب قام بحذفها يتهم فيها وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان بنقص معلوماته حيال مسيرة حكومته الاصلاحية)، ومن يتحمل مسؤولية إتخاذ قرار السلم والحرب في هذه “الوحل” الذي نغرق فيه، حزب الله وحده أم معه الحكومة ؟ و ما تداعيات ذلك على مجمل الشعب اللبناني؟اجابة القوى السياسية على هذه الاسئلة تأتي من أرضية واحدة  وهي أن “إسرائيل عدو ومن حق لبنان الدفاع عن أراضيه”، لكن تختلف الزوايا التي تنظر منها هذه القوى لحساب أثمان وتداعيات حرب قد يجر إليها لبنان كإستكمال  للمواجهات الدائرة في المنطقة حاليا. 

أبو الحسن

يعتبر عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن لـ”جنوبية” أن” ما يعانيه اللبنانيون من أزمات كبرى على مستوى الصحي والاقتصادي والنقدي والاجتماعي، كلها أعباء تثقل كاهل اللبنانيين وعلينا الانتباه كثيرا وعدم الانجرار إلى لعبة محاور كبرى”، لافتا إلى أن “هذا لا يلغي موقفنا الثابت بإنحيازنا الدائم إلى جانب القضية الفلسطينية وهذا الموضوع يجب أن يكون خارج أي حسابات أخرى، نحن مع الحياد الايجابي وعدم الانخراط في أي لعبة محاور إقليمية وأن لا نعطي أي ذريعة للعدو الاسرائيلي للإنقضاض علينا وهذه نقطة أساسية”. 

أبو الحسن لـ”جنوبية” : لا للعبة المحاور وإعطاء  العدو ذريعة

يضيف:”غياب الموقف الرسمي مما حصل في الجنوب أمس كان  أمرا ملفتا وكان على الحكومة ان تأخذ زمام الامور في كافة الملفات والقضايا المطروحة، وهذا ما دفعنا إلى القول سابقا بأنه لا بد من أن نبحث عن إستراتيجية دفاعية تكون فيها الدولة اللبنانية هي صاحبة الامرة في الموضوع السياسي والعسكري”.

هادي ابو الحسن
ابو الحسن

واكيم

لبنان لا يحتاج لتوريط جديديوافق عضو كتلة “الجهورية القوية” النائب عماد واكيم على كلام أبو الحسن، لافتا ل”جنوبية” إلى أنه “كلما يحصل حادثة من هذا النوع  يستغرق الامر نحو أسبوع لفهم ما حصل، والسبب هو أن قرار الحرب والسلم ليس بيد الحكومة علما أنه من السهل على “حزب الله” إخبارها كونه المسيطر على قرار الحكومة الحالية تماما”، معتبرا أنه “في هذه الظروف التي يمر بها لبنان من حصار إقتصادي وأزمات إجتماعية ونقدية وصحية وحصار اميركا على إيران وأذرعها، فأن لبنان ليس بحاجة لتوريط نفسه بأي مواجهة إلا في حال كان هناك إعتداء إسرائيلي على الاراضي اللبنانية وعندها يشارك في المقاومة الجيش والشعب اللبناني أيضا “. 

 واكيم لـ”جنوبية”: الحكومة تحاول التذاكي وكأنها غير معنية بأراضيها

يضيف:”لم نعرف بالضبط ما حصل على الحدود، إنها مهزلة والحكومة اللبنانية تحاول التذاكي على المجتمع الدولي وتحييد نفسها وكأنها غير معنية بما يحصل على جزء من أراضيها”. ويرى واكيم إما “أن نختار بناء دولة قوية ذات سيادة ومجلس نيابي يفتح النقاش على كل الملفات وسلطة تنفيذية تترجم قراراته، أو نبقى كما نحن الآن نطلق “المزحات السمجة” التي تتناسب مع وضع هذا الفريق أو ذاك”، سائلا:”هل يمكن لأحد أن يخبرنا رسميا ما حصل؟ فتصريح رئيس الحكومة في مجلس الوزراء اليوم مختلف تماما عن مضمون ما صرح به وزير الخارجية أمس”.

النائب عماد واكيم
واكيم

ويختم: “نحن متفقون على أن إسرائيل هي عدو و ممنوع عليها التعدي على أراضينا، كما لا يسمح لأي دولة أخرى و منها إيران وسوريا التعدي على سيادتنا، فإما أن نتمتع بسيادة كاملة أو لا، وماحصل يوم الاثنين هو إحدى المسرحيات الهزلية التي تحصل منذ سنوات”.

علم الدين  

يرى عضو كتلة المستقبل النائب عثمان علم الدين لـ”جنوبية” “أننا معتدى علينا من الداخل و الخارج ، اليوم البلد مخطوف من قبل “حزب الله” عبر الحكومة التي تنفذ سياساته ولا يمكن لها أن تتخذ أي قرار يتعلق بالحرب والسلم ورئيسها آخر من يعلم”، لافتا إلى أنه” من الطبيعي أن يعمد العدو إلى تحميل لبنان المسؤولية لإستقطاب الرأي العالمي إلى جانبه و هو ينجح في ذلك، لأن المنطق الذي يسير به “حزب الله” يشكل أيضا إعتداءا على لبنان إلى جانب إعتداء إسرائيل”.يشدد علم الدين على أن “أي إعتداء إسرائيلي على لبنان هو أمر مستنكر، لكن لا يجب فتح ساحات حرب في لبنان إكراما لمصالح غيرنا من الدول، “حزب الله” يقاتل اليوم في سوريا   إكراما للنظام و يسعى إلى الرد على إسرائيل من لبنان لأنها إستهدفت عناصره في سوريا”.

علم الدين لـ”جنوبية” : لا لفتح  لبنان كساحات لمصالح ادول

ويختم:” هذا الامر لا يجوز ولبنان لا ينقصه المزيد من الويلات، فإذا كان يريد تصفية حساباته مع إسرائيل فليكن ذلك في سوريا حيث سقط شهيده (الحدود بين إسرائيل وسوريا معروفة ) لماذا يجب توريط لبنان، فإذا كانت الحكومة والعهد تحت سيطرته لا يجب أن يأخذ كل اللبنانيين رهينة لقراره”.

عثمان علم الدين
علم الدين

سكرية

على ضفة القوى المؤيدة لـ”حزب الله” النظرة إلى ما يحصل على الجبهة الجنوبية وتداعياتها على لبنان مختلفة، إذ يشرح عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب وليد سكرية لـ”جنوبية” أن “حزب الله أعلن  أنه سيرد على الاعتداء الاسرائيلي سواء على مقتل أحد عناصره في سوريا وعلى القصف الاسرائيلي على المدنيين في الهبارية، لكن أين وكيف سيرد فهذا الامر متروك للحزب الذي يقدر الاوضاع و يحدد الهدف والزمان المناسبين”، معتبرا أن “كلام نتنياهو بتحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية ليس أمرا جديدا ونحن معتادين عليها، والهدف منها إيجاد شرخا بين الدولة اللبنانية والمقاومة وتأمل أن تضغط الحكومة اللبنانية على “حزب الله” لمنعه من الرد أو القيام بأي عمل ثأري لأي عدوان إسرائيلي”. 

سكرية لـ”جنوبية”: رد “حزب الله” لن يتطور إلى حرب 

يجزم سكرية أن “رد “حزب الله” لن يتطور إلى حرب ولا أحد يريدها وإسرائيل غير قادرة على خوضها وإن كان من رد للمقاومة فسيكون ضمن حدود، وإسرائيل لن تصعد حتى تتطور الامور إلى حرب، ولن يكون للرد المرتقب إنعكاس كبير على الوضع الاقتصادي في لبنان  المأزوم أصلا” .

الوليد سكرية
سكرية

ويدافع سكرية عن أداء السلطة قائلا :”لم تحصل عملية عسكرية حتى تصدر الحكومة بيانا، حصل هلوسة عند الاسرائيليين وإعتقدوا أن هجوما حصل عليهم وتصوروا أنهم صدّوا الهجوم وأفشلوه، وتبين لاحقا أن لا هجوم”، مشددا على أن”الحكومة لم ترد على الحكومة الاسرائيلية لأنه لا يمكنها القول أن لبنان سيرد على أي هجوم إسرائيلي و الطريقة الاسلم هي الصمت”. 

ويلفت إلى أن “هناك إختلاف لبناني بين من يطلب الحياد والنأي بالنفس وبين من يصر على مقاومة العدو الاسرائيلي، لذلك إرتأت الحكومة بعدم توريط نفسها بمشكل داخلي، فيتحول المواجهة بين المقاومة وإسرائيل إلى مشكلة داخلية من خلال إصدار الحكومة بيان وكأنها تدعم خيار المقاومة بالرد وعدم تحييد لبنان عن الصراع وبالتالي السكون يكون أفضل”.

هاشم

يؤيد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم كلام سكرية ، مشددا لـ”جنوبية” على أنه “الجانب الاسرائيلي لم يأت بجديد و لطالما حمّل الحكومة اللبنانية و الشعب اللبناني  مسؤولية ما يحصل منذ أن وجدت على حدودنا في العام 1948 وحتى اليوم، وهذه السياسة العدو الاسرائيلي المعتادة على توجيه التهديد والوعيد”، لافتا إلى أن “دور المقاومة هو الدفاع عن أي عدوان يحصل على أرضنا ونحن نرى التهديدات والخروقات الاسرائيلية الدائمة اليومية للبنان، وموضوع السيادة الوطنية لا يحده لا زمان ولا مكان، ويفرض على المقاومة التعاطي مع العدوان الاسرائيلي باللغة التي يفهمها و هي لغة القوة “.

هاشم لـ”جنوبية” : تنسيق بين المقاومة والحكومة عبر قنوات مختصة

ويضيف:”التنسيق بين المقاومة والحكومة أمر يحصل من خلال قنوات ودوائر مختصة في بعض الجوانب، والحكومة تقدر الظرف ولكن لا يمكن إعطاء العدو الاسرائيلي أي فرصة كونه لم يتوان يوما عن إرتكاباته و عدوانه تجاه لبنان “.يعتبر هاشم أن “غياب الحكومة أمس عن ما يحصل أمر لم يستفزه لأن هذا هو نهج الحكومات اللبنانية منذ 1948 وحتى اليوم، وما يستفزني هو العدو الاسرائيلي وما يطمئننا هو وجود وفعل المقاومة “، لافتا إلى أننا “لم ننتظر يوما أن تكون هذه الحكومة فاعلة، لأنه لو كانت كذلك لقدمت الدعم لأبناء القرى الحدودية حيث غابت الحكومات لسنوات وكان الظلم والحرمان مزدوج من العدو الاسرائيلي و من الاهمال الرسمي لهذه القرى”.

هاشم

عازار 

من جهته يشدد عضو تكتل “لبنان القوي النائب روجيه عازار لـ”جنوبية” على أن “لبنان لديه الحق بالدفاع عن نفسه ، و ماحصل أمس على الحدود الجنوبية هو إستهداف للبنان “، معتبرا أن” ما تقوم به المقاومة هو تحقيق مبدأ توازن الرعب بيننا وبين إسرائيل وممارسة حقنا المشروع بالمقاومة”، ويشير إلى أن “هناك تنسيقا بين الدولة اللبنانية و قيادة المقاومة خصوصا حين يتم التعدي على جزء من لبنان”.

عازار لـ”جنوبية”: رد المقاومة يدفع الاسرائيلي للتحسب

ويختم:”مجلس الوزراء قام بواجبه تجاه الحادثة اليوم ، ولا يحق لعدو مثل إسرائيل الاعتداء على لبنان ساعة تريد، وردة فعل المقاومة هو بالتأكيد لمصلحة البلد ويؤكد أن ذلك يدفع الجانب الاسرائيلي كي يحسبوا مئة حساب قبل القيام بخطوة سلبية أوعدائية تجاه لبنان، وأعتقد أن بيان المقاومة كاف لتفسير ما حصل”.

روجيه عازار
عازار
السابق
الكورونا يتغلغل جنوباً: الاشتباه باصابة ممرضة في النبطية.. و7 حالات جديدة بصور!
التالي
الجبهة الجنوبية تشتعل مُجدداً.. جيش العدو يُطلق النار بعد رصده تحركات قرب الحدود!