«الجيش الإلكتروني» يُقدّس مبادرة نصرالله الزراعية..«قمح الخلاص»!

مبادرة نصرالله الزراعية استعراض اعلامي
رفع "حزب الله" مبادرة امينه العام الى مرتبة "القداسة"، وترويجه لها اعلامياً بشراسة يؤكد افلاسه والسعي نحو انجاز وهمي لحل الازمة الاقتصادية.

كثيرة هي اساليب “حزب الله” للدعاية والترويج ولغسل الادمغة ولترسيخ مفهوم الجهاد الالكتروني كما كرس منذ التسعينات مفهوم الجهاد الاعلامي الحربي وتصوير كل عمليات مقاتلي الحزب ضد العدو الاسرائيلي وجيش لحد في الشريط الحدودي سابقاً.

واليوم وبعد خلط القداسة بالدين والقتال ولتنزيه كل ما يقوم به عن الانتقاد والشبهة، اطلق امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله منذ اسبوعين “الجهاد الزراعي والصناعي”، وتبين بعد العودة الى ارشيف اعلام الحزب انه اطلق الشعار نفسه في العام 1998 وللقوطبة على ثورة الشيخ صبحي الطفيلي “ثورة الجياع” ولإفراغها من مضمونها وصولاً الى شيطنتها وقمعها عسكرياً في حوزة عين بورضاي.

تسمية النشيد مأخوذة من جماعة “جيش الخلاص” وهي جماعة مسيحية متشددة ولدت في بريطانيا في العام 1878

واليوم وبعد سلسلة من الانتقادات التي طاولت حملة نصرالله، جند “حزب الله” إعلامه وجيوشه الالكتروني واطلق “الجهاد المقدس” الالكتروني وعبر مواقع التواصل للدفاع عن دعوة نصرالله للزراعة ولتنزيهها الى درجة القداسة.

وفي نشيد لاحد منشدي الحزب المغمورين ويدعى حسن حسين النمر، اطلق هذا الجيش اسم “قمح الخلاص” على النشيد، وقد تم الترويج انه من كلمات الشاعر علي عباس وهو نفسه الذي يقدم السيد نصرالله في إطلالاته الشعبية والمهرجانات.

إقرأ أيضاً: العهد بين «شاقوفين» في «معركة الصهرين»!

ولدى التدقيق في اسباب اختيار اسم “قمح الخلاص”، يتبين ان الاسم ربما أخذ من تسمية “جيش الخلاص”،  وهي جماعة مسيحية بروتستانتية دولية مستقلة عن الكنائس تقوم بأعمال خيرية لمساعدة الفقراء.

وبدأت كجمعية في الأحياء الفقيرة في لندن عام 1865 أسسها وليام بوث وكاترين بوث باسم إرسالية شرق لندن المسيحية، وبعد ذلك أخذت نظام عسكري لمحاربة الفقر والبؤس، القسس فيها ضباط والأعضاء عسكر، ولذلك تسمت بجيش الخلاص من عام 1878، وانتشرت في أوروبا وأمريكا وأستراليا والهند.

“جيش الخلاص”

وفي متن النشيد ما يشبه النموذج الذي أرسته جماعة “جيش الخلاص”، من حيث التعبئة العسكرية المقدسة وتسخير كل طاقات المجتمع لها وصولاً الى تقديس الاشخاص وتنزيههم عن الخطأ والارتقاء بما يقولونه او يتصرفونه على انه عصي على الانتقاد، وصولاً الى تصوير ان الحل لا يأتي الا على يدي نصرالله، وانه الخلاص للبنان والقمح الذي ستنتجه سواعد “المقاومين” سينتصر على المؤامرة الاميركية، كما انتصر في الحرب العسكرية ضد العدو في الجنوب والتكفيري في سوريا!

كما يتخذ النشيد رمزية الخلاص من العقيدة الشيعية وتقديس “حزب الله” وجهاده بقيادة نصرالله على طريق ظهور الامام المهدي وان “حزب الله” ونصرالله هما نواة هذا الجيش كما يروجون في اوساطهم وفي سياق التعبئة الفكرية والعقائدية للنشىء والشباب الحزبي والكشفي.

ووفق متابعين لمسيرة “الجيش الالكتروني” و”حزب الله” الاعلامية، يتضح حجم المأزق الذي تعيشه قيادة الحزب وفي ظل انسداد الافق الداخلي وحجم المأزق الذي يعيشه داخلياً وشح الاموال بفعل العقوبات على ايران وعلى “حزب الله” فتكون هذه الشعارات من باب المزايدة والقاء الحجة على الآخرين ورمي الكرة في ملعبهم على قاعدة اشهدوا اني بلغت!  

السابق
بعد التعرض للـ«العربية»و«الحدث».. «إعلاميون من أجل الحرية» تستنكر «الإعتداء السافر»!
التالي
نائب «قوّاتي» يُعلن تسكيره ضهر البيدر: ما لم نحصل عليه بالإجتماعات سنُحصّله بالقوّة!