«أصدقاء» الولايات المتحدة لنصرالله: المجاعة على الأبواب ولا وقت للتخوين!

اميركا
تتصاعد رحى المواجهة والتوتر بين حزب الله والولايات المتحدة الاميركية في الداخل اللبناني، وُتنبئ بأن غبارها سيرتفع في الايام المقبلة على وقع الرسائل المتبادلة بين الطرفين والتي تضمنت منسوبا عاليا من التحدي.

ما كاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ينهي كلامه ناصحاً خصومه الأميركيين بأن “سياسة الخنق تجاه لبنان لن تضعف الحزب بل حلفاء الولايات المتحدة في لبنان، وبأن سياستهم لن تؤدي إلى إنقلاب على حزب الله بل عندما تشتد الازمة فسيلجأ كثر إلى المقاومة”، حتى أعلن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بأن “بلاده ستستمر في الضغط على حزب الله ومساعدة الشعب اللبناني على إقامة حكومة ناجحة”.

مشهدية المواجهة تظهرت أيضا في التظاهرة التي رفع  فيها مناصرو الحزب الصوت قرب مطار رفيق الحريري الدولي يوم الاربعاء منددين بالسياسات الاميركية في لبنان والمنطقة، في الوقت الذي كانت طائرة قائدة المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي كينيث فرانكلين ماكنزي تحط في المطار ليلتقي الرؤساء الثلاث والمسؤولين اللبنانيين على مدار اليوم.

تم تسجيل خطوة أخرى خطاها الحزب إلى الوراء حين أوضح نصر الله مقصده من الخيارات البديلة

علما أنه تم تسجيل خطوة أخرى خطاها الحزب إلى الوراء حين أوضح نصر الله مقصده من الخيارات البديلة عن مساعدات صندوق النقد الدولي، بعدما أدرك أن معظم حلفاءه لا يتعاملون معها بجدية وخصوصا التيار الوطني الحر، حيث قال رئيسه جبران باسيل بأن “وجه لبنان سيبقى تجاه الغرب”.

رد أصدقاء أميركا

وفي الوقت الذي كان فيه الرد الاميركي سريعا على نص الله، فإن رد “أصدقائها” جاهز أيضا ومعلل بالمنطق ومقتضيات المصلحة الوطنية ، كما يجمع على ذلك كل من  أعضاء وممثلي كل من تيار المستقبل والقوات اللبنانية والكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي، إذ يسأل عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله “هل كل من لا يوافق على سياسات حزب الله الداخلية والاقليمية هوعميل للولايات المتحدة؟ وهل الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد تتطلب الاتهامات والتخوين، في الوقت الذي تطرق المجاعة أبواب جميع اللبنانيين”.

يتحدث عضو تيار المستقبل النائب السابق نبيل دي فريج  وفق المضمون نفسه لكلام عبد الله ويشدد على أن اللبنانيين “يتمسكون بحقهم بالحرية والعيش ضمن المنظومة الحضارية العالمية، وهذا ما لمسه نصرالله بعد طرحه التوجه نحو الشرق، ولهذا عاد وتراجع خطوة إلى الوراء بإعلانه أنهم على إستعداد للتعاون مع الجميع للخروج من الازمة الحالية، وبالتالي من مصلحة لبنان أن يكون على توافق مع جميع الدول ولا يمكن لأي طرف فرض نهج إجتماعي أو إقتصادي عليه”.

اللبنانيون أمثالنا يهمهم مصلحة اللبنانيين ويرحبون بكل جهة أو دولة تدعم الجيش اللبناني وإستقرار البلاد

يوافق أمين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم على كلام كل من  دي فريج  وعبد الله، ويصف مقاربة نصر الله بأنها “خاطئة لأنه من حيث المبدأ ليس هناك حلفاء للولايات المتحدة، بل أن اللبنانيين أمثالنا يهمهم مصلحة اللبنانيين ويرحبون بكل جهة أو دولة تدعم الجيش اللبناني وإستقرار البلاد و إقتصاده سواء أكانت الولايات المتحدة أو دول الخليج”.

ومن على ضفة الكلام نفسها يرى النائب السابق إيلي ماروني أن “القاعدة التي تحكم العلاقات بين الدول هي علاقات المصالح وليس الغنج، بمعنى أن الولايات المتحدة تحرص على الحفاظ على مصالحها وهي لا تسعى إلى معاقبة الشعب اللبناني بل تخوض معركة ضد حزب الله الذي يسير وفقا لمنهاج وسياسة تضر بمصالحها في المنطقة، ومن هذا المنطلق علينا العمل كمسؤولين لبنانيين على أن لا تتدهور الامور نحو الاسوأ وأن نعمل على تحييد لبنان عن الصراعات الدائرة ، و إذ ليس من مصلحة أصدقاء الولايات المتحدة في لبنان معاداتها لأنها تدعم مؤسساته الدستورية والعسكرية ناهيك عن طبيعة الاقتصاد اللبناني (المدولر)، وهذا يعني أن أي إنتكاسة تصيب هذه العلاقة ستنعكس سلبا على إقتصادنا و هذا ما وصلنا إليه اليوم”.

وردا على توصيف نصرالله لبعض القوى السياسية “بالحلفاء” يعتبر النائب السابق بطرس حرب أن “ما يجب أن تأخذه كل القوى السياسية في لبنان بعين الاعتبار هو أن الشعب اللبناني يجوع، فإذا كان لدينا القدرة على مواجهة هذه العقوبات فاليكن وإلا علينا أن نعدل موقفنا بما يحفظ كرامة وحقوق الشعب اللبناني بأكمله”.

إذا مقابل توقعات نصر الله لمردود العقوبات الاميركية عليه وعلى الشعب اللبناني ومنهم حلفاء الولايات المتحدة، هناك شريحة واسعة من القوى السياسية تعتبر الدخول في هذا السجال لا يسمن ولا يغني من جوع، إذ يصف عبد الله توصيف نصر الله بأنه “معادلة خشبية، والوقت غير ملائم  لتحدي الولايات المتحدة بل علينا لملمة الوضع الداخلي بالحد الادنى الذي تطلبه المصلحة والوحدة الوطنية لأن الجوع القادم لن يميز بين حليف للولايات المتحدة وبين مناهض لها “.

هل سيقبل الشعب اللبناني بأن يتنازل عن حقوقه ونهجه في العيش كرمى لعيون فئة أو حاكم؟

من جهته يشير دي فريج إلى أن المنطق القائل أن “إزدياد العقوبات الاقتصادية على أي شعب بسبب حزب أو حاكم سيؤدي إلى حقد وحنق  الشعب على الجهة التي تفرض العقوبات أمر صحيح”، لكنه يسأل:”هل سيقبل الشعب اللبناني بأن يتنازل عن حقوقه ونهجه في العيش كرمى لعيون فئة أو حاكم؟ شخصيا لا أعتقد ذلك “.يؤكد كرم أنه “ليس لدينا تحالفات ولا إنقلابات بل نضع في حسباننا مصلحة لبنان وعلاقته الجيدة مع كل الدول، والولايات المتحدة دعمت لبنان وجيشه وإقتصاده، وهناك الملايين من اللبنانيين الذي يعيشون فيها ويدعمون لبنان بشتى الطرق، وبالتالي العلاقة بيننا وبينها هي علاقة عضوية واللبنانيين لن ينقلبوا على مصالحهم، وهم يرتبطون مع الغرب إرتباطا شديدا سواء تربويا أو صحيا أو إقتصاديا ويسعون أن يكونوا على خطى هذه الدول من ناحية التطور والاستقرار  والازدهار”.

ويشدد حرب على “أنه ليس  مع العقوبات الاميركية على لبنان أو على أي جهة، لكن العلاج ليس بتغيير سياساتناوالالتحاق بأي جهة إقليمية أخرى، نحن لا نريد أن نكون أتباع عند الاميركين وفي الوقت نفسه علينا مراعاة الظروف في لبنان الذي يعاني من إنهيار مالي وإقتصادي ومن لم ير ذلك فهو يعاني من مشكلة”.

السابق
مجلس الوزراء «يُحارب» مكافحة الفساد!
التالي
صيدا القديمة تنتفض ضد غلاء الأسعار.. سعد: أزلام السلطة مستمرة في النهب!