«حزب الله» يشق معابر تهريب جديدة.. و«السلة المثقوبة» تُفرغ جيوب الفقراء!

الجوع وحد اللبنانيين
توسع نشاط "حزب الله" التهريبي مع استحداثه لمعابر له، قابله انهيار للقمة العيش والعوز الذي اصاب فوق الـ95 في المئة من اللبنانيين. (بالتعاون مع "جنوبية" "مناشير" تيروس").

لا يعمل “حزب الله” فقط على فرض اجندته السياسية والامنية والعسكرية على الحكومة والدولة وتطويع كل معارض او ممانع لسياسته، بل يعزز خطوط إمداداته الغذائية والتموينية والعسكرية والتهريبية”، عبر استحداث معابر جديدة لاعماله الناشطة اخيراً بين سوريا ولبنان على صعيد الدولار والمحروقات.

وفي حين بقي الدولار في السوق السوداء محلقاً الى حدود 9 الاف و9500 ليرة، قللت مصادر مالية واقتصادية لـ”جنوبية” من اهمية “السلة الغذائية” المدعومة والتي تشمل 300 صنفاً، لا يمكن ان تصل اليها ايدي الفقراء والمعوزين وبالتالي هي اصناف كماليات وليست اساسيات.

وحتى اللحوم والاسماك والدواجن بعد دعمها ليست في متناول من زال يعمل ويتقاضى الحد الادنى للأجور اي الـ78 دولار، والتي يجب ان تكفي المولد الخاص وايجار المنزل وحليب الاطفال الى الدواء والمعيشة، وكأن الحكومة تعيش على كوكب آخر.

قللت مصادر اقتصادية من اهمية “السلة الغذائية” التي لا تصل اليها ايدي الفقراء والمعوزين وبالتالي هي اصناف كماليات وليست اساسيات

فماذا يعني دعم الاسعار على دولار 3900 ليرة اي ان السلعة ارتفعت 75 في المئة من قيمتها الحقيقية على الـ1500 ليرة؟

ثورياً بقي الحراك متاهباً في الشارع رفضاً للعقاب الكهربائي والعقم المالي والاقتصادي والاصرار على المضي قدماً بسياسات  مالية عوجاء وعرجاء لم ينتح عنها الا الافقار والتجويع وتحويل اللبنانيين الى متسولين وتجار عملة!

البقاع

وكأن الدولة اللبنانية لا يكفيها ما تعانيه من  مزراب الهدر لتتحول “السلة الغذائية المدعومة” الى صفيحة مازوت، تزيد من ارباح تجار الازمات في وقت فشلت الحكومة في سد معابر التهريب، اضافة الى إخفاقها في ضبط السوق السوداء، من احتكار السلع الى التلاعب بالسعر وبالكميات ومن تهريبه الى سوريا عبر معابر غير شرعية شقها حديثاً “حزب الله” ليتحدى فيها المجتمع اللبناني والدولي، معدّاً لعبور الأشخاص والسيارات إلى سوريا.

شق معبر جديد للتهريب

وأكدت مصادر متابعة ل ” مناشير” ان الحزب قام بتعبيد معبر جديد للتهريب حديثاً، يمر في جنتا وجرودها إلى قرية الشعرة، نزولاً باتجاه شرق السلسلة الشرقية ليمر بمدينة الزبداني السورية غرب الغاصمة دمشق، ليصل الطريق حتى دمشق.

فهذه الطريق خارج اطار مراقبة الجيش اللبناني عند الحدود السورية، ولا تخضع لنقطة الردار المقامة في المنطقة الشكالية الشرقية للحدود

وقال المصدر ان من هذه الطريق تدخل سيارات وشاحنات بإشراف مقاتلي “حزب الله”، ليتم عبرها تهريب الاشخاص، وتهريب العملات الاجنبية والمازوت والمواد الغذائية باتجاه دمشق دون رادع.

إقرأ أيضاً: الجنوبيون أمام أزمات عطش وعتمة ومحروقات..والخلافات بين «الثنائي» تتوسع!

ويؤكد عبدو وهو ناشط على طريق التهريب ان هذه الطريق هي الشريان الاساسي لـ”حزب الله” في بعلبك الهرمل، منها يدخل مقاتلوه، وكل انواع السلع المنوي تهريبها من لبنان الى سوريا، وكذلك المازوت، وقال “أحياناً كثيرة فجأة يطلب من العابرين عليها توقيف عملهم لمدة يوم او يومان  واقتصار التحرك على التنقل الشخصي العسكري، ليعاود نشاطهم لاحقاً”.

جشع التجار بقاعاً

وما ان اعلنت الحكومة عن سلة غذائية لدعم المواطن حتى تصاعد الحديث عن الجهة التي تمنع التجار من الاحتكار والجشع، بعدما نفدت جميع رفوف السوبرماركات من ٩٠ ٪ من أصناف السلة.

ولا تعرف سهام موظفة كيف توازي بين راتبها البالغ مليوني ليرة وبين الاسعار التي تضرب ب١٠ الاف ليرة لكل دولار، قالت “راتبي ما عم اقدر ادفع شي منه لا اجار بيت ولا قسط بنك، كله عم بيروح حق اكل وشرب وهذا ظلم”. لتردف متسائلة “من يضبط الاسعار ومن يكبح جشع التجار وتحديد ارباحهم وسقوفها”.

التفلت الامني في البقاع

ومع انعدام فرص العمل، وتحليق الاسعار وحالات العوز والفقر، بدأت منطقة البقاع تشهد حالات سلب اشخاص وسرقة منازل، وتشليح، اضافة الى انتشار مروجي العملات المزيفة.

فليل أمس شهدت منطقة راشيا الوادي عملية سلب لامرأة بقوة السلاح، عمد المجرمون الملثمون على سلبها اموال ومصاغ. وتركوها وسط الطريق.

وفي اليوم نفسه أكد عثمان الشمالي لـ “مناشير” انه تعرض لمحاولة تشليح من قبل ثلاثة اشخاص يستقلون “رابيد ابيض” حاولوا توقيفه بقوة السلاح وسط الطريق في المنطقة الفاصلة بين بلدتي قب الياس والمرج الا انه استطاع الإفلات منهم.

غياب تجار الدولار في صور

وانقلب مشهد الأمس رأساً على عقب حيث غاب اليوم الصرافون المتجولون من على مدخل السوق فلا ضجيج ولا صراخ و لا مطاردة لزوار السوق والطلب منهم بيع دولاراتهم، وايضاً لا وجود للأجهزة الأمنية.

تدهور اوضاع التجار

وفي جولة على محلات بيع البلاستيكيات و التي تُصنَّع في لبنان، قال: حسن بدران أحد أصحاب محلات بيع البلاستيكيات:” بقيت احتسب الدولار بـ 1500 حتى وصل سعره إلى ال 5000 ليرة و لكن بعد ذلك صرت أحسبه حسب سعر السوق ولذلك لم يخف البيع بل انعدم و بحسب قانون التجارة تبقى البضاعة مكدّسة أفضل من بيعها بعُشر ثمنها”.

مثلاً الكرسي البلاستيك التي نستعملها في بيوتنا وفي الأماكن العامة ثمنها يتراوح من 5 إلى 7 دولار حسب نوع البلاستيك يعني سعرها اليوم من 50 إلى 70 الف ليرة لبنانية لذلك انعدم البيع.”

خلاف بلاط مستمر

ولم تنته قضية مختار بلدة بلاط و المحازب الذي تعرَّض له. بل تطوَّر الإشكال حيث هوجٍمَ شرطي البلدية حسن الدبس عندما كان يقوم بعمله في صيانة المولد الكهربائي إلى اعتداء من قبل فؤاد رمضان، ربيع رمضان، زياد رمضان، زاهي رمضان، طارق قاسم، حسين قاسم ( اقارب المختار ) اوسعوه ضرباً و حالته استدعت لتركيب بطارية بعضلة القلب لأنه تعرض لصدمة كهربائية عندما قاموا برميه على محول الكهرباء و هو اليوم في العناية المركزة في مستشفى مرجعيون قابع بين الحياة و الموت. و”حزب الله” يعمل منذ الأمس على “طمطمة” القضية  لكن و بحسب أحد أبناء البلدة… أنّ الأمور معلَّقة بتحسُّن حالة الشرطي و إن حصل وفارق الحياة ستكون العواقب وخيمة على الحزب.

إفلاسات في الشوف وصيدا

وعقد الصناعيون إجتماعاً للنظر بأحوالهم المزرية و صارحوا المعنيين بأنَّ أوضاعهم الإجتماعية لن تسمح لهم بقطع الشوارع وإحراق الإطارات ولكنهم سيلجأون إلى العصيان المدنى إن لم تباشر الحكومة إلى مساعدتهم عبر دعم بعض المواد و تأمين دولاراتهم حتى يتسنَّى لهم متابعة أعمالهم.

وبعد مسيرة طويلة إمتدت منذ عشرات السنين أقفلت حلويات الديماسي الشهيرة أبوابها إلى غير رجعة بسبب الإنهيار الإقتصادي الحالي.

وعن إقفال محال حلويات الديماسي قال محمد الديماسي أحد أصحاب محال الحلويات: ” لم يعد باستطاعتنا حتى تأمين كفاف يومنا فكيف لنا أن نؤمن مصاريف لعدد من العمال يزيد عن العشرين عداك عن رسم الإيجار و الكهرباء و الإشتراك. الإقفال أسهل طريق لعدم الخسارة و الوقوع في الإفلاس المحتوم.”

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم 7/7/2020
التالي
الشرنقة تُصنع من داخلها… ولو على طريق الحرير