إحتكار مريب «يُبخّر» المواد الغذائية.. والكاز يختفي بعد المازوت والبنزين!

تظاهرة مرجعيون كانت حاشدة
في اتجاه واحد تسير البلد الى هاوية سحيقة لا مفر منها. مقومات هذا الانهيار بدأت تتجلى بإنقطاع الكهرباء والمولدات والغاز والمازوت واليوم الكاز ليكتمل مسلسل الاحتكار مع لعبة تخزين المواد الغذائية وحجبها عن الاسواق كي ترتفع اسعارها بشكل جنوني وتتضاعف ارباح التجار. (بالتعاون بين "جنوبية" مناشير" "تيروس").

في مشهد لم يألفه الجنوبيون والبقاعيون واللبنانيون عموماً، بدت المحال التجارية والسوبرماركات ومراكز التموين الكبرى اشبه بصحراء خالية من كل ما يؤكل او يشرب وما تبقى منها على الرفوف لا يتعدى اصابع اليدين.

ووفق مصادر متابعة لـ”جنوبية”، هذا يؤشر الى امرين : التهافت الكبير للمواطنين على تخزين احتياجاتهم من الغذاء على أنواعه والحبوب والخوف من ارتفاع اسعارها في اليوم التالي. كما ينبه الى نقطة خطيرة ان معظم “المولات” الكبرى هي شركات استيراد للغذاء والحبوب ولها مصادرها الخاصة التموينية، كما تمتلك مستودعات ضخمة لتكفي فروعها في المناطق.

اي بصريح العبارة وفق المصادر ان هؤلاء وهم من كبار التجار و”حيتان الاستيراد” مدعومون من “كبار القوم” في الدولة، كما يقف في “ظهر” الشيعة منهم “الثنائي”، يخزنون البضائع ويكدسونها لرفع سعرها وتحقيق مزيد من الارباح.

تخزين بضائع منذ تشرين الاول!

وتلفت المصادر نظر وزارة الاقتصاد والحكومة، وبدل التلهي وغش الناس بسلة غذائية عليهم ان يفتحوا هذه المستودعات ويكشفوا اوكار الاحتكار وهو يعرفون كما القوى الامنية ان 75 في المئة من البضائع مخزنة منذ تشرين الاول الماضي اي بسعر 1507 ليرات ولم تنته البضائع المكدسة بالاف الاطنان بعد. وكل ما يجري كذب وتهويل على الناس وتجارة ارواح واموال بالناس!        

وفي حين استكمل الموت الاسود مشواره ليحصد مواطناً سبعينياً في صور وينتحر بالرصاص بسبب الاوضاع الاقتصادية، يحاصر الجوع والثوار حكومة العجز والافقار والتجويع والانتحار  وامس تواصل الحراك في مختلف الساحات في ظل هجمة واضحة لترويع الناشطين وتخويفهم تارة بالاعتقالات وتارة بالاعتداءات المليشياوية كما جرى مع الناشط واصف الحركة.

بدل التلهي وغش الناس بسلة غذائية يجب فتح اوكار الاحتكار حيث البضائع مخزنة منذ تشرين الاول الماضي اي بسعر 1507 ليرة

وبعد ازمة المازوت والغاز والبنزين ونفاذها جميعاً من الاسواق، اطلت ازمة الكاز برأسها مع تخوف الناس من العتمة الشاملة والحاجة الى الكاز للطهي والاضاءة اي العودة اكثر من نصف قرن الى الوراء عندما كانت الكهرباء في المناطق النائية رفاهية وامراً عجيباً وغير مألوف.   

البقاع

وتوقف البقاعيون امام انخفاض سعر صرف الدولار بدهشة، بعدما اتضح جلياً ان الصرافين يشترون الدولار بسعر ٧٥٠٠ ليرة، من دون ان يبيعونه مما فاقم الازمة الدولارية، وازمة ارتفاع الاسعار لكافة المشتقات الغذائية والتي زادت الطينة بلة انقطاع غالبيتها وفقدانها من السوق.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يُلملم دولارات «الإغتراب»..وحكومة دياب تُخيّر اللبنانيين بين الجوع والإنتحار!

وأكد أحد التجار لـ “مناشير” أن الاشكالية عند المواطنين الذين انكبوا على شراء السلع بكميات كبيرة مما رفع من نسبة الطلب، وبالتالي ارتفعت الاسعار اضعاف مضاعفة وكذلك كانت سببا في فقدانها من السوق. وقال “حتى القمح نتيجة الطلب عليه ارتفع سعره الى الفي ليرة. كذلك الطحين الذي امتنع التجار عن بيعه بعدما اصبح سعر الكيلو اكثر من ثلاثة الاف ليرة.

وامام هذا الوضع المتردي استمر الثوار بتحركاتهم في البقاع. ووقفاتهم المتتالية والمتعددة المتمثلة بقطع الطرقات.

ثوار بعلبك الهرمل

وفي بعلبك الهرمل قطع الثوار طريق بريتال، كما نفذوا اعتصاماً في الهرمل طالبوا باستقالة الحكومة بعدما عجزت عن حل المشاكل الاقتصادية.

وعمموا دعوة للتجمع  غداً في اماكن محددة ليتم الانطلاق بمسيرات سيارة للمشاركة في الاعتصام في ساحة المطران بعلبك، ضد هذه الطغمة الفاسدة

وأكد حازم ان الصرافين يعرفون كل متفرغ بحزب الله بالاسم والرقم، فيعرضون عليهم شراء الدولارات آخر كل شهر، وقال “أقل متفرغ يتقاضى ٧٠٠ دولار، يحولونها الى اللبناني، وبعد ايام يعاود الدولار الى الارتفاع”.

اعتصامات في الاوسط

وفي الاوسط قطع الثوار العديد من الطرقات عند مستديرة مدينة زحلة، وكذلك عند مفرق المرج طريق الشام وذلك اعتراضا على تردي الوضع المعيشي. ورفع المعتصمين شعاراتهم والمطالبة باسقاط الحكومة ورئيس الجمهورية انقاذا للبنان.

إنتفاضة مرجعيون

جنوباً، سجلت انتفاضة شبابية في مرجعيون، حيث تجمَّع المئات عند البوليفار مدخل بلدة القليعة الشمالي في مرجعيون من كل الجنوب. وانطلقوا بمسيرة جالت الشوارع.  والثوار طالبوا بإسقاط حكومة دياب، وحملوا “الثنائي الشيعي” مسؤولية التقصر والسكوت عن ارتفاع معدل الجوع والبطالة.

و قال علي وهبي لموقع تيروس: ” اليوم تجمعنا أكثر من 400 شخص و سنكون في صيدا و النبطية و صور أكثر عدداً، لقد ضاقت بنا سبل العيش في لبنان بسبب فساد هذه الحكومة و الحكومات السابقات لذا لن نترك الساحات قبل طرد الحكومة وإسقاطها و الكل مسؤول من نصرالله وبري إلى عون و باسيل و جنبلاط و كل من تداول على السلطة… كلُّن يعني كلُّن”.

و قالت سليمة عقيل: ” اليوم أول مرة أشارك في المظاهرات لأنني اختنقت و لم أستطع بعد أن أتحمل وأعيل أحفادي… زوجي شهيد في المقاومة الوطنية وإبني مات في حادث سير و انا اعمل و أعيل أولاده و لم يكترث لنا أحد… الشيوعيون في حالة طفر والثنائي الشيعي يكرهنا”.

انقطاع الكاز جنوباً

وازدحمت محطات الوقود في بنت جبيل و مرجعيون بالطلب على مادة الكاز التي تستعمل في إضاءة القناديل وذلك بسبب الخوف من انقطاع كهرباء الدولة و كهرباء المولدات بسبب انقطاع المازوت.

و وصل سعر ليتر الكاز إلى 5000 ليرة لبنانية و كذلك وصل سعر كيلو الشمع إلى 24000 ليرة بالإضافة إلى انه غير متوفر .

و عن هذا الأمر قال أحد أصحاب المحطات لموقع تيروس: ” لا ندري إن كانت السلطة تكذب او الناس خائفة… بعنا اليوم مادة الكاز بكمية كبيرة حتى فاق البيع كمية البنزين و هذا الأمر لم يحصل منذ فتحت المحطة”.

والجديد ايضاً ظهور بسطات لبيع الكاز و المازوت بالشارع و بأسعار غالية فثمن غالون الكاز 10 ليتر 60 الف ليرة و غالون المازوت 10 ليتر 16000 ليرة.

صيدا

ونفذ السائقون العموميون صباحاً اعتصاما في مدينة صيدا محلة جسر الاولي والكورنيش البحري وتقاطع ايليا احتجاجا على ‏وضعهم الاقتصادي المتردي، وتضامنا مع زميلهم سامر حبلي ضحية الاوضاع الخانقة.

السابق
إيران: الاعتدال هو الحل
التالي
مخاوف من أشهر موجِعة..واشنطن لن تتراجع و«حزب الله» لن يُسلّم!