كل الطرق تؤدي الى التصعيد، وحكومة حسان دياب تلعب “الصولد” الاخير مالياً بعد الاعلان عن “المنصة الالكترونية”، والتي يرى فيها خبراء مزيداً من الهرطقة والهروب الى الوراء ونزولاً الى القعر. ويبدو وفق مجريات الايام الماضية، ان الحكومة فقدت كل وسائل السيطرة على الدولار وغلاء الاسعار وانقطاع الخبز والمازوت، وهي تتحضر لمواجهة فورة شعبية عارمة بدأت معالمها الليلة من جل الديب.
وتؤكد مصادر في حراك 17 تشرين الاول، وثورة “جياع 5 ايار” لـ”جنوبية”، ان الثوار يعدون العدة لعصيان مدني شامل هدفه الرئيس اسقاط الحكومة والمطالبة بانتخابات نيابية مبكرة ورحيل رئيس الجمهورية وحاكم مصرف لبنان.
وتشير الى ان التوجه أيضاً، هو لتزخيم حملة “مش دافعين” والامتناع عن تسديد اي فاتورة ولو بالف ليرة الى الحكومة الفاشلة، وخصوصاً ان الفواتير بدأت تتطاير في اتجاه الناس من كهرباء، ولا كهرباء، الى هاتف ثابت ومساقفات بلدية، وصولاً شركة المياه ومياه الشفة مقطوعة بسبب التقنين الكهربائي القاسي.
مصادر في حراك 17 تشرين الاول وثورة “جياع 5 ايار” لـ”جنوبية”: الثوار يعدون العدة لعصيان مدني شامل هدفه الرئيس اسقاط الحكومة
وفي ملف أزمة الخبز، تشير مصادر جنوبية الى ان “الثنائي الشيعي” وجد فيها ضالته المنشودة ليدغدغ مشاعر جمهوره الغاضب والجائع. اذ عمدت بعض البلديات المحسوبة على “الثنائي” الى توزيع الخبز “المدعوم” بالف ليرة فقط، بينما عمدت اخرى الى توزيعه مجاناً. وبذلك يرشي “حزب الله” جمهوره وناسه في ظل غليان شعبي واجتماعي وفلتان للدولار والاسعار.
البقاع
وبعد مسرحية الافران التي حصلت أمس، وعودتها عن قرارها بعدم تسليم المحال والسوبرماركات الخبز، عادت الساحات البقاعية لتضج بهتافات الثوار، ومسيرات انطلقت في سوق قب الياس، وفي برالياس البقاع الاوسط فأعادت من خلالها وهج الثورة واصوات الدعوات باسقاط منظومة القمع والمحاصصة الطائفية.
ففي بلدة قب الياس لبى الثوار والاهالي دعوة الناشطين في البلدة لمسيرة حاشدة احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية وعلى القمع الذي تمارسه هذه السلطة بحق الثوار وتلفيق الملفات والتهم.
وشارك اهالي بلدة برالياس دعوة الثوار الى الاعتصام الاحتجاجي على ارتفاع سعر الدولار وتردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، وأكد المعتصمون أن الثورة مستمرة حتى اسقاط كامل المنظومة. وشددوا على ضرورة توحيد صفوفها وتوحيد خياراتها وشعاراتها.
الاعتصامات مستمرة
وتحدث لـ”مناشير” الناشط ناصر ابو زيد فقال :” ان الاعتصامات مستمرة ولن تتوقف مع اعتقال ناشطين، “لن نخاف اعتقالاتكم ولا سياستكم البوليسية وتركيب الملفات والفبركات”.
إقرأ أيضاً: حكومة دياب تفتك بكرامة اللبنانيين ورغيفهم..والتمرد على «الثنائي» يتمدد جنوباً!
وطالب الناشط خليل دني الثوار من البقاع والشمال والجبل وبيروت والجنوب الحضور يوم الثلاثاء الساعة العاشرة صباحا امام قصر عدل بيروت للاحتجاج على سياسة القمع التي تنتهجها هذه الحكومة.
استمرار ارتفاع الدولار
واستمرت تسعيرة السوق السوداء بسعر الصرف للدولار امام الليرة اللبنانية، هي صاحبة الكلمة الفصل بتسعير كافة المواد، بعدما لامس سعر الصرف حتى ظهر اليوم التسعة الاف ليرة.
الجنوب
“جنوباً وبعد ازمة الخبز امس، ابتكر “الثنائي الشيعي” طريقة جديدة لرشوة مناصريه وجمهوره. وعلى حب الحسين” عبارة أطلقها “حزب الله” في البلدات التي يسيطر عليها حزبياً وبلدياً لتوزيع الخبز على الناس ما بين توزيع مجاني و توزيع مدفوع كما أن حليفته “أمل” لم تترك الساحة، فحاولت تأمين الخبز من الأفران وإيصاله إلى دكاكين البلدات و أحياناً إلى البيوت في محاولة لضبط الشارع.
مشاهد الأمس في طوابير الذل أرَّقت مضاجع قادة “الثنائي” وأعطوا الأوامر بتأمين حاجات الناس قبل الإنفجار الشعبي الذي بدت ملامحه تظهر.
وبعد ان شهدت الافران في مختلف المناطق اللبنانية تهافتاً كبيراً من المواطنين الذين توجهوا لشراء حاجياتهم من الخبز بعد اعلان الافران توقفها عن توزيع الخبز الى المحلات والسوبرماركت وفق التسعيرة القديمة، اعلنت عدة بلديات جنوبية عن قرارات بتوزيع الخبز الى منازل المواطنين لتجنيبهم الوقوف في “طوابير” امام الافران.
وأمَّنت بلديات شحور ومجدل سلم والعباسية وطيردبا ودير الزهراني وعيناثا وميس الجبل و النبطية الفوقا والمروانية الخبز إلى الدكاكين و بحسب السعر الرسمي.
وعن سبب عدم توزيع الخبز للبلديات قال مدير أفران شمسين لموقع تيروس: “بكل امانة مبيع ربطة الخبز بالجملة١١٥٠ ل.ل. ونحن الان نخسر بكل ربطة١٧٠ ليرة و معالي الوزير على علم وجميعهم يعلمون. والان وصلنا الى مكان يمنعنا من الاستمرار. الوزارة تحدد سعر الربطة ١٥٠٠ ل.ل. وتمنع رفع سعرها ولهذا نحن نبيعها داخل المؤسسة ب ١٥٠٠ اما خارج المؤسسة في الاسواق تكلفنا ٤٠٠ ليرة او ٥٠٠ ليرة بين نقل ووسيط. وهذا ما اجبرنا على بيع الخبز كله داخل المؤسسة ولم نتوقف ابدا ولا يمكن ان نقدم اكثر لانه بالنهاية لا يمكننا تحمل الخسائر”.
جولة لمديرعام الاقتصاد في النبطية
وجال المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة محمد ابو حيدر يرافقه مراقبون من مصلحة حماية المستهلك اليوم الأحد على المؤسسات التجارية والسوبرماركت والأفران والمحطات في النبطية مراقباً الإلتزام بالأسعار ولاسيما سعر سلع السلة الغذائية المدعومة وقد سطر محاضر ضبط بمخالفة الأسعار ولا سيما في احدى التعاونيات الكبرى لعدم التزامها بالسعر الأقصى المحدد من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة بالتعاون مع المستوردين.
كما جال أبو حيدر على عدد من محطات الوقود وطالب بالكشف على الفواتير للتأكد من الالتزام بالسعر الرسمي الصادر عن وزارة الطاقة والمياه.
صيدا
وفضل عدد من أصحاب المطاعم والمحال التجارية والملاحم في صيدا وضواحيها، الاقفال التام او المؤقت أو حتى إشعار آخر، بسبب عدم استقرار سعر صرف الدولار وارتفاعه وعدم القدرة على الاستمرار في ظل تقلب الاسعار.
ولفت صاحب أحد المطاعم في عبرا، والذي قرر الاقفال الى أنه “في ظل ارتفاع سعر الدولار لم يعد بالامكان الاستمرار، لذا قررنا الاقفال حتى يستقر سعر الدولار لنرى ماذا بالامكان ان نفعل”.
