بعبدا.. «حوار على مين»؟!

قصر بعبدا
لقد انتهى العهد القوي منذ اليوم الأول بانتخاب رئيس البلاد بتسوية سياسية جاءت بعد مناورات وتنازلات واتفاقيات خارجة عن إطار قوة رموز العهد.

القوة المسيحية لرموز العهد لم تتمكن من إيصال رأس هرمه لسدة الرئاسة اعتماداً واستناداً على قوة التمثيل المسيحي، بل الذي أوصل رأس الهرم لسدة الرئاسية هي التنازلات والتسويات السياسية فيما يصطلحون عليه بمصطلح الديمقراطية التوافقية الذي هو بدعة بين الديمقراطيات في دول العالم، ولكنه الحل الوحيد لصيغة لبنان الطائفية..

اقرأ أيضاً: «لقاء فلكلوري» في بعبدا..حضور هزيل وبيان خال من دسم المرحلة!

استقواء وليس قويا!

وأمام هذه الصيغة لا يوجد قوي في السلطة اللبنانية، فالكل مرهون ومجبر على هذا التوافق الديمقراطي لمواصلة الطريق ولحفظ وجوده التمثيلي في السلطة…

أما الاستقواء بالخارج فقد كانت تجربته مريرة في النصف قرن الأخير حيث تسبب بالحرب الأهلية اللبنانية التي قد تتكرر لو أصرَّ البعض على عناد فكرة العهد القوي والفريق القوي والجمهورية القوية والاستقواء بالسلاح وما شاكل من الطروحات النظرية التي لن تنتهي إلا بحرب أهلية جديدة أو تنازلات وتسويات على غرار ما صنع رواد فكرة العهد القوي لبلوغ سدة الرئاسة الأولى.. فقوة العهد التوافقية كانت فوق العهد القوي كما لا يختلف على ذلك اثنان..

 وبعد انفجار الأزمات من مالية ونقدية واجتماعية وسياسية واقتصادية في وجه ما يُسمى بالعهد القوي وبلغت المعالجات طريقاً مسدوداً بحيث أصبحت حركة ساسة هذا العهد أشبه ما تكون بحركة تصريف أعمال للدولة، جاءت فكرة لقاء بعبدا التي اجترحها رئيس مجلس النواب نبيه بري لتعويم العهد من جديد بحجة وأد الفتنة والحيلولة دون تفاعل الخلافات المذهبية والطائفية وما شاكل على وقع ما حصل في 6/6/2020..

جاء لقاء بعبدا على قاعدة المثل الشعبي القائل: “يطعمك الحج والناس راجعه”.. فلقاء بعبدا لم يكن مفصلياً ولا محورياً لوقف فتنة طائفية ومذهبية في البلد.. ولا كان له ذلك التأثير في حفظ السلم الأهلي

لقاء لزوم ما لا يلزم

  جاء لقاء بعبدا على قاعدة المثل الشعبي القائل: “يطعمك الحج والناس راجعه” .. فلقاء بعبدا لم يكن مفصلياً ولا محورياً لوقف فتنة طائفية ومذهبية في البلد.. ولا كان له ذلك التأثير في حفظ السلم الأهلي ولا في حفظ الأمن والنظام العام فالأجهزة الأمنية والعسكرية وقرار من بيدهم قرار السلم والحرب في البلد كلها كافية في تحقيق كل ذلك بدون لقاء بعبدا الاستعراضي الذي لم يُضف جديداً في هذا الجانب، بل كان كلفة زائدة على الدولة ونفقات القصر الجمهوري لا أكثر ولا أقل، بل جاءت مقرراته وتصريحات روَّاده مُخيبة للآمال، بل كادت أن تُغرق البلد في سجالات ليس الآن محل طرحها والحديث فيها كان سيزيد البلد أزمات إضافية على وجعه ومصائبه ونكباته..

اقرأ أيضاً: في زمن مقايضة الدولة بالعمامة!

والملاحظ في كلام المتكلمين في لقاء بعبدا الاستعراضي أن أحدا لم يبادر لدفن الميت أو إنعاش المحتضر بجرعة من الأوكسجين .. فالكل كان ينعي ويشكو، وكأن المواطن هو المطالب بإيجاد الحلول للخروج بالبلد من أزماته.. والكل كان ينتقد الكل فمن المقصر؟ ومن ينبغي أن يُصلح شؤون البلاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟ ولو أنفق جماعة هذا اللقاء الاستعراضي وقتهم في التَّشدد في مراقبة الصرَّافين القانونيين الذين يبيعون الدولار على قاعدة: “ناس بسمنة وناس بزيت” حيث يعمدون في العلن للالتزام بالسعر المقرر من نقابة الصَّرَّافين وتحت الطاولة يبيعون بسعر السوق السوداء الأسود، فلو كان جماعة لقاء بعبدا بادروا لفعل ذلك لكان أرجح في معالجة المشكلة المحدقة بالبلد، ولو اعلنت سلطة جماعة لقاء بعبدا واللبنانيون مهددون بالعتمة بعد نفاد الفيول والمازوت ان ملف الكهرباء اصبح جاهزا لتقديمه لصندوق النقد الدولي الذي ينتظر خطة الحكومة الكهربائية منذ شهور ولكن دون جدوى، لكان الناس صدقوا ان لقاء بعبدا مثمر…
 ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟!

السابق
تلويح بـ 7 أيّار جديد.. الشيخ النابلسي يهدّد أهالي الجيّة بقمصان «حزب الله» السود!
التالي
رسالة ترويع للمنتفضين.. «حزب الله» يطلق طائرة مرصاد لتصوير طريق الجنوب الساحلية!