في زمن مقايضة الدولة بالعمامة!

الثورة اللبنانية

محاكمة…. قاضي الزمان: هل علمت يا  ابن بلدي، انت الذي قايضت الكرسي بالكرامة، أن ناس  بلدي تشارك القطط والكلاب الداشرة وجرذان الليل البحث َ عن القوت في القمامة؟ هل تعلم ان الجوع كافر؟ وبعض الناس تبيع ثيابها على الرصيف مقابل الرغيف! فكيف تتهم جائعا  بالعمالة وبالخيانة؟ وترسل اليه العسس، الناس احيانا تكفر حتى بالمقدس  حين ينهشها ذئب الجوع، وخالقها رحيم بها. 

اقرأ أيضاً: فلتان الدولار يُفجّر الغضب بوجه «الثنائي»: صرافة تحت وهج السلاح و«الفوميه»!

تقاسم الغنائم

هل وصلك نبأ؟ أن عمليات السطو الرسمية التي طالما تحدثت عنها في المناسبات الوطنية تمت جميعها بنجاح وان الغنائم تقاسمتها العصابة  بود تحت علم البلاد؟ فتحول الشعب بعد النهب الى صرافين ومصروفين من العمل والامل بلا وطن بلا بلد وبلا نشيد! هل هذا ما كنت تريد؟ وانه في مئوية قيام دولة لبنان الكبير صفّر العداد وعدنا الى ما قبل الدولة الى ما قبل الكبير والصغير، الى شيء لا رأس له ولا قاعدة صار استثناء على المتوسط يشبه قارب مهاجرين من اهل الشتات يغرق  في الليل؟ يلمحه القمر من بعيد!هل شاهدت  ذلك؟ أو هكذا كنت تريد؟ هل تعلم يا ابن بلدي، انت الذي قايضت خبز الناس بالزعامة، لعلك علمت ان منسوب الفقر يرتفع ومنسوب الذل يرتفع ومنسوب الحزن يرتفع ومنسوب القهر يرتفع وينخفض سعر الكرامة.

هل تعلم يا ابن بلدي، انت الذي قايضت خبز الناس بالزعامة

الدولة والعمامة

هل تعلم يا ابن بلدي، انت الذي قايضت الدولة بالعمامة  منذ ان تم التحالف مع الفرس لتحرير القدس، اصبحت بيروت رهينة، وطرداهل الشام من الشام واهل حلب من حلب واحرقت حُمْص هل هذا لخطئ في التصويب، حسب علمي  بعيدة هي القصير عن تل ابيب، سياتي يوم ليس ببعيد وقبل ان  تتناول الفطور الذي يعده لك الطباخ من المفضل عندك على المائدة، لا تفكر بغيرك، اذهب الى المرآة انظر الى وجهك، سيلتبس عليك، سوف لا تعرف من انت، لا شيء  فيك سيذكرك بمن تكون ومن كنت، لا تخف ستشعر ان انحلالا اصاب ركبتيك، وستسقط على رخام صقيل كالمرآة ستشاهد فيه سقوطك البطيء، ستحاول ان تنادي احدا من الخدم او الحرس ويخونك اللسان! لا تخف ما أصابك  ليس النسيان، بل هكذا تاخذ ثأرها الاوطان. لان التاريخ قاضي الزمان. 

السابق
ديمة بياعة تخشى على طفل تيم حسن من التقاط فيروس كورونا!
التالي
بالصور: الدولار يلهب الشارع وغضب شعبي عارم.. احتجاجات متنقّلة في المناطق مع قطع طرقات اساسية!