صفع الشارع اليوم وامس بقوة حكومة حسان دياب، كما وجه ضربة قاسمة الى العهد المترهل والمترنح، ولولا مصلحة “حزب الله” في دعم دياب ليصمد وحاجته الى حكومة ولو “خيال صحراء”، لما ابقى عليها لحظة واحدة لا سيما انها فتحت العين الشيعية واسعاً عليه.
خروج الشيعة الغاضبين والجائعين في الجنوب والضاحية والبقاع، وفق مصادر شيعية في حراك ثورة الجوع، ليس الا ردة فعل طبيعية على “الثنائي” الذي يصادر حتى الهواء عن الطائفة الشيعية، ويمنحه لمن يواليه وينصره ويحازبه، بينما الشيعة الاخرون متروكون لقدرهم وللجوع وللفقر وللعوز وربما “الشحادة” في وقت ليس ببعيد.
خروج الشيعة الغاضبين والجائعين في الجنوب والضاحية والبقاع ليس الا ردة فعل طبيعية على “الثنائي” الذي يصادر حتى الهواء عن الطائفة الشيعية
وفي مقابل تهلهل “الثنائي الشيعي” في بيئته وخسارته المونة والسطوة على شارعه، سجلت السلطة سقطة جديدة ومخيفة وتدل على تخبطها وعقهما، فقامت بعراضات اعلامية وساسية للقول انها تحركت وخفضت سعر الدولار وزف البشرى رئيس مجلس النواب. فنزل الدولار بسحر ساحر من 6500 الى 5500 والى اقل من 4 الاف مساء ومن المتوقع ان يصل وفق بري الى سعر 3200 وان يتم تثبيته على هذا السعر.
ووفق المصادر نفسها تطرح اسئلة عديدة نفسها: لماذا لم تتحرك الحكومة ومصرف لبنان قبل امس واليوم لضبط سعر الدولار او للقيام باصلاحات وتطبيق الخطة الاصلاحية والاقتصادية المزعومة.
وترى ان تحت ضغط الشارع لوح “حزب الله” مرة جديدة بإقالة رياض سلامة، كما وعد الثوار بتخفيض الدولار وكلها وعود لن ترى النور، اذ تركت هذه السلطة الفاسدة البلد والمصارف بلا مؤونة وصرفت الودائع وطارت اموال اللبنانيين والخزينة.
إقرأ أيضاً: جنون الدولار يُشعل لبنان..والساحة الشيعية خارج طوع «الثنائي»!
ثورياً استمر الغضب الشعبي لليوم الثاني على التوالي، وبقي الثوار في الشارع وقطعوا طرقاً رئيسية واتوسترادات واغلقوا المؤسسات العامة والمرافق الرسمية في الشمال وبيروت.
اما كورونياً، بات واضحاً ومع ارتفاع عدد الاصابات يومياً بمعدل يتراوح بين 18 و20 حالة، ان اقامة “كورونا” طويلة في لبنان وعلى اللبنانيين ان يتعايشوا معه.
البقاع
الجو البقاعي ثوري بامتياز، حيث لا زالت الحياة في البقاع مقطعة الاوصال، بفعل التظاهرات المستمرة والاحتجاجات وقطع الطرقات الدولية والرئيسية وحتى الفرعية، وذلك رداً على ارتفاع الاسعار وتردي الاوضاع المعيشية، وعلى عدم ثقتهم بأن هذه الحكومة قادرة على معالجة الوضع الاقتصادي المأزوم.
وفسر ثوار البقاع ما حصل أمس في بيروت ونزول جمهور “الثنائي الشيعي” حركة امل وحزب الله الى الشارع بالمسرحية الممجوجة والمكشوفة، لامتصاص غضب الشارع الشيعي بـ “قبة باط” ومن ثم فجأة وبسحر ساحر ضربت القوى يدها على صدرها، واستطاعت ان تعيد الدولار من ٥٥٠٠ ليرة للدولار الواحد، الى ٤٠٠٠ ليرة.
ولفت ناشطون في البقاع الى انهم استطاعوا من خلال استدراكهم للمشكلة ان يمنعوا جمهور “حزب الله” من الوصول الى البنك المركزي فرع زحلة، وكذلك الى باقي افرع المصارف الاخرى.
تغطية على تهريب العملة والمازوت
وأشارت مصادر مطلعة الى أن “مسرحية” الامس اتت لتغطي على عمليات تهريب العملة والمازوت الى سوريا، أيضا هناك تهريب ادوية، وذلك يعد هدفاً رئيسياً لـ”حزب الله” في دعم اقتصاد نظام الاسد على حساب الدولة اللبنانية وذلك يؤدي الى افلاس البلد أكثر.
ويتخوف ناشطون اقتصاديون من أن خطة الحكومة الاخيرة من دون ان تضغط فعليا لضبط الحدود وعمليات تهريب سيارات حزب الله المدنية والعسكرية الاموال والمازوت، لأن خطة حكومة دياب تسمح لـ”حزب الله” آن يضع يده على احتياط المصارف اللبنانية الموضوعة في عهدة مصرف لبنان من خلال الضغط على البنك المركزي لضخ الدولار في السوق على اعتبار ان ذلك هو المصدر الوحيد لأن لا يوجد عمليات شحن اموال من الخارج، وتشير المصادر الى ان مبلغ الاحتياطي يبلغ نحو ١٨ مليار دولار.
اقفال طرقات البقاع
ونفذ ثوار البقاع مسيرات جابت شوارع البقاع، انطلقت من سعدنايل في البقاع الاوسط باتجاه مدينة زحلة، ونددت بسياسة الحكومة والمحاصصات الطائفية والمذهبية، وطالبت باستقالتها، كما صدحت الشعارات باسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون.
وقطع البقاعيون الطرقات الرئيسية والدولية في العديد من النقاط، بدءاً من طريق ضهر البيدر عند مفرق جديتا العالي، الى قب الياس، وكذلك طريق دمشق عند مفترق المرج برالياس، وعند نقطة المصنع الحدوية، وكذلك في تعلبايا وسعد نايل، وجلالا ومستديرة زحلة.
وقال الناشط حبيب غندور ان امس حصلت مسرحية ممجوجة، ولكن الثورة مستمرة ولن تخرج من الشارع، واحزاب السلطة لن نقبل بأن يصادروها، هدفنا اسقاط كامل المنظومة الطائفية والمذهبية.
الحراك مستمر في بعلبك والهرمل
وفي بعلبك والهرمل لا زالت الانتفاضة مستمرة، حيث نفذ ناشطون العديد من الوقفات الاحتجاجية في أكثر من مكان، ومن ساحة رفضا لسياسة التجويع.
واكد علي الموسوي لـ”مناشير” ان الثورة ليست محصورة بفئة ان اضيفت اليها ولا ان خرجت منها، الثورة هي فعل مسار تراكمي تغييري على المدى الطويل، واعتبر ان قبة الباط لها تبعاتها على الحزب والحركة في بيئتهما، فمن الطبيعي ستترك اثراً تدفع العشرات من الشارع الشيعي خاصة المستقلين لأن يغنوا الثورة ويضيفوا اليها روحاً وطنية.
الجنوب ينتفض
ومنذ الأمس توجه عدد كبير من الأهالي إلى ساحة إيليا و باتوا ليلتهم يجوبون شوارع المدينة منددين بالغلاء و المعيشة الصعبة و منذ صباح اليوم تمَّ قطع الطريق عند مستديرة إيليا ونصبت الخيم في الشوارع. وبعد الظهر توجهت مسيرة من إيليا إلى القياعة كما قطع بعض المحتجين جسر سينيق و هو مدخل صيدا (البلد) الشمالي المؤدي إلى الطريق البحري.
وعلت الأصوات الداعمة للثورة في مساجد صيدا اثناء خطب الجمعة.
النبطية
وشهدت “مدينة النبطية” ودوار كفررمان بعيد منتصف الليلة الماضية تحركات احتجاجية لمجموعات شبابية متنقلة، اقفلوا خلالها دوار كفررمان ومدخل النبطية الشمالي عند تمثال الصباح وأطلقوا هتافات تندد بالاوضاع الاقتصادية المتدهورة وطالبوا باسقاط حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وإحتشدت مجموعات منها قرب مصرف لبنان ورددوا هتافات ضد رياض سلامة، ثم قاموا برمي الحجارة على مدخل المصرف، كما هاجم المحتجون فروع مصارف بيبلوس، فرنسبنك ، اللبناني الفرنسي وعودة و لبنان والمهجر في النبطية و رشقوا واجهاتهم بالحجارة و قطع الحديد وحطموا زجاج معظمها اضافة الى عدد من ماكينات الصرافة الالية ، قبل ان يستطيع البعض منهم من اقتحام فرع بنك لبنان والمهجر في شارع الصباح ويقوموا بتحطيم بعض المكاتب داخله واجهزة الكومبيوتر.
قطع طرق
و بعد ظهر اليوم تجمع الأهالي امام سراي النبطية و افتشروا الطرقات مطالبين بإسقاط المنظومة الحاكمة.
وتمَّ قطع اتوستراد صيدا صور عند محلة عدلون بالإتحاهين من قِبَل شباب غاضب من الوضع الإقتصادي.
كما قطعت مجموعة اخرى طريق ابو الأسود لفترة و من ثمّ قام الجيش بفتحها.
حراك صور
ونظَّم الثوار مسيرة عند الخامسة عصراً جالت في شوارع المدينة من ساحة العلم إلى الكورنيش الجنوبي و طالب المتظاهرون باتخاذ إجراءات جدية لتخفيض سعر الدولار.
وقال احد المتظاهرين لموقع “تيروس: “لن نعود إلى بيوتنا قبل تحقيق مطالبنا… واليوم المظاهرة اتخذت طابع معيشي و لقد حاول أمس مجموعة الشباب القومي العربي عددهم ثلاثة ان يسيِّسوا ساحة صور و لكننا طردناهم لأنهم حالوا ان يرددوا شعارات بتسمية الرئيس بري دون غيره”
برجا
ونفذ حشدٌ من المواطنين اعتصاماً حاشداً أمام مبنى بلدية برجا، حيث جرى قطع الطريق أمامها بعد إضرام النيران بمستوعبات النفايات، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار.
وقال أحد الثوار لموقع تيروس :” اليوم كلنا ذقنا وجع الغلاء و لم نعد نحتمل ومن يستطيع التحمل فليعد إلى بيته و لكنني باق هنا”.
وخلال التحرّك، وقع تلاسن ومواجهة بين المعتصمين ورئيس بلدية برجا ريمون حميّة الذي قال للمتظاهرين أنّ “الموضوع لا يُحلّ بقطع الطريق الساحليّة، إنّما بالتشاور”، وهو الأمر الذي استدعى ردّ فعلٍ عنيف من المتظاهرين الذين رفضوا تصريحه واصفين إيّاه بـ”الإنقلاب على الناس”، كما اتهموه بـ”التآمر مع السلطة على الشعب”.
ملاحقة الصرافين
وفي صور استمرت ملاحقة الصرافين غير الشرعيين او المرخصين والمخالفين للتسعيرة الرسمية، واعتقلت ثلاث سيارات تابعة لأمن الدولة أحد الصرافين في ضواحي المدينة واقفلت مؤسسته.
