الشكوك تحوم حول منظمة الصحة بسبب «كورونا».. تصاريح مُتضاربة ونتائج غير دقيقة!

تيدروس أدهانوم غيبرييسوس

مع تفشي فايروس “كورونا” حول العالم والذي أدى الى وفات الآلاف وإصابة الملايين، لا تزال كل المحاولات المبذولة لإيجاد دواء أو لُقاح مُعيّن فاشلة، مع الإلتزام فقط بتوصيات منظمة الصحة العالمية، المبنية على التباعد الإجتماعي ووضع الكمامات. إلّا أن تقاريراً متضاربة للصحة العالمية بالإضافة الى تصريحات مسؤولين فيها عادت لتُثير الجدل حول الدقّة العلمية للمنظمة تُضاف الى تقارير علمية متضاربة تصدر عن الدول التي بدأت بالدراسات لمعرفة مصدر وطريقة علاج الفايروس.

إقرأ أيضاً: 25 إصابة بـ«كورونا» وحالة وفاة لستينيّ.. هذا ما جاء في تقرير مستشفى الحريري!

بدايةً، نلقت وكالات عالمية تصريح للرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6) السير ريتشارد ديرلوف، قال فيه إنه يعتقد أن جائحة فيروس كورونا المستجد “بدأت كحادث” عندما تسرب الفيروس من مختبر في الصين.

وفي مقابلة مع صحيفة التلغراف، أضاف ديرلوف أنه اطلع على تقرير علمي جديد يشير إلى أن الفيروس لم يظهر بشكل طبيعي، ولكن من صنع العلماء الصينيين.

وتابع أن هذا الاكتشاف الواضح سيزيد من احتمال دفع الصين تعويضات عن الموت والكارثة الاقتصادية التي ألحقها الفيروس بالعالم.

وتوصل العلماء إلى شبه إجماع على أن الفيروس ظهر في الحيوانات -على الأرجح الخفافيش أو حيوان البنغولين- قبل القفز إلى البشر.

بيانات معيبة

أما تحقيق صحيفة الغارديان البريطانية، قال إن منظمة الصحة العالمية وعددا من الحكومات غيرت سياساتها وعلاجات مرض كوفيد-19 على أساس بيانات معيبة من شركة تحليلات رعاية صحية أميركية غير معروفة اسمها “سرجيسفير” (Surgisphere).

وقدمت الشركة بيانات لدراسات متعددة حول فيروس كورونا شارك في تأليفها الرئيس التنفيذي للشركة سابان ديساي، ولكنها فشلت حتى الآن في شرح بياناتها أو منهجيتها بشكل كاف.

وشكلت البيانات التي تدعي الشركة أنها حصلت عليها بشكل شرعي من أكثر من ألف مستشفى في جميع أنحاء العالم، أساسا للمقالات العلمية التي أدت إلى تغييرات في سياسات علاج كوفيد-19 بدول أميركا اللاتينية. كما كانت السبب وراء قرار منظمة الصحة العالمية ومعاهد البحث حول العالم بوقف التجارب على عقار “هيدروكسي كلوروكين”.

ونشرت “ذي لانسيت” و”نيو إنغلاند” -وهما من المجلات الطبية الرائدة في العالم- دراسات تستند إلى بيانات “سرجيسفير”، وشارك في تأليفها ديساي نفسه.

وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، وبعدما اتصلت بها صحيفة الغارديان، أصدرت مجلة “ذي لانسيت” الطبية “تعبيرا عن القلق” بشأن دراستها المنشورة. كما أصدرت مجلة “نيو إنغلاند” إشعارا مشابها.

شكوك

وحسبما نقلت “الوكالات”عن تحقيق الغارديان الذي توصل إلى أن العديد من موظفي شركة “سرجيسفير” -ومقرها الولايات المتحدة- لا توجد بيانات عن خلفيتهم، أو أن لديهم خلفية علمية ضعيفة أو معدومة. ويبدو أن أحد الموظفين المدرجين كمحرر علوم هو مؤلف خيال علمي، وموظفة أخرى مدرجة كمديرة تنفيذية للتسويق هي عارضة محتوى للبالغين ومضيفة للمناسبات.

وتحتوي صفحة الشركة على موقع “لينكدإن” على أقل من 100 متابع، وأدرجت الأسبوع الماضي ستة موظفين فقط، وتم تغيير هذا إلى ثلاثة موظفين اعتبارا من يوم الأربعاء، في حين تدعي “سرجيسفير” أنها تدير واحدة من أكبر قواعد بيانات المستشفيات وأسرعها في العالم، إلا أنه ليس لها وجود على الإنترنت تقريبا.

وحتى يوم الاثنين الماضي، فإن رابط الاتصال على موقع “سرجيسفير” يعيد توجيه الزائر إلى قالب “وورد برس” لموقع عملة مشفرة، مما يثير تساؤلات حول كيف يمكن للمستشفيات الاتصال بسهولة بالشركة للانضمام إلى قاعدة البيانات الخاصة بها.

وكانت الأسئلة المحيطة بهذه الشركة تزداد في المجتمع الطبي خلال الأسابيع القليلة الماضية.

الصحة العالمية تتراجع

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء معاودة التجارب السريرية حول عقار “هيدروكسي كلوروكين” بعد تسعة أيام على تعليقها إثر نشر الدراسة في مجلة “ذي لانسيت”. غير أن المجلة نأت بنفسها عن الدراسة مساء الثلاثاء، وأقرت في تنبيه رسمي وجود “تساؤلات كبيرة” في هذا المجال، مما دفع منظمة الصحة إلى نشر استنتاجاتها في موعد أبكر.

وأوضحت كبيرة علماء منظمة الصحة سمية سواميناتان خلال مؤتمر صحفي من مقر المنظمة في جنيف بالقول “إننا واثقون إلى حد كبير الآن بعدم وجود فرق في الوفيات”.

وأكد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم أنه بعد تحليل “البيانات المتوافرة حول الوفيات”، رأى أعضاء لجنة السلامة والمتابعة في المنظمة “عدم وجود أي سبب لتعديل بروتوكول” التجارب السريرية.

وأضاف أن المجموعة التنفيذية لتجربة “تضامن” التي تمثل الدول المشاركة “تلقت هذه التوصية وأقرت مواصلة التجارب بكل أبعادها، بما في ذلك الهيدروكسي كلوروكين”.

يُضاف الى اللغط الذي تشهده منظمة الصحة ما صدر عن مديرها تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من تصحيح سوء الفهم الذي وقع به كثيرون بشأن إمكانية انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد من شخص مصاب به لكن لا تظهر عليه الأعراض، بعدما كانت خبيرة بارزة في المنظمة الدولية، تسببت في لغط كبير خلال الأيام القليلة الماضية، عندما أدلت بتصريحات، الاثنين، مفادها أن المصابين بـ”كوفيد 19″ ممن لا تظهر عليهم أعراض المرض، نادرا ما ينقلون فيروس كورونا.

لكن ماريا فان كيروف المديرة الفنية لبرنامج الطوارئ المعني بجائحة كورونا، سرعان ما استدركت الأمر وعدلت تصريحاتها، الثلاثاء، لتؤكد على أنها كانت تشير فقط إلى “دراسات محدودة وليس للمسألة بشكل كامل”.

السابق
بيونسيه وعقد ضخم مع ديزني بـ100 مليون دولار!
التالي
14 إصابة جديدة.. كيف توزّعت الكورونا على المناطق اللبنانية؟