لا محرمات في انتفاضة 17 تشرين.. حارث سليمان: لعدم سحب سلاح «حزب الله» وفساده من التداول!

حارث سليمان

بعد احداث تحرك “6 حزيران” وما نتج عنه من اشكالات متنقلة وتوترات كادت ان تتحول الى فتنة طائفية وحرب أهلية بتحريض وتجييش من قبل حزب الله وانصاره احتجاجا على المطالبات بـ “نزع سلاح حزب الله”، كتب الدكتور حارث سليمان عبر حسابه الخاص على “فيسبوك” التالي:

تنبري بعض المواقف والاقلام من ادعاء الحرص على استمرار الانتفاضة المباركة ان تنصح الثوار باستبعاد نقاش دور حزب الله الاقتصادي والسياسي والنقدي والامني وصولا الى سلاحه من ساحات الصراع، كما تنبري بعض المجموعات لحصر تهمة الفساد بالحريرية السياسية، ويضم بعضها الى هذه التهمة تيار عون وباسيل ونبيه بري، فيما يذهب اخرون، لحصر مسؤولية حزب الله عن الفساد بالقول انه يحمي الفساد دون ان يمارسه، ولعل الحقيقة الغائبة في كل هذه الطروحات هي ان حزب الله اليوم هو الطرف الاساسي في السلطة السياسية؛ هو من يديرها ويشرف على توازناتها، هو من يقرر احجام وحصص الاطراف فيها، وهو من يوزع عائدات نهب المال العام فيها، وهو من يتمول من المال العام ويستنزف واردات الدولة وعائداتها، وهو من يدير اقتصادا اسودا يتعاظم اثره على الاقتصاد الشرعي ويهدر اموال الخزينة اللبنانية.
ولهؤلاء نذكر انفسنا ونذكرهم بموقف حزب الله يوم كانت الثورة في مرحلتها الاولى جميلة وعاقلة كما يحلو للبعض ان يصور : تخوين، مواجهة، وهجومات، وحرق خيم الاعتصام في بعلبك وصور والنبطية.

اقرأ ايضاً: علي الأمين يُعلّق حول توقيت التظاهرات المطالبة بنزع السلاح.. ما علاقة صندوق النقد؟

اليوم يتكرر المشهد نفسه، مع اضافة شتم السيدة عائشة زوجة الرسول من جهة اولى وصليب المسيح من جهة ثانية، في موازاة تحميل سلاح حزب الله مسؤولية الازمة في لبنان بكل اوجهها السيادية والاقتصادية والنقدية.
ببساطة يريد حزب الله أن يجعل نقاش دور سلاحه ووظيفته من المحرمات على الاخر، ومن المقدسات داخل فريقه.
وللتوضيح فان هذا التحريم لا يطال امتلاك او سحب السلاح فقط، وانما تحريم مناقشة وظيفة السلاح من جهة اولى، وتحريم المساءلة حول نطاق عمل هذا السلاح ووجهته من جهة ثانية، وتحريم المطالبة بان تحصر خدمته في سبيل لبنان ومصلحته الوطنية من جهة ثالثة، وتحريم مناقشة تداعيات واثر الدور الاقليمي لحزب الله على شعب لبنان عامة وعلى شيعته على وجه الخصوص، واذا لم يمتثل طرف من الاطراف لمسلسل التحريم هذا، فتتم المواجهة كيف؟
مقابل نقاشنا في سلاحنا المقدس سنشتم مقدساتكم ؛ لدى السنة نشتم السيدة عائشة، ولدى المسيحيين نشتم الصليب.

حزب الله هو من يتمول من المال العام ويستنزف واردات الدولة وعائداته

اذا فهمتم الرسالة وامتنعتم عن التشكيك في سلاحنا المقدس والذي في الحقيقة ليس مقدسا باي معيار !
لا بمعيار المقاومة لمواجهة اسرائيل، بعد ان صمت طويلا امام اسرائيل في سورية ولبنان على السواء
ولا بمعيار الحرية حيث يخدم الاستبداد في كل دول الاقليم،
ولا بمعيار وحدة الامة حيث ينخرط بالفتنة،
ولا بمعيار الوحدة الوطنية اللبنانية حيث يستعمل للهيمنة واخضاع كل الاطراف السياسية،
ولا بمعيار السيادة الوطنية اللبنانية لانه سلاح في خدمة ايران ونفوذها،
ولا بمعيار الشرعية العربية والتضامن العربي، لانه يشكل سيفا مسلطا على دول عربية عديدة،
ولا بمعيار الشرعية الدولية، حيث يشكل انتهاكا لقراراتها جميعا.
اذا فهمتم الرسالة وخفتم واجبنتم، فسنعود الى لغة التعايش والوفاق ويادار ما دخلك شر.
وهذا يقتضي للعودة الى هذه الوضعية سحب نقاش سلاحنا من التداول اولا، ثم تجهيل الفاعل في جريمة التلويح باستعادة الفتنة والحرب الاهلية.

عليكم ان تعلنوا؛ ليس حزب الله من اعد هذه الحملة وليس هو من نظم اجراءاتها، انها مؤامرة اعدت بعناية في دوائر اميركية مشبوهة بالتعاون مع لبنانيين عملاء، وحزب الله كان ضحية ولم يكن فاعلا او مبادرا، عليكم تبني هذه المقولة، والا سنضعكم في صف المتآمرين والفتنويين، من هتف شيعة شيعة شيعة، هم متآمرون على حزب الله وامل لتشويه صورتهما الناصعة دوما، وقد لا يكونون شيعة أصلا!!!

السابق
وقفة رمزية لنقباء المهن الحرة ورؤساء الجامعات الخاصة.. رفضاً للفتنة!
التالي
الأزمة بدأت.. لا مازوت في محطات الأيتام!