إنقلاب الشارع..الفتنة أشد من القتل!

الشارع يطالب برحيل الحكومة

كان الصدام حتمياًّ، كان التقاتل نتيجة طبيعية بين اتجاهات تزيد الاحتقان و لم تفعل شيئاً لمنع الاستفزاز، لكل طرف جنّته ولكلّ فئة شيطانها، لا أحد يريد ان يسمع الآخر لإعتقاده انه يمسك بالحقيقة المقدسة، جميعهم تكفيريون ان حدثتهم بروية او ان انتقدتهم بمنطق او إن ابديت ملاحظة جوهرية تزعج خاطرهم وتعاكس ميولهم، يريدونك ان تفكر مثلهم، ان تحب ما يحبون وان تكره ما يكرهون،ان تكون مطيعا ، ببغائيا، تردد ما يلقمونك اياه،  كلبا سلوقيا ينبح عند الحاجة وغبّ الطلب…

وشاءت الاقدار ان لا تكون الا ذئبا منفرداً حرّاً، تأكل من تعب يديك، خارج عن ادارة وسلطة القطيع، لا يفصلك عنهم غير التباعد الذكيّ الاجتماعي، لا تختلف عنهم بغير لون اللثام على وجهك بينما هم يغطون وجوههم بالكمامات كي لا ينتقل فيروس التناحر الطائفي اليك وكي لا تنقل لهم منطقاً وطنيا يرفضونه ويتهمونه بالخيانة وبالالحاد وبالاجحاد.فاسق انت تأتيهم بنبأ لا يريدون ان يتبيّنوه.

إقرأ أيضاً: السيد جعفر مرتضى يشدد على تنزيه نساء الأنبياء: لا يجوز سبّ السيدة عائشة

لا مكان لك هنا، اما ان تشبه طرفا منهم اما انت عدوّا للجميع.ارحل ان كنت على سفر، هاجر ان كنت تحلم بدولة، امتشق السلاح واتبعنا الى الغابات ان كنت تبحث عن وطن.لا يريدونك لأنك تزعجهم باختلافك في التفكير، يبحثون لك دائما عن تهمة تليق بك ليغتالوك معنويا.

كان الصدام حتميّاً، كان التقاتل نتيجة طبيعية بين اتجاهات تراكم الاحتقان ولم تفعل شيئا لمنع الاستفزاز والتناحر.

كتبنا قبل اسابيع  سيناريو الاحداث ،ليس لأننا مخبرين او سحرة انما لأن الامور واضحة، اخبرناكم ان منتفضو الخريف مختلفون عن منتفضي الصيف…احدهم يبحث عن قتيل ليقدمه قربانا للامم المتحدة، قتيلا تأخر كثيرا بالسقوط في الشارع وفي المصارف وعند ابواب الأفران من أجل ربطة خبز.

ما ينقص المشهد ليس سقوط قتيلا وشتم السيدة عائشة رضي الله عنها فقط، لا، انما اغتيال مدبر لرمز يشعل الفتنة بين الجميع…اطال الله بعمر السادة نبيه بري، وليد جنبلاط و سعد الحريري.

مع الجوع سيضغطون بشارع ملتهب، سيضغطون بقرار محكمة دولية يتهم طرفا معروفا وفق الفصل السابع، صيف حارّ، حارّ ونار.مولخا مولخا كم يبعد مفاعل ديمونا عن بيتنا لأضغط الزر؟

السابق
بيروت تنجو من فتنة مذهبية..صوت الثورة أعلى من السلاح!
التالي
حكومة دياب تخدم طموحات باسيل الرئاسية..والمحاصصة عنوان للتعيينات المالية!