غلطتان للإنتفاضة.. بألف غلطة!

ساحة الشهدا 6 حزيران

دائما الشعارات الخاطئة تخدم الخصم وتؤذي اصحابها. شعاران خاطئان اضرا بالانتفاضة وسهلا على الخصوم مهمتهم.الشعار الأول هو طرح مطلب الانتخابات المبكرة من قبل حزب سبعة. هذا الشعار يحمل مبرر فشله على جبينه، ووحده الأعمى لا يستطيع رؤيته. الانتخابات المبكرة ممكنة لو كان هناك قانون انتخابي متفق عليه. الدعوة للانتخابات مبكرة تعني اجراؤها وفق القانون الحالي ولن تؤدي إلى أي تغيير يذكر راهنا، وتعديل القانون سيتخذ نقاشات وصراعات قد تمتد إلى سنوات ولن تكون بالتالي مبكرة.

سقط الشعار بالضريبة القاضية

الاصح هو طرح شعار المباشرة بمناقشة قانون انتخابي جديد، تقدم الانتفاضة فيه وجهة نظرها ويكون ضمن مطالب الانتفاضة. الشعار الثاني يطال سلاح حزب الله وهو شعار يحق لأصحابه طرحه على جمهورهم والتعبئة بموجبه ولكن لا يحق لهم رميه على انتفاضة ١٧ تشرين دون الاخذ بعين الاعتبار استعداد الآخرين لحمله والمضي فيه ودون الالتفات إلى تأثير ذلك على بقية المنتفضين.طرح موضوع سلاح حزب الله  خدم ويخدم حزب الله وأخرجه من احراج وقوفه المعيب في مواجهة الانتفاضة. لم يجد حزب الله اي تبرير لوقوفه ضد المنتفضين وقمعهم سوى القول بأن الاخيرين يستهدفون سلاحه.

اليوم من الواضح أن سلاح حزب الله بات قضية إقليمية دولية تنتظر الانتخابات الأميركية نهاية العام الحالي ومتغيرات إقليمية متوقعة وليس من مصلحة احد دفع الأمور نحو التصعيد والمجهول

وها هي جريدة الاخبار اليوم تتباهى بأن الحقيقة بانت واضحة وهي ان الانتفاضة لا هدف لها سوى سلاح حزب الله ومنذ اليوم الأول  لانطلاقتها. وأصحاب هذا الشعار يستندون إلى وجهة نظر تعتبر ان حزب الله هو الحامي لنظام الفساد القائم وليس احد الحماة. ويتوهم هؤلاء انه لولا حزب الله لكنا تمكنا من أحداث التغيير المنشود. وهذا يدل على جهل بأن النظام محمي بقوى عسكرية وأمنية وتحالف قوى طائفية تخترق جميع الطوائف وان بعض هذه القوى نزل إلى الشارع لتحسين شروط عودتهم إلى جنة السلطة. رافعوا  شعار سلاح حزب الله يستخفون بأهمية وجذرية شعارات الانتفاضة وتأثير تحقيق اي منها على بنية النظام.

وقف الهدر والفساد

فمطالب وقف الهدر والفساد تطال مجموع الطبقة السياسية بما فيها حزب الله. فالتعدي على أموال الدولة يطال من جملة ما يطاله المعابر في المطار والمرفأ والحدود البرية وتهريب المحروقات والطحين وإدخال البضائع إلى لبنان دون دفع اي ضريبة لصالح خزينة الدولة. وبدلا من ملاحقة ملفات الفساد ومواطن الهدر يستسهل هؤلاء طرح استهداف سلاح حزب الله ليبدو معها وكأن حزب الله وحده الخصم الواجب مواجهته، وهذا ما يدفع نحو إظهار الانتفاضة وكأنها طرف في دعم جناح من أجنحة السلطة بمواجهة جناح آخر. او كأنها غب الطلب وفق مشيئة أميركا. البعض ينسى ان الانتفاضة طرحت شعار ( كلن يعني كلن) وان حزب الله وأمل هما اللذين اصرا على التمسك بحكومة يتمثل فيها المستقبل والتقدمي والقوات وليس المنتفضون. 

سلاح حزب الله 

اليوم من الواضح أن سلاح حزب الله بات قضية إقليمية دولية تنتظر الانتخابات الأميركية نهاية العام الحالي ومتغيرات إقليمية متوقعة وليس من مصلحة احد دفع الأمور نحو التصعيد والمجهول.إن العودة إلى شعارات انتفاضة 17 تشرين وتطويرها وتأطيرها هو الخيار الأوحد الممكن بعيدا عن التجييش والمغامرة.هذه الطروحات غير المدروسة دفعت عددا من اللماحين إلى التساؤل اذا ما كان حزب الله هو وراء هذا المطلب. وما عزز هذا الشك هو توزيع لوائح بأسماء قوى وأفراد من المنتفضين تطالب بنزع سلاح حزب الله وهذا ما نفاه هؤلاء بوضوح. ومن الواضح أن حزب الله يريد انتزاع تصريحات من أكبر عدد ممكن من المنتفضين تؤيد سلاحه، او تدعو إلى نزعه وبهذا يسهل عليه خوض مواجهة خارج ملعب الانتفاضة. ومن المؤسف ان عددا من قوى الانتفاضة خضعت للابتزاز والترهيب وانسحبت من المشاركة وبهذا تكون قد تخلت عن دورها وقت الشدة وافسحت في المجال أمام اختصار المواجهة واظهارها وكأنها مجددا بين ٨ و ١٤ في الوقت الذي ان كليهما وجهين لعملة واحدة.       

السابق
قمع وافقار لبنان بسلاح إيران لا ينتظر دعوات سحبه!
التالي
بالفيديو: مجددا محاولة اعتداء شبيحة «الخندق» على الثوار: لافتات حزبية وشعارات طائفية!