حارث سليمان يُفنّد فضيحة الفيول المغشوش: من ماهر الأسد لشراكة باسيل ودور «حزب الله»!

منذ سنة ١٩٨٤ قصة الفيول معروفة؛ انها احتكار ل آل الاسد عبر دمى لبنانية آل البساتنة هم الطرف الرئيسي في البداية وللتمويه فقط تولت شركة يملكها شخص من آل عازار، عملية التنافس من ضمن نفس الجهة واخذت مناقصة بعض الكميات، وضعت دفاتر الشروط عمدا لكي لا يتم الاستيراد الا عبر ميناء طرطوس ومصفاة بانياس، كيف!؟

الفيول المستعمل في العالم المتقدم يحتوي نسبة كبريت اقل من ١% ومصافي الدنيا تقريبا بما في ذلك الجزائر والكويت تنتج فيول نسبة الكبريت فيه ١% وحدها رومانيا وسوريا تنتج فيول فيه ٤% كبريت، دفتر الشروط الذي وضع في شركة الكهرباء عن خبث وقصد، هو ٢% كبريت، لا يوجد اي مصفاة تنتجه في العالم.

الحل كان ان يتم شراء فيول ال ١% وخلطه بفيول ال ٤% في ميناء طرطوس، هذا اعطى سورية سلطة وامكانية ان تكون ممرا اجباريا لكل مستوردات الفيول الى لبنان.

بين سنة ٢٠٠٠ ونيسان ٢٠٠٣ تاريخ الاحتلال الاميركي للعراق، عقد اتفاق بين عدي صدام حسين وماهر الاسد يقضي ب ضخ ٤٠٠ الف برميل نفط عراقي من كركوك الى مصفاة بانياس بسعر ١٤$ فقط للبرميل، فيما كان السعر العالمي للبرميل حينها يترواح بين ٢٤ $ و ٢٦$ اي بربح سوري يومي يساوي ٤ مليون دولار يوميا، النفط العراقي كان محظورا ولا يمكن ان يباع الا في لبنان، وهذا ما حصل فيول ثم مازوت وهذا كان سبب تشريع استعمال فانات المازوت واصدار الاف اللوحات العمومية لاليات تستعمل المازوت كوقود حين كان ميشال المر وزيرا لداخلية اميل لحود، وطبعا هناك البنزين، قدر ثمن هذا النفط الخام المهرب ب ٨ مليار دولار كانت حصة العراق منه حوالي ٤،٥ مليار $ وحصة آل الاسد ٣،٥ مليار $ لكن النفط الخام حين يتم تكريره فثمن البرميل يضاعف اربعة اضعاف على الاقل وبالتالي جنى ماهر الاسد من ذلك ما يقارب ال ١٤ مليار دولار، السؤال كيف قبضها وكيف تحولت ودائع مالية في ملاذات آمنة اجنبية.

إقرأ أيضاً: فضيحة الفيول المغشوش.. البستاني وفنيش أمام القضاء!

هنا تبدأ قصة بنك المدينة كاكبر عملية تبييض اموال لعائدات النفط العراقية عبر سرقة ودائع اللبنانيين.
قبل ٢٠٠٥ وحوالي سنة ٢٠٠١ توهم جمال خدام ابن عبد الحليم خدام ان باستطاعته ان يدخل هذه التجارة مستغلا موقع ابيه، اتى الى لبنان وقابل مدير المنشآت النفطية ( السيد سركيس حليس وهومن انصار فرنجية) وطلب منه شروط الدخول في المناقصة ونسخة عن دفتر للشروط، اجابه الى طلبه لكنه اوضح له انه سيبلغ الجهات المعنية بخبر زيارته. لم يعترض جمال خدام وغادر مكتب سركيس حليس عائدا الى دمشق، عند وصوله الى شتورة اعترضت موكبه مواكب سورية من جماعة ماهر وانزل الى الطريق وضرب علنا امام الجمهور مع التعريف به وبانه ابن عبدالحليم خدام.

بعد ال ٢٠٠٥ حاولت احدى حكومات السنيورة الالتفاف على هذا الموضوع فتم تغيير دفتر الشروط وعقد اتفاق استيراد من دولة الى دولة بين لبنان من جهة وكلا من الجزائر والكويت من جهة ثانية وذلك في عهد وزير الطاقة ايوب حميد، لكن الامر لم يتغير مازالت شركة آل البساتنة هي التي تستورد الفيول ! !! كيف؟ عبر عقد من الباطن بين آل البساتنة وسوناطراك ( شركة النفط الجزائرية) وتتقاضى بدل نقل وتفريغ شركة آل البساتنة واخواتها ٦ $ عن كل برميل فيما السعر العالمي لهذه الخدمة هو 60 سنتا فقط.

تجني الشركة ارباحا سنوية من خلال هذا الفرق ربحا غير شرعيا حوالي ٣٠٠ مليون دولار سنويا، ويبلغ مجموع الاموال المنهوبة في هذا الشأن منذ سنة ٢٠٠٣ ولتاريخه ٥ مليار $، فيما تبلغ االارباح المتحققة اذا اضفنا اثمان مشتقات النفط العراقي المهرب حوالي ٢٠ مليار دولار.

كانت مواصفات الفيول سيئة ومازالت ولبنان يدفع اضعاف مضاعفة بدل صيانة مولدات الكهرباء لديه دورة الصيانة قصيرة في التوقيت والمعدات يجري تنظيفها بالازميل لازالة الترسبات الكربونية من بيسطونات المحركات..

منذ ثلاثة سنوات اراد جبران باسيل ان يكون شريكا، ادخل الى النادي تيدي رحمة وهو شخص مشبوه عمل في العراق وحكمه القضاء الاميركي بسبب فساده، وهو الشخص الذي فاز بمناقصة ندى بستاني بالبنزين، ( ١٠% من السوق تستوردها الدولة! اي دولة وتكسر احتكار كارتل النفط) وظهر انه ليس لديه امكانية لاستيراد البنزين، وهو ذاته تيدي رحمة الذي اشترك مع علاء الخواجة في اتفاق التراضي لبناء معمل توليد الكهرباء في البداوي، ثم انسحبا منه بسبب عدم قدرتهما على تمويله، وهو مشروع كانت مناقصته قد رست على شركة اوروبية وتم فسخ المناقصة نتيجة الخلاف بين باسيل وعلي حسن خليل حول tva العقد.

يروج حزب الله منافقا اليوم فيديو ضد تيدي رحمة مظهرا ان تيدي رحمة وهو من بشري قد تبرع ب ٢٥٠ الف دولار لمستشفى بشري الحكومي وان ستريدا جعجع شكرته، الامر صحيح ويعكس حقيقة، لكنه يخفي انتماء تيدي رحمة الفعلي ويموه التصاقه ب باسيل.

لماذا انفجرت اليوم فضيحة الفيول، رغم ان عمرها من عمر مؤتمر لوزان بعد تولي نبيه بري وزارة الموارد المائية والكهربائية، لانه هناك خلاف عميق بين سليمان فرنجية وسركيس حليس من جهة وجبران باسيل من جهة ثانية، وجماعة البواخر التركية من سمير ضومط وسعد الحريري من جهة ثالثة.

بدأت المسألة مع تسليم تيدي رحمة شحنة فيول باسم سوناطراك الى البواخر التركية لكي تستعملها، مع فحوصات وشهادات اختبار صادرة عن مختبرات وزارة الطاقة ( بادارة سركيس حليس) بانها مطابقة للمواصفات ودفتر الشروط، ادارة البواخر ذهبت الى خارج لبنان وقامت بفحص وتصنيف الفيول لتأتي النتيجة بانها ليست فيول صالح كوقود لمولدات البواخر بل هي نفايات نفطية قد تكون عبأت من مصافي عديدة. احال وزير الطاقة الملف للتحقيق الذي تولته شعبة المعلومات.

أصبح الامر بعهدة القضاء تسابق كل من المدعي العام المالي علي ابراهيم والقاضية غادة عون للامساك بالملف، علي ابراهيم اكتفى بان يسترجع رحمة شحنته ويستبدلها، فيما تحركت غادة عون لتصدر مذكرات توقيف طالت كل جماعة فرنجية في وزارة الطاقة.

هذه قصة الفيول في مؤسسة كهرباء لبنان او بعضا منها، اما قصة البنزين وكيف انسحبت الدولة او اجبرت على الانسحاب لصالح الميليشيات فمأساة اخرى، لعلها بدأت مع الحرب الايرانية العراقية وما زالت فصولها تتجدد، هل نفهم اليوم لماذا هبت العاصفة مرات ومرات حين طرح رفيق الحريري خصخصة الكهرباء!!!؟

السابق
إجتماع للمجلس الأعلى للدفاع غداً.. ما السبب؟
التالي
بعد إقرار الخطة الإقتصادية.. فرنسا مستعدة للتعاون لتحقيق التنمية في لبنان