بري «يتمايز ويتناغم» مع «حزب الله» في التمسك بسلامة: للأميركيين الكلمة الفصل!

بري ونصرالله في لقاء قديم
يعكس كلام قبلان قبلان توزيع الادوار المنسق بين "الثنائي الشيعي" ولتبرير اي قرار غير شعبي في قضية عدم إقالة رياض سلامة والتذرع بالعقوبات والضغط الاميركي.

ليس خفياً تمايز رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزيراه غازي وزني وعباس مرتضى في قضية رفض المس بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهما عبرّا خلال جلسة الحكومة الجمعة عن هذا الامر بوضوح تام، وعارضا برفع الايدي وسجلا موقفاً 2 ضد مقابل 16 وزيراً مع الاقالة.

ويبرر بري ومسؤولو “حركة امل”، ان رفض المس بسلامة لا يعني التمسك بالشخص او بالمركز، بل لتجنب الضرر الذي يمكن ان تسببه اقالة الحاكم من دون الاتفاق على بديل له، وفي ظل شغور المجلس المركزي لمصرف لبنان ونواب الحاكم الاربعة. فكيف لا تكون خطوة في المجهول؟

بري والعهد العوني: ازمة ثقة

وتقول مصادرمتابعة ان من حيث الشكل، هذا الكلام سياسي بإمتياز ويراعي اولاً علاقة بري مع داعمي سلامة كالرئيس سعد الحريري، والنائب السابق وليد جنبلاط ،وان حلفاء الامس واليوم وغداَ لا يمكن ان يشطبهم من حسابات بري، عهد عوني “بائد” وهو رفضه ولم يصوت له منذ البداية. اي ان بري لا يأمن وضع بيضه، في سلة عون باسيل حتى لا يتكسر كله عندما تهب العاصفة.

تبادل ادوار

ويؤكد  موقف بري في المضمون، ان “الثنائي الشيعي” يتبادل الادوار، اي ان بري يرخي مع الاميركيين، و”حزب الله”، يشُد معهم للوصول الى تسوية “نص- نص”، كما حصل في قضية العميل عامر الياس الفاخوي، وحتى الساعة لم يتضح الثمن الذي قبضه الحزب. ورغم نفيه ونفي سفارة اميركا في بيروت، تقول المصادر ان هناك ثمناً دفع لعودة الاتصالات الاميركية- “الحزب اللاوية” وهو الفاخوري.  

الحقيقة الصادمة هي ان “حزب الله” لا يريد ان يُغير سلامة لمعرفته مسبقاً ان استبداله بحاكم باسيلي لا يمكن ان يوفر كميات الدولارات الهائلة التي يحتاجها لضبط السوق وسعر الصرف

وتشير الى ان رغم كل الضيق من ممارسات سلامة المتعلقة بعدم “الطاعة” المالية و”زرك” “حزب الله” في زاروب قوانين الارهاب وتبييض الاموال والحسابات المموهة وتحويلات المغتربين فخنقهم فقرروا ان يخنقوه، الا ان الحقيقة الصادمة هي ان “حزب الله” لا يريد ان يُغير سلامة لمعرفته مسبقاً ان تغييره يمكن ان يهدأ السوق وسعر الصرف اذا اتى بحاكم باسيلي مطواع في يده ، ولكن لشهر او شهرين او ثلاثة وبمليون ولغاية  100 مليون دولار. وبعدها من اين يأتي سلامة او غير سلامة او اي “فطحل” في “المركزي” بالدولارات الطازجة. إذ وفق تقدير “لازار” يحتاج لبنان الى 20 مليار دولار ليقلع “نص تقليعة”.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» ما بعد بعد سلامة..«مقارعة» الحريري و«رئاسة» باسيل!

ويقود هذا الكلام الى تاكيد ان هناك تبادل ادوار شيعي بين عين التينة وحارة حريك، لاستجلاب حوار اميركي حول مستقبل رياض سلامة يعد تهديده، تمهيداً لاطلاق مفاوضات لبقائه، مقابل بعض “العملة الصعبة الطازجة” و”يا دار ما دخلك شر”. بالاضافة الى حلحلة في موضوع الحدود والنفط وما تسريب ان “حقل 4 البتروني”، فارغ غازياً ما هو الا مقدمة لحوار حوله و”تبازر” مع الاميركيين لتحديد الحصص.

كلام قبلان الداخلي دقيق ومسرب قصداً!

ويؤكد هذا الكلام كله، ما جاء على لسان عضو هيئة الرئاسة في “حركة أمل” قبلان قبلان والذي يهول فيه على الشيعة تحديداً والبيئة الحاضنة وخصوصاً لـ”حزب الله”، والذي بنى جيلاً مفعماً بالعداء للحريرية السياسية ولسلامة وللسارقين طيلة 30 عاماً، ولكنه اليوم اول المتسترين على السارقين بلونهم الاخضر والبرتقالي وحتى الاصفر.

ويقول قبلان في كلام قيل خلال اجتماع للمكتب السياسي وفق المعلومات وانه كلام داخلي سرب الى الحركيين لينتقل الى غير الحركيين بطبيعة الحال وهو مقصود لتوصيل رسالة واضحة ان الشيعة مغلوب على امرهم وان التهديدات الاميركية اجبرت بري وفق تقديره للمصلحة اللبنانية ان لا يدعم اقالة سلامة.

ومما قاله قبلان حرفياً:” غير صحيح ان الرئيس بري يساند سلامة لانه يهتم بالبلد اكثر من الأشخاص، وليس صحيحا ان احدا في الحكومة او خارجها طلب اقالة سلامة، إنما الصحيح ان السفيرة الأميركية أبلغت رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية من خلال جبران باسيل ان اقالة سلامة ستؤدي إلى حجز أموال لبنان وذهبه في الولايات المتحدة البالغة عشرين مليار دولار واعتبار هذه الأموال هي لحزب الله وعليه لم يتجرؤا على اقالته ويبحثون عن احد يحملونه المسؤولية”.

تكرار للمعزوفة الممجوجة نفسها!

وبطبيعة الحال لا بد من زج المقاومة والساحة الداخلية بأي قرار داخلي، وهنا تتضح بصمات “حزب الله” في كلام قبلان عندما يقول :” إقالة سلامة قفزة في المجهول، وسيفلت الدولار، وهذا يعني الدخول في أزمة خطيرة على مستوى الشارع اللبناني. والأزمة في الأساس هي استهداف المقاومة وإدخالها في صراع مفتوح وخطير في الداخل اللبناني. وما الحصار المفروض عربيا وامريكيا وأوروبيًا الا دليل على ذلك.

ما جاء على لسان قبلان تهويل على الشيعة تحديداً والبيئة الحاضنة وخصوصاً لـ”حزب الله” والذي بنى جيلاً مفعماً بالعداء للحريرية السياسية ولسلامة وللسارقين طيلة 30 عاماً

ويختم قبلان :”بالتالي الرئيس بري يحاول تجنيب المقاومة والبلد الانزلاق الكبير مع التأكيد ان اقالة سلامة لم تطرح لان باسيل ودياب لا يملكان جرأة رفض طلب السفيرة الأمريكية”!!!!!

وزني خلال لقائه السفيرة الاميركية  الجديدة حديثاً
وزني خلال لقائه السفيرة الاميركية الجديدة حديثاً
السابق
مجزرة بعقلين تابع.. «الاشتراكي» يزور عرسال معزياً!
التالي
عشية إنطلاق المرحلة الأولى من تخفيف الإجراءات.. تمنٍ من فهمي!