فضيحة على حدود إدلب.. النظام يُغرق الشمال السوري بعملة تحمل صورة الأسد!

2000 ليرة سورية
من يحكم بالعملة يحكم الأرض، ولكن في سوريا تتغير المعادلة دائماً، فالنظام يمنع التداول بالدولار ويغرق المناطق الخارجة عن سيطرته بعملة تحمل صورة المستبد الذي ضده ثار الشعب!

مطلع عام 2017 تبجح نظام الأسد بطرح عملة ورقية تحمل صورة بشار الأسد وقيمتها 2000 ليرة سورية في إشارة إلى تهاوي الاقتصاد وعجز النظام عن حماية سياسته النقدية، وقبل عدة أشهر في نهاية عام 2019 أصدرت أغلب المجالس المحلية في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون “شمال غرب وشمال سوريا” قرارات تمنع تداولها وترفض التعامل بها في المؤسسات التابعة لها. كما أصدرت العديد منها قرارات تجبر أصحاب محلات صياغة الذهب على تسعير الذهب بالليرة التركية وبدء التعامل بها بدلا من الليرة السورية.

حملت الألفي ليرة صورة بشار الأسد في تحد واضح من رئيس النظام لمعارضيه

إلا أن السعي لافتتاح هيئة تحرير الشام التي تسيطر على المناطق المحررة في إدلب لفتح معبر بين مناطقها ومناطق النظام حتى خرجت مقاطع فيديو توثّق وصول مبالغ مالية كبيرة من العملة السورية تتجاوز قيمتها “المليار” ليرة سورية إلى مدينة مورك في ريف حماة المسيطرة عليها من قبل النظام وإلى مدينة منبج التي تسيطر عليها وحدات الشعب الكردية ليتم إدخالها إلى الشمال السوري.

وكثرت التحذيرات من أن خطوة النظام القادمة تعمد لسحب الدولارات من مناطق الشمال السوري لإنقاذ اقتصاده المتهاوي، وأن من يقوم بإدخال الأوراق النقدية من مناطق سيطرة النظام إلى محافظة ادلب هم أصحاب محلات الصرافة المرتبطين بهيئة “تحرير الشام” عبر المؤسسة العامة لإدارة النقد وحماية المستهلك التي أسست في شهر أيار من عام 2017، ثم يقومون بإرسال القطع الأجنبي بدلاً منها.

إقرأ أيضاً: ثلاثة قادة في القوى الجوية.. نظام الأسد يستقطب الدروز في الساعات الأخيرة!

وهذه المبالغ التي كانت تنتقل بين مناطق النظام ومناطق الهيئة عبر المعابر الرسمية والمعترف عليها وفق اتفاق أستانة، قبل انطلاق حملة الأسد الأخيرة ضد إدلب والتي جرى على إثرها إغلاق كافة المعابر المباشرة والتحول إلى معابر فرعية وغير رسمية.

ووسط الشكوك التي تدور حول الصفقات بين النظام وهيئة تحرير الشام في الشمال المحرر، ودور الهيئة السلبي في ملاحقة فصائل المعارضة واغتيال مجموعة من الناشطين البارزين تكثر التساؤلات حول الوضع المستقبلي للمنطقة ومصير المعارضين الذين هجرّهم النظام إلى إدلب ليعيد الهيمنة على سوريا، وهو السيناريو الذي أثبت فشله بالنسبة للأسد فتقسمت البلاد إلى مناطق نفوذ للدول المتورطة في الصراع وتحولت العملة إلى رمز اعتباري ليس أكثر يتداوله السوريون في كافة مناطق البلاد على اختلاف الحاكم الفعلي للمنطقة التي يعيشون فيها.

السابق
عندما أعلن خدام أنه سيحكم لبنان قبل أن يتطلع ليحكم سوريا؟
التالي
مسرح إسطنبولي يُطلق «الحكواتي قبل الإفطار والفيلم بعده» خلال شهر رمضان