إحذروا صولة.. «الأمعاء الخاوية»!

فقراء لبنان

سلوك اللبنانيين يبدو محيرا وغير مفهوم احيانا. تقع شجارات كثيرة بين الأهل والجيران، من أجل بضعة أمتار من اراض زراعية او سنتمرات من تعديات مقصودة اوغير مقصودة بين المنازل ويسقط جرحى وأحيانا ضحايا خلالها. تضارب بالعصي والسكاكين والاسلحة النارية في خلاف على مبالغ تافهة بين الناس ويتدخل الوجهاء وأصحاب الشأن والاحزاب في جهود حثيثة لحل الأشكال. يسقط قتلى وجرحى لأسباب سخيفة  كأفضلية مرور او ( تشفيطة) أو بسبب تعليق صور او شعارات مستفزة لسياسي ما.

اقرأ أيضاً: جمال باشا الجزار.. «يعود»؟!

الشعب العنيف

هذا الشعب (حامي) الرأس والعنيف والفوضوي في مناسبات كثيرة يتحول إلى هذا القدر من الانضباط والهدوء! يلتزم المنازل تطبيقا لقرار حكومته لاسابيع وبدون عمل وبدون السماح له بسحب مدخراته من المصرف ان وجدت ونادرا ما يقوم بردات فعل متناسبة مع حجم الاجحاف بحقه. تسرق مشاعاته دون أي ردة فعل، تنهب المصارف مدخرات عمره وعمر عائلته وبالكاد يكسر زجاج مصرف او يرجم مصرفي. يعتدى عليه من قبل زعران معروفين بالاسم والصورة ومكان السكن ولا تتم اي ردة فعل تجاهم او تجاه مسؤوليهم.

السلطة الحاكمة قوية بمؤسساتها الأمنية وبرعاتها المدججين بالسلاح، ولكن هكذا كان حال الكثير من الانظمة الاستبدادية التي واجهتها عمليات مسلحة منظمة او إرهابية

وإذا كان ذلك يدعو إلى الدهشة فإن ما يدعو إلى دهشة اكبر هو سلوك الطرف المواجه من عهر وفجور وثقة بالنفس وقلة حرص. الا يخاف المسؤول من ردات فعل الناس العنفية تجاهه او تجاه عائلته، سواءا كان في موقع سياسي او مالي او أمني او حتى ازعر فلتان في الشارع؟ الا، يخاف أصحاب المصارف من أن يختصر احد المودعين المسافات ويقرر اخذ حقه بيده كي يحصل امواله التى أودعها في مصرفه  ولم يسلفها للحكومة؟ الا يخاف المسؤول الأمني من ردات فعل المعتدى عليهم تجاهه بسبب مبالغته في العنف غير المبرر؟ ومن يضمن استمرار سلمية الاحتجاجات عندما يضرب اليأس والجوع الناس؟ عندما تثق الجموع بأن مطالبها محقة وتعامل بقسوة وتعالي من قوى أقوى واشد وتصل إلى حد اليأس من التغيير فمن يضمن ان لا يتحول البعض من فكرة الانتحار إلى مشروع نحر خصمه؟

الأنظمة الاستبدادية

السلطة الحاكمة قوية بمؤسساتها الأمنية وبرعاتها المدججين بالسلاح، ولكن هكذا كان حال الكثير من الانظمة الاستبدادية التي واجهتها عمليات مسلحة منظمة او إرهابية. في إحدى الدول موّل عدد من الميسورين عمليات اغتيال لفاسدين عبر مافيات حصدت عشرات ومئات المسؤولين الفاسدين. وفي دول أخرى عمت موجات من التفجيرات التي طالت رموزا سياسية ومالية وأمنية. أليس هناك من يقرأ او يتابع؟

اقرأ أيضاً: حكومة «نيرون» تحرق شعبها!

سلمية الانتفاضة

الانتفاضة أعلنت سلميتها والتزمت هذا التوجه وقادتها حريصين على استمرار سلميتها ويعون خطورة التوجه العنفي ولكن هناك بين الناس من يعتبر ان العنف هو ما ينقص هذه الانتفاضة، وأن المسؤولين عن نهب المال العام لن يراجعوا حساباتهم بدون أن يدفعوا ثمن ما لافعالهم. والا كيف نفسر صرخات الصبايا والشباب في المسيرات وهي تهتف بإسم علي شعيب؟ كيف نفسر اصرارهم على محاولات اقتحام الحواجز للوصول إلى مجلس النواب ومجلس الوزراء رغم الخسائر. المنتفضون ليسوا جميعا مثقفون وشعراء ومفكرون وفنانون، هناك كادحون وفقراء لا يقرأون الكتب والصحف ولكن لديهم عائلات وامعاء خاوية.

السابق
حزب الله يرفض تشريع «الحشيشة» علانيةً ويُبيحها سراً.. تحت حجة «الجدوى الاقتصادية»!
التالي
حراك النبطية ينضم الى ثوار لبنان.. «الفقر دق الأبواب»!