«الكورونا» والحكومة تُنزل الثوار إلى الشارع..والسلطة تتقاذف كرة الأموال المنهوبة!

مسيرة سيارة للثورة في بيروت
لم تدع السلطة باباً من ابواب التورية والتغطية على الفساد الا وسلكته حتى انها اجلت كل ما يمت اليه بصلة في جلسات مجلس النواب الى "ثلاجة" اللجان المشتركة. في المقابل هز الحراك العصا لحكومة حسان دياب معلناً بداية اسقاطها في الشارع بعد فشل ذريع في المئة يوم الاولى. (بالتعاون بين "جنوبية" "مناشير" "تيروس").

هرب مجلس النواب من ساحة النجمة والتي كان حولها رئيسه وشرطة مجلسه الى ثكنة حربية بأسوار وجيوش من العسكر لمواجهة الثوار الى “الاونيسكو”، كما هرّبوا بيوم تشريعي طويل كل القوانين التي تحاكم الفاسدين منهم، وحاولوا تحصين انفسهم بالحصانات وتشريع الخطوات الماضية واللاحقة لهم.

وفي حين اجلت القوانين “الدسمة” ووضعت في ثلاجة “اللجان المشتركة”، عقد رئيس الحكومة حسان دياب اجتماع لجنة مكافحة الفساد الوزارية.

واستكملت المناقشة بمشاريع القرارات المتعلقة بمكافحة الفساد والإثراء غير المشروع ووضع تدابير آنية لاستعادة الأموال المنهوبة.

في حين يقفل مجلس النواب، ورئيسه الباب امام ملاحقة الفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة بتأجيل القوانين الحساسة يزايد دياب على اللبنانيين فيها!

ويؤكد هذا الكلام وفق مصادر متابعة، ان التناقض واضح بين رؤوس هذه السلطة المتعددة، ففي حين يقفل مجلس النواب، ورئيسه الباب امام ملاحقة الفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة بتأجيل القوانين الحساسة، وتبريدها في اللجان المشتركة، يزايد دياب على اللبنانيين بالاثراء غير المشروع واستعادة الاموال المنهوبة لا تزال بعيدة المنال.

هذه الممارسات والتي تاكدت للثوار منذ اللحظة الاولى، هي الشرارة التي ابقت ثورة 17 تشرين الاول متوهجة، وزخمتها اليوم في تظاهرة سيارة لفت لبنان، وكله وشاركت فيها مختلف ساحات الثورة رفضاً للغلاء والفساد وفشل الحكومة خلال 100 يوم لم تتصد فيها لاي مشكلة اجتماعية او اقتصادية.  

البقاع

بقاعاً وخلال جولة لـ”مناشير” ظهر جلياً مدى حماس الناس للخروج الى التعبير عن ثورتهم على الفقر والعوز، والغلاء الفاحش.  فترجم البقاعيون التزامهم بخيار المعارضة والتعبير عن سخطهم لسياسة هذه الحكومة، بمشاركة واسعة في مسيرات سيارة للتعبير عن أن “لا كورونا ولا الحكومة قادرين على حبس الناس عن مشروع التغيير وبناء الوطن الجميل”.

إقرأ أيضاً: دياب «اللاهث» وراء «خصومة» الحريري!

وهذه المسيرات التي دعا اليها الثوار للتأكيد ان الثورة مستمرة وترفض سياسة الهروب التي تعتمدها الحكومة منذ وصولها، فانطلقت المسيرات السيارة للثوار الذين استقلوا سيارات تحمل النمرة المزدوجة، عند الساعة الحادية عشر صباحاً من بلدات قرى بعلبك والهرمل والتي كانت خجولة نوعاً ما، وبحسب الناشط عماد الذي اعاد سبب  تدني مشاركة الثوار في المسيرة الى وضع غالبيتهم المالي، وقال ” بالمحصلة التحرك اليوم كان بمثابة العنوان للقول ان الثورةموجودة ولم تقتلها حكومة” الكورونا”.

عرسال

ومن عرسال اشار الناشط  اليساري الميداني خالد الحجيري أن مشاركة التحرك اليوم مهم يدل على ان الناس ذاهبة بعد كورونا الى التحرك الاكبر والاشمل، واستكمالاً في تعبيرها عن رفض سياسة “الوكلاء”، ويرفض الحجيري اتهامات فريق السياسة وربط تحركهم بإملاءات أحزاب السلطة المعارضين (المستقبل والقوات والاشتراكي)، وقال “الثوار لم يمنحوا الحكومة الثقة فيما كانت هذه الاحزاب هي من أمّنت النصاب في وقت وضعوا الحيش بمواجهتنا”.

وكذلك الامر في زحلة والبقاع الاوسط والغربي، كانت المشاركة مقبولة حيث نظم الثوار مسيرات سيارة انطلقت من غالبية قرى الاوسط والغربي، رفعت الاعلام وسبقها مكبرات للصوت تصدح بالاغاني الثورية وشعارات الثورة، ما دفع الناس المؤيدين لرفع العلم اللبناني من الشرفات والنوافذ.

بدوره الناشط مالك حمود قال، لـ”مناشير :”خرجنا اليوم وسنحرج غداً وفي كل مرة لنقول ان الثورة مستمرة، وخيارنا التغيير، والتعبير عن رفضنا لسياسة التجويع وغياب المسؤولية في معالجة الازمة، نريد ان ننقذ لبنان من بين مخالب قوى طائفية مذهبية لم تنتج الا ازمات وحروب وتناحر”، ليردف “من الهبل ان يسكت الفقير واصحاب الدخل المحدود والعاطلين عن العمل على جريمة الغلاء الفاحش وارتفاع سعر الدولار، من دون التحرك لرفض هذه المنظومة”.

الجنوب

ورفضاً للغلاء جابت وبالتزامن مع كل لبنان مظاهرة سيارات ساحة النبطية وشوارع صور مع الإلتزام بخطة المفرد مجوز ومع الإلتزام بلوازم الوقاية من فيروس كورونا.

في المقابل لم يلتزم الناس الذين وقفوا بالطوابير امام مراكز تحويل الأموال قبل سريان قرار شراء دولارات التحويل من الخارج رغماً عن صاحبها.

وعن التظاهرة قال عبد سرور احد ناشطي ساحة العلم: ” انها رمزية لنقول للحكومة بأنَّ الشعب لم ينس و لكن يحافظ على سلامة الناس من التقاط الكورونا لأن الثورة تريد سلامة الوطن و المواطن معاً، لذا فالثوار سيعودون إلى الساحات مع عودة المواطنين إلى أعمالهم و الطلاب إلى جامعاتهم و التلاميذ إلى مدارسهم”.

مساعدات الحكومة

وباشر الجيش بتوزيع 400 ألف ليرة في صور على اولياء أمور تلاميذ المدارس الرسمية من الروضات و حتى صف التاسع كخطوة أولى لتشمل العدد الأكبر من العائلات الأكثر حاجة.

الدولار في الجنوب؟

وفي صور، لا يزال الشراء العلني للدولار في شوارع مدينة صور امام أعين القوى الأمنية التي تتنقل بين الناس بلباس مدني.

ساحات الحراك كانت على موعد اليوم مع المسيرة السيارة من ساحة العلم الى البقاع مروراً بالاونيسكو وساحة الشهداء لرفض ممارسات السلطة ولاسقاط حكومة دياب

و يبقى السرّ لماذا صور و قضائها ينتشر فيها الصرافين بحرية تامة و يشترون بأغلى من سعر سوق السوداء؟

وعن هذا الموضوع قال أحد اصحاب محلات الصيرفة في شارع البوابة في مدينة صور: “ان هذا اكبر دليل على ان كل ما يحدث بالبلد من حجر و إقفال ليس حفاظاً على سلامة الناس ، لا بل حجة لاقفال البنوك و رفع سعر الدولار و اقتطاع جزء كبير من اموال الناس في الاسابيع القادمة مع ارتفاع سعر الدولار ليصل الى  3750 على الأقل مع نهاية شهر نيسان”.

ازدحام امام مراكز التحويلات المالية قبل توقف تسليمها بالدولار الجمعة
ازدحام امام مراكز التحويلات المالية قبل توقف تسليمها بالدولار الجمعة
السابق
3 إصابات «كورونا» في البقاع.. تسللت عبر عسكري!
التالي
جنبلاط يستنكر مجزرة بعقلين «الفردية».. ويدعو للقبض على الفاعلين بـ«أي ثمن»!