الجوع أشد فتكاً من «كورونا»..وصرخة بقاعية جنوبية بوجه «حكومة الفتات»!

وفي اليوم 37 للاعلان عن اول اصابة بفيروس “كورونا”، لا زال عداد الاصابات يرتفع ووصل اليوم الى 470 وعداد الوفيات يتصاعد ليصل الى 12 ضحية. ولكن هذه الارقام لن تؤرق بال اللبنانيين الذين خرجوا اليوم وامس وسيخرجون غداً وبعد غد لتحصيل لقمة العيش. فبين الموت بجائحة “كورونا” او المكوث في المنازل جائعين ومرهقين ويائسين ، اختار جزء كبير من اللبنانيين شمالاً وجنوباً وبقاعاً ان لا يموتوا من الجوع هم ونساءهم واطفالهم في بلد تتلهى حكومته بالتعيينات والمحاصصة وتترك للمواطن الفتات ومن “دهنه تسقيله”.

وتقول مصادر متابعة ان تخصيص الحكومة مبلغ 400 ألف ليرة للعائلات الاكثر فقراً ولكل من فقد عمله او المياوم او سائق التاكسي. وآخرون قد تصلهم كرتونة اعاشة لسد رمق جوع اسبوع ربما وبعدها ماذا سيحدث؟

مبلغ 400 الف ليرة للعائلات الاكثر فقراً وللمياومين العاطلين من العمل قليل ولا يكفي اسبوعاً واحداً

هو السؤال الاكثر تداولاً اليوم. وماذا بعد 12 نيسان؟ وماذا مع تزايد الاصابات وارتفاعها وليس انخفاضها ولو بوتيرة ليست كبيرة لكنها تشير بوضوح الى ان الوباء ينتشر ولا يتقلص.

وهذا يقود وفق المصادر الى مقاربة اكثر جدية ومسؤولية من الحكومة، فبدل ان تتلهى بملف المغتربين عليها اولاً ان لا تنقسم حول المبدأ وان لا تحملهم مثلاً “التيكت” طالما انها ارادت ان تكون مسؤولة وان تقوم بواجباتها كاملة لا ان تكون قراراتها ردة فعل على ضغط سياسي وتهديدات بفرطها.

اما بالنسبة للمبلغ “المرقوم” فحري بالحكومة ان تعرف ان هذا المبلغ لا يكفي لاسبوع لاي عائلة لبنانية فقدت عملتها الوطنية نصف قيمتها وباتت معظم العائلات بلا دخل او بدخل منقوص وبلا قيمة فعلية اما تغول منظومات تجارية ومالية فاسدة لا تشبع ولا تقنع.

ميدانياً لم يشذ اهل البقاع والجنوب عن قاعدة اليأس والجوع والخوف من المستقبل فخرجوا ليتجمعوا حول الصراف الآلي او للذهاب لتحصيل لقمة العيش.   

البقاع

وأظهرت جولة ميدانية قام بها موقع “مناشير”، على المناطق البقاعية وبين بيروت وشتورا، مدى التراخي الملحوظ للبقاعيين وتراجع حالة ” التعبئة العامة”، وتآمر الحكومة مع المصارف على الموظفين وأصحاب الدخل المحدود الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار.

 منذ ساعات الصباح، تغير كل شيء، وانتقلت الناس من الحجر الى  حركة غير مسبوقة منذ نحو شهر، حركة السير على جميع الطرقات البقاعية كانت كافية للدلالة أن البقاع الذي كان يعتبر أكثر المناطق التزاماً بالحجر المنزلي تحولت بفعل الملل الى حركة طبيعية بفعل حاجة الناس الى السيولة والمواد الغذائية ولتسيير العمل للتحرك والتنقل.

ويسأل عصام شكر سائق فان عمومي عن كيل القوى الامنية بمكيالين اتجاه سائقي الفانات، وقال “التعبئة العامة شكلية على ناس وناس” ، باشارة منه أن هناك “فانات مدعومة من احزاب الحكومة تعمل على عينك يا دولة”، ليتابع حركة السير قوية كتير كتير، يعني بس التعبئة العامة علينا، النا اسبوعين بالحجر ملينا اذا “.

إقرأ أيضاً: تسجيل 7 حالات جديدة في مستشفى الحريري.. وارتفاع عدد اصابات «كورونا» الى 470!

ويشرح يونس من البقاع الغربي لـ”مناشير” سبب خروجه من المنزل، مبرراً “الضرورات تبيح المحظورات، ما ضل قرش بالجيبة طلعت لأقبض نصف راتبي من الشركة”، ليردف أن غالبية الناس خرجت من الحجر لتأمين حاجاتهم واموال لاستكمال الحجر المنزلي، وقال” بحال استمر الوضع بهذا النهج، لا رواتب ولا عمل مضطرين ننزل عالشغل، بكفي البنوكي نهبونا”.

اما سليم فهو موظف في شركة تجارية يتقاضى راتبه بالدولار، يروي كيف يتعرض لسرقة موصوفة من قبل البنك قال “انا راتبي ٨٠٠ دولار، ومنذ ثلاثة اشهر قبل الحجر اتقاضى نصف راتب، ٤٠٠ دولار شيك اضعه في حسابي، كنت قبل كورونا اسحب بالاسبوع مية دولار، واصرفه بسغر السوق السوداء في شتورا، اما اليوم يخيرني البنك اما أن أصرف الدولار بسعر الـ١٥١٥ او الفقر والعوز، فيما اسعار المواد الغذائية وكل شيء بسعر دولار ٣ الاف ليرة”.

لجنة الدعم في زحلة

واستتباعاً لحالة التعبئة العامة ، عقدت لجنة الدعم مكافحة كورونا في البقاع اجتماعاً في مكتب المحافظ كمال ابو جودة، حضره كل من النائبين ميشال ضاهر وعاصم عراجي ورئيس بلدية زحلة اسعد زغيب ورئيس اتحاد بلديات قضاء زحلة جورج صوان، واطلقوا حملة التبرعات صندوق التبرعات.

اشكال في مشغرة

وفي مشغرة في البقاع الغربي وقع اشكال بين مناصري “حزب الله” و”حركة امل” على خلفية قيام الحزب بمحاولة وضع يده على مبنى تابع للوقف الاسلامي كانت تضع الحركة يدها عليه، بعد ان أراد الحزب استعماله لعزل مصابين محازبين له. على اثرها اجريت اتصالات على اعلى مستوى بين قيادتي “الثنائي”، فيما أصرت قيادة الحركة في مشغرة على رفضها لاستلام الحزب للمبنى.

وكانت مديرية أمن الدولة في زحلة نظمت دوريات مكوكية في منطقتي زحلة وشتورا، ومنعت التجمعات، وقامت بتنظيم المواطنين عند الصراف الالي.

صور

وجنوباً يتلاشى الالتزام بالحجر المنزلي يوماً بعد يوم، اذ كانت الحركة شبه طبيعية على كورنيش صور وامام المصارف و مراكز بيع التبغ بعد أن سُمِح للمحال بكسر حالة الإقفال إسوة بمحال بيع المواد الغذائية.

و من امام مصرف في صور أكد احد الزبائن ان “الحكومة على وشك الإنتهاء من خطة ضرب، العملة الوطنية، وإستعادة الأموال المنهوبة، من جيوب الجميع، ما عدا الذين نهبوا المال العام، فمعاش كل موظف يخسر النصف من قيمته، والودائع بالليرة ايضا خسرت نصف قيمتها بالتمام والكمال، وما على حاكم المصرف الآن سوى طباعة العملة وضخها في السوق بعد ان فقدت نصف قيمتها، فهل يصدق احد منكم ان الحكومة، وحاكم المصرف، غير قادرين على تطبيق آخر تعميم، بعدم شراء الدولار بأكثر من ثلاثين بالمئة من السعر الرسمي”؟

واستغرب محمد حجازي وهو من عناصر “حركة امل” في بلدة بافليه الاصرار على توزيع الحبوب والاعاشات بدل توزيع مبلغ من المال قد يحتاجه المواطن الجنوبي اكثر في هذا الظرف.

تسابق بين “حركة امل” و”حزب الله” على تفريخ مراكز الحجر يؤدي الى اشكالات كما حصل اليوم في مشغرة

وابدت علية دعموش من فرون قضاء بنت جبيل، استياءها من الاستنسابية في تطبيق القوانين ولا سيما في التعبئة العامة وخصوصاً في التمييز بين ابناء القرى المجاورة.

و عن تسابق “امل” و”حزب ألله”، على إقامة مراكز للحجر الصحي قالت فاطمة من بلدة ديرقانون النهر أنَّ: “حركة أمل سارعت لبناء هنغار لاستعماله كمركز للحجر الصحي في البلدة مع العلم أن عناصر “امل” في ديرقانون ليس عندهم من يعرف في هذا المجال و غالبية الاطباء و الصيادلة ينتمون الى “حزب الله” و لكن هو سباق مزايدة شعبية بين الثنائي المرح في هذه المرحلة الخطرة”.