لو يلتفت نصرالله الى «الشيعي المقيم» قبل لبنان المغترب!

حسن نصرالله
تحدث السيد نصرالله في خطابه أمس عن عودة المغتربين في ظل تفشي وباء فيروس كورونا، كما تحدث عن جهود حزبه في اغاثة الناس، فهل كان هذا ما يصبو اليه اللبنانيون، ام ان ما للحزب يضلّ للحزب وانصاره، والفقراء من الناس ينتظرون جهود الجمعيات اذا صدقت وتوفقت بجمع التبرعات؟!

بدا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكثر هدؤاً في خطابه التلفزيوني بالأمس، وعلى غير عادة لم تعلُ نبرته الغاضبة والثورية ضد أحد، ويظهر ارتياحه للخطة التي رسمها لمواجهة انتشار مرض كورونا المستجد، كما يظهر أنه أحسَّ بحماوة حضور الرئيس نبيه بري في الملفات الساخنة، وآخرها ملف عودة المغتربين الذي كاد أن يصبح الحديث عنه كالحديث عن ملف النازحين واللاجئين لولا تدخل الرئيس بري ليُهدِّد بقلب الطاولة في حال عدم استجابة الحكومة له، مما كشف سلطته الفعلية على النظام برُمَّته، ولعل هذا الحضور القوى هو الذي كان وراء هدوء الأمين العام في خطابه بالأمس، كونه بدا ضعيفاً في حضوره التمثيلي في الحكم في مقابل حليفه في الثنائية الشيعية.

وفي هذا الخطاب الهادئ أكثر الأمين العام توجيه النصح لحسم ملف المغتربين ليتدارك شيئاً من غياب حزب الله عن هذا الملف في مقابل تفوق حركة أمل في تبنَّيه، وليستثمر السيد نصر الله هذا الملف في خطابه باتجاه رد التهم التي وجهت إلى ممثليه في الحكم في قضية فتحهم أجواء لبنان لاستيراد وباء كورونا من الخارج .

إقرأ أيضاً: نصرالله «يهز العصا» لدياب والمصارف.. وينعى «الكابيتال كونترول»!

كما أكثر الأمين العام في خطابه الهادئ إرشاداته لمواصلة خطة مكافحة كورونا في الداخل على صعيد استمرار الحجر المنزلي والتعبئة العامة ومنع التجول ليلاً واستنفار الهيئات المختلفة لمتابعة الإقفال العام لمراكز التجمعات والمؤسسات التي لا تُعنى بالغذاء والدواء؛ وقلل هذه المرة الحديث عن تقديمات حزب الله الميدانية في هذا الجانب، مكتفياً بما حشا به عقول اللبنانيين منذ أيام رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين في خطته التي أخذت حيزاً كبيراً من إعلام الحزب في اليومين الماضيين  .

ماذا تنتظر البيئة الشيعية من الخطاب 

ما كان منتظراً لم يقع، فالبيئة الشيعية القابعة في البيوت والعاطلة عن العمل بنسبة 99 في المئة بسبب الظروف الحالية، والمحجوزة أموالها في البنوك التجارية بسبب الإقفال العام لهذه المصارف، والبيئة الشيعية التي تعاني أزمات الماء والكهرباء والغذاء والدواء والغلاء، كانت تنتظر من الأمين العام تحركاً ملموساً بدون تمييز من قبل هيئات حزب الله الاجتماعية يطال من الشيعة غير الحزبيين والمنظمين والمنتمين لتشكيلات الحزب، ويطال تأمين الغذاء والدواء في هذه الظروف الصعبة لهذه الفئة من المهمشين الشيعة والذي يزيد عددهم على عدد المنظمين حزبياً !

فالسيد نصر الله لم يفك صُرَّة أمواله وبنكه الخاص ليمُدَّ العوائل المتعففة بشيء من المعونات العينية ولا النقدية، ونواب حزب الله – الذي يلحسون قصاع الناس في الرخاء ويخذلونهم في الشدة – غائبون بشكل شبه كلي عن مشهد الأزمة الكورونية، وهم يعرفون عناوين الناخبين قبل الانتخابات فقط ويتنكرون لهم في ملف المساعدات الآن، خصوصا ان جهود البلديات والجمعيات التي تجمع تبرعات من الميسورين لتعطيها للفقراء هي جهود غير ذات جدوى لانها بطيئة لا تلائم المرحلة!

ونواب الحزب الذين تستروا تحت شعار: ” ثقة السيد ” للوصول إلى الندوة البرلمانية ولحصد أصوات الناخبين في الانتخابات النيابية الماضية يتركون ” السيد ” ويخذلونه اليوم في ميدان مكافحة كورونا وحيداً فريداً كما يتركون ويتخلون عن الناخبين الذين أوصلوهم إلى السلطة والمقاعد النيابية !

ملء الاستمارات لا يغني عن جوع!

والملاحظ في خطة الحزب الكورونية للمساعدة أن المسؤولين في هذه الأيام يطلبون من الناس – وفي العصر الكوروني، ملء استمارات لطلب المساعدة في القرى والبلدات والمناطق على قاعدة المثل الدارج : ” ابتاكل لنطعميك”! وكأنهم يجهلون الناس وحالهم في الظروف الراهنة، ويكتبون ويكتبون ويُحصون وفي المُحصِّلة لا يستفيد من كل هذه الاستعراضات إلا الحزبيون، ويبقى المستقلون يستغيثون ولا يجدون ناصراً ولا معيناً !

وبلغنا أن نسبة عالية من الناس كانوا قد أوقفوا اشتراكاتهم في مولدات الكهرباء بسبب عدم القدرة على سداد مستحقاتها المالية قبل الأزمة الكورونية وانجرت هذه الوضعية عليهم بعد الأزمة فليس لديهم كهرباء هذه الأيام في بيوتهم، وذلك في ظل ارتفاع ساعات التقنين من قبل شركة كهرباء لبنان في العديد من المناطق النائية وغير النائية. وهذا الحال يفضي الى صعوبة في التزام هؤلاء بشروط الحجر المنزلي الذاتي الذي تطلَّعت إليه الحكومة، وقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالشكاوى في هذا الجانب !

فلو كانت مبادرة السيد حسن نصر الله بالأمس في خطابه التلفزيوني موجهة لنوابه ومسؤوليه وكوادره في المناطق داعياً إياهم لعدم التمييز في الخدمات ولمضاعفتها وتوسعة دائرتها لتشمل الجميع في هذا الظرف الصعب بالذات، أو كانت مبادرته بأن يطلب من مافيا مولدات اشتراك الكهرباء المحمية من قبل حزب الله في مناطق نفوذه بأن تساهم في مساعدة غير المشتركين وتخفيف القيود عن الكثير من المشتركين الذين أصبحوا من المعوزين، لو فعل ذلك “ما كان به ملوماً بل كان  به عندي جديراً …”

السابق
نصرالله يستدعي اللبنانيين إلى «بيت الطاعة» من باب «الأبوة الكورونية»!
التالي
بالفيديو: موكب البعريني يُغضِب اللبنانيين.. «هيدا مش موكب ترامب»!