السوريون يستذكرون «كساندرا»: حين حُجرنا في المنزل طواعية!

مسلسل كساندرا

على أكثر من 200 قناة تلفزيونية، في زمن لم يكن فيه انترنت أو مشاهدة عبر الطلب، بل ساعات انتظار حتى تعرض الحلقة الجديدة ويتسمر المشاهدون من خلالها أمام الشاشة.

هذا ما فعله العمل الفنزويلي المدبلج “كساندرا” حين عرض عام 1996 وشكل حالة جماهيرية لم يسبق لها مثيل في دول العالم وضمن المنطقة العربية ولاسيما سوريا، إذ بقي الشارع السوري لسنوات متأثراً بهذه الظاهرة، حتى تحدث عنها المسلسل السوري الشهير “الفصول الأربعة” ووثقها بحلقة عرضت كيف تأثرت العائلات بكافة مستوياتها وطبقاتها الاجتماعية بالمسلسل.

اليوم يتقاطع مشهد عام 1996 مع 2020 بعد زهاء ربع قرن والسبب هو الحجر المنزلي الذي يفرض على الناس إجباراً ولو اتخذ أساليب أخف من ناحية التسمية، لكنه يقعد الجمهور في المنزل ليس لمشاهدة مسلسل جماهيري بل من أجل المساهمة في عدم تفشي فيروس كورونا المستجد.

هذا ما دعا السوريون إلى استذكار أيام “كساندرا” ووصف ذلك بالحجر المنزلي الطوعي أمام مشهد تعطل الحياة اليوم بكافة مفرداتها، علاوة على عدم توفر ما يمكن أن يصنع حالة جماهيرية سوى اخبار المرض من حيث عدد الإصابات الجديدة والوفيات.

إقرأ أيضاً: «نتفلكس» تطرق المحظور.. استشهاد بحديث إسلامي في مسلسل إسباني جديد!

لكن بالمقابل أين الدراما التي يمكنها اليوم أن تعيد الجمهور لحالة “كساندرا”، فلا بد أن الجيل الجديد قد تأثر بمنصات العرض الإلكترونية التي تمكنت من القضاء على التدفق التلفزيوني التقليدي وحولت ذهن المشاهد إلى أنساق تابعة يختار ما يظنه رائجاً بدل أن يحاكم في مخيلته إذا ما كان ما يشاهده يستحق المشاهدة أم لا؟ وبذلك تضيع حالة المشاهدة الطوعية الاختيارية أمام ما يفرض نفسه من حملات ترويج تصور العمل الرائج على أنه الأكثر أهمية للمشاهدة، وعلى ضوء ذلك تفاعل الجمهور العربي مع عرض الموسم الثالث من مسلسل “النخبة” مطلع شهر آذار الجاري، وهم ينتظرون داخل الحجر عرض الموسم الرابع من مسلسل السرقة الشهير “البروفيسور” في الثالث من نيسان المقبل.

السابق
العالم العربي يوقف صحفه الورقية بسبب الكورونا!!
التالي
8 اصابات جديدة بـ «كورونا» في لبنان.. و11 حالة مفترضة بانتظار اعادة الفحوصات!