نصرالله يُعلن خضوعه للـ«ضغوط الأميركية».. لا نريد 7 أيار!

السيد حسن نصرالله

بعد تبرئة العميل عامر فاخوري المعروف بـ”جزّار الخيام”، بغطاء سياسي – قضائي، وفي ظل العهد “القوي” الذي يدّعي “المقاومة”، استعرّ الغضب الشعبي بين الحلفاء أنفسهم، أي التيار البرتقالي الذي إتُهم بالضغط على “حزب الله” لإطلاق سراح العميل فاخوري، ليعلن اليوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إستسلامه في هذه القضية، وخضوعه لما إدّعاه من “ضغوط أميركية كبيرة على مسؤولين سياسيين في لبنان وقضاة وعسكريين وغيرهم”، تفادياً للأسوأ، مدّعياً أنه “لم يرد أن يكرر 7 أيار، والحديث عن 7 ايار هو بمثابة صدام مع القوى الأمنية المولجة حماية فاخوري”.

إقرأ أيضاً: حزب الله «يَتمسكن» ليتبرأ من فضيحة الفاخوري..من يُدفّع الثمن بعد عبدالله؟

متخوفاً من “وعي” بيئة “المقاومة”، أطل نصرالله اليوم الجمعة، بعد السقطة التاريخية للقضاء اللبناني قائلاً: “الحاجة للحديث عن موضوع العميل عامر الفاخوري، تَنطلق من حرصنا على الرأي العام في ظل الشائعات والتضليل”.

أضاف: “العدو والخصم، يَعملان على زعزعة الثقة بين المقاومة وشعبها الذي يشكل السند الحقيقي”، مؤكدًا أنّ “لا علم لنا بوجود صفقة بخصوص اطلاق سراح العميل بل ما نعلمه هو عدم وجود صفقة”.

وكشف نصرالله في كلمته، أنّه “منذ بداية اعتقال العميل فاخوري، “بدأت ضغوطًا أميركية قوية على أغلب المسؤولين في الدولة”، مُشيرًا إلى أنّه “مُورست ضغوط على كل من يستطيع أن يُسهّل ولا يُسهِّل وتهديد بفرض عقوبات متنوعة ومنع مُساعدات”، لافتًا إلى أنّ “كل هذه الضغوطات من أجل إطلاق سراح العميل من دون قيد أو شرط”.

وأردف، قائلًا: “الضغوط مُورست بشكل أساسي على القضاة لكن هناك قضاة صمدوا ويجب أن يُقدَّروا، وهناك قضاة استسلموا لهذه الضغوط الأميركية”.

هذا واعتبر نصرالله، أنّه “هناك نقطة ايجابية في ظل الجو الأسود، أن القضاء اللبناني صمد 6 أشهر”، مُعلِنًا أنّه “خلال الشهرين الأخيرين ناقشت معنا جهات في الدولة اللبنانية، قضية الفاخوري في ضوء التهديدات الأميركية”، مُشدّدًا على أننا “نحن أصحاب القضية، ولسنا طرفاً حيادياً لذلك رفضنا إطلاق سراح الفاخوري”.

ورأى أنّ “هذا منحى خطير، وسيفتح الباب أمام الأميركي لفرض ما يريد مُستقبلاً”، مُضيفًا “كل مسؤول أو قاضٍ يصمد في هذه المعركة ،كان علينا تقديم الحماية المطلوبة له”.

وقال: “عَلِمت شخصيّاً بخبر اطلاق سراح الفاخوري عبر وسائل الاعلام”، كاشِفًا أنّه “بعد قرار منع السفر حاول الاميركيون تهريب الفاخوري من مطار بيروت، لكن الجهات الأمنية المعنية رفضت”، لافتًا إلى أنّ “القضاء ميّز الحكم وهناك قاضي منع السفر، وعلى الرغم من ذلك أخرجه الاميركيون باعتداء سافر على السيادة اللبنانية”.

وتابع، “منذ اليوم الأول لاعتقال الفاخوري، رفضنا اسقاط التهم عنه وطالبنا بالحكم العادل”.

وقال :” وبعد هذه الحادثة تم توزيع الاتهامات وطالتني انا شخصيا و”حزب الله”، لذا انا اقول اننا نحن رفضنا منذ اليوم الاول اسقاط التهم عن العميل فاخوري، وسعينا كل جهدنا انصافا للمظلومين، ولم نظهر اي علامة تفهم او رضى في هذا الموضوع، لأننا نحن اولياء الدم، مكررا نفيه العلم بانعقاد جلسة المحكمة التي اخلت سبيله، واتهم كل ما اثير بأنه مبني على الشبهة لجهة انه لا يمكن لحركة امل و”حزب الله” الا يكونا على اطلاع بما جرى، مجددا نفي علمه بانعقاد الجلسة والقرار الذي اتخذته، متوقفا عند الشبهة التي عمل عليها العدو وتناولها الخصم وتقضي بأن “حزب الله” هو المسيطر على مؤسسات الدولة، آسفا لأن حتى بعض الاصدقاء مقتنعون بذلك، مشددا على نفيه هذا الامر”.

وقال:” لا الدولة دولة “حزب الله” ولا الرؤساء تابعون لحزب الله ونحن نحترمهم ولا القضاء ولا المحكمة العسكرية ومثلها ادارات الدولة، ولكن في المعادلة المحلية هناك قوى لها تأثير اكبر منا.

وعاد واكد حاسما ان قضية الفاخوري “لا علاقة لنا بما وصلت اليه”.

7 ايار

وتطرق شارحا الى ما حصل يوم 7 ايار والتي كانت سببها قرار الحكومة يومها بنزع سلاح الاشارة لدى المقاومة، رافضا الفكرة التي دعت ان يقوم حزب الله ب 7 ايار جديدة، متسائلا هل من المعقول ان نصطدم بالجيش، وهل هذا من مصلحة المقاومة، وهل هي مصلحة البلد ان نقوم كما دعا البعض الى اقامة كمين يمنع وصوله الى السفارة الاميركية، او كتلك الدعوة لنا بالانسحاب من الحكومة.؟ وقال : هل صح في مثل هذه الظروف ان نقدم على هذه الخطوة، لافتا الى عدم معرفة الحكومة مجتمعة بذلك، وان حصل بعض النقاش بعد ان تم اخلاء سبيل الفاخوري.

واعرب عن احترامه لكل ما تم تقديمه من افكار وقال “لا نرى فيها اي مصلحة للبلد، ونحن لا نشتغل بمزاج او انفعالات، ونحن حزب سياسي ولدينا رؤية ونقاش ودراسات، وحيث هناك مصلحة للناس والمقاومة والبلد فإننا نقدم عليها بشجاعة”.

ورأى انه “بدل توجيه الغضب على الاميركي الجلاد، تم توجيه الغضب على الضحية”.

واعلن ان “كل من سكت عن هذاالمعبر غير الشرعي في السفارة الاميركية والذي تم منه تهريب العميل فاخوري لم يعد يحق لهم التحدث عن معابر غير شرعية اخرى”.

وطالب جميع من يتحدث عن السيادة والاستقلال ان يراقب التدخل الاميركي في لبنان، منوها بالقضاة الذين رفضوا الضغوط، ولكن هناك من رضخ للضغوط بسبب ضعفه.

كما طالب بالاستمرار بتحريك قضية العميل فاخوري قضائيا لأنه هارب من العدالة ويجب الا يغلق هذا الملف، مع امكانية لملاحقتهم قضائيا في الخارج، مؤيدا الدعوات التي تطالب بلجنة تحقيق قضائية حول هذه القضية وشرحها للناس.

عتب على الأصدقاء

وابدى عتبه على الاصدقاء لأن النصيحة تكون اولوية، اضافة الى السؤال عن المعطيات، مشددا قبوله النصح والانتقاد والاقتارح من الاصدقاء بالعلن، رافضا التساهل بالتشكيك بالمقاومة، وايضا نرفض الشتيمة من الاصدقاء.

وخاطب جمهور المقاومة قائلا “من يتعدى هذين الحدين اللذين اشرت اليهما فلتقاطعوه ولا تأمنوا له”.

كما خاطب الاصدقاء قائلا “من الان وصاعدا نحن في “حزب الله” لا نقبل من حليف او صديق ان يتهم او يشكك او يشتم والا فليخرج من صداقتنا.

واكد حرصه على كل حليف وصديق ولكن ليس بهذه الطريقة.

وتمنى “ان يكون الناس اكثر تفهما لأن هذه المقاومة هي الاشرف والانزه والاطهر في العصر الحديث”.

وشدد على” ثقافة المقاومة والتي لا تخضع للاحراج لانها تتبع سلوكا للدنيا والآخرة”.

وابدى اسفه أن يأتي يوم اضطر فيه للحديث عن عميل قتل وعذب اهلنا واخوتنا، وقال هذا من نكد الدهر.

كورونا

ثم تطرق الى وباء كورونا، فطالب بالتشدد “في الاجراءات والعزل في المنازل الا لمن كان مضطرا، وان تشكل لجان تراقب وتمارس المسؤولية من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين لمنع انتشار المرض”.

وطالب الحكومة “في حال علمت ان مناطق شيعية فيها وباء مثلا فلتعزلها”، واصفا من يطالب باعتماد ستة وستة مكرر بأنه عيب.

وشدد على ان “تطييف مسألة المرض امر غير انساني، واخطر من كورونا على مستقبل هذا البلد”. وتمنى على الحكومة “اتخاذ اي قرار شجاع تراه مناسبا”.

كما تطرق الى مسألة السجناء، مطالبا بإجراءات مخارج لهذا الموضوع.

كما تطرق الى المسألة الاجتماعية مشددا على “التكافل الاجتماعي”، داعيا “الى الاقتصاد في الانفاق”، معتبرا “الحال التي نعيش وكأننا في حالة حرب”.

واعلن عن وضع امكانيات “حزب الله” بتصرف الدولة “في مجال مكافحة الكورونا وفي تقديم المساعدات للمخيمات الفلسطينية وسواها”، مؤكدا ان “كل شبابنا الذين عادوا من طهران او من سوريا خضعوا للفحوصات”.

ولفت الى “قطاع غزة المحاصر وآلاف الاسرى الفلسطينيين في سجون العدو الاسرائيلي، واليمن التي تتعرض للحصار والقصف، وايران المحاصرة بالعقوبات الاميركية، وكل هؤلاء يخضعون للعنصرية الاميركية وعدم اكتراث المجتمع الدولي”.

وختم بالحديث عن ترامب وقال “انه من غير بشري لأنه عنصري ويريد الموت للبشرية كي لا يعطيها لقاحات ومساعدات، اضافة الى عنصريته تجاه الصين بقوله ان الفيروس صيني وبفرضه عقوبات عليها”.

السابق
بالفيديو: مسلّح في الجنوب يهدد من يخرق الحجر المنزلي.. «رصاصة بنص راسك»!
التالي
«قبضة أمنية» بقاعاً وجنوباً لمنع التجمعات.. وصُفر «كورونا» في قضاء صور!