حزب الله «يَتمسكن» ليتبرأ من فضيحة الفاخوري..من يُدفّع الثمن بعد عبدالله؟

المحكمة العسكرية
ليس افظع من طريقة تهريبة العميل عامر الياس الفاخوري وفي صفقة مريبة بين الاميركيين والعهد و"حزب الله"، الا المساعي للتبرير التي يقودها السيد حسن نصرالله شخصياً وللتفتيش عن "كبش فداء" لغسل الفضيحة غير العميد المستقيل حسين العبدالله.

كما دخل الى لبنان معززاً ومكرماً، خرج جزار الخيام العميل عامر الياس الفاخوري في ليلة “ما فيها ضو قمر”، وفي فضيحة، أقل ما يقال فيها أنها تنسف كل تاريخ “حزب الله”، في حمل شعار تحرير الاسرى والدفاع عنهم حتى ولو اضطر الامر لوقوع حرب كما حدث مع سمير القنطار وغيره.

أما في ملف “اللحديين” وعملاء اسرائيل، لم يكن “حزب الله” رحوماً معهم قبل التحرير ولكن بعد العام 2000 ترك الامر للقضاء اللبناني والمحكمة العسكرية التي تعاطت بأحكام مخففة معهم ومنهم من اصبح اليوم رؤساء بلديات ورجال اعمال مقربين من الحزب نفسه كما تؤكد مصادر جنوبية متابعة.

الاسوأ من الطريقة التي دخل فيها الفاخوري الى لبنان ومن ثم تبرئته وتهريبه كان السكوت التام من “حزب الله” والرئيس نبيه بري وقيادة الجيش والاخطر من هذا كله صمت رئيسي الجمهورية والحكومة

وتلفت المصادر الى ان قضية الفاخوري وتبرئته على يد قاض عينه “حزب الله” و”حركة امل” وفي هذا التوقيت والطريقة التي تمت فيها يشكل طعنة من الثنائي في ظهر اهالي المقاومين والاسرى والشهداء حيث شعر ذووهم ومحبوهم بأقسى طعنة ممن يفترض انهم “امينون” على هذا الارث، وإذا بهما يدوسان كل مبادىء وكل قيم وكل شعارات رفعت وكانت “قميص عثمان” الاسرى والشهداء وغيرها من الشعارات، التي تخلق وتروج كلما تغيرت الحاجة والوظيفة لسلاح “حزب الله”.

تواطؤ واضح وبشع

الطريقة التي دخل فيها الفاخوري الى لبنان للمرة الاولى في ايلول 2019 أكدت تواطؤ وزير الخارجية جبران باسيل في هذا الامر، ومشيت “اللعبة” حتى تاريخ الايام الماضية حيث اخرجت الصفقة – الفضيحة بطريقة بشعة جداً . والافظع منهما كان طريقة الخروج في سكوت تام من “حزب الله” والرئيس نبيه بري وقيادة الجيش والاخطر من هذا كله وفق المصادر صمت رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

وهما يفترض انهما مؤتمنان عن السيادة وعن منع اي استباحة للبنان وفي ظهرهما “حزب الله” الذي لم ينفك يصرخ بأنه في ظهر الدولة والى جانبها واي خرق جوي سيسقط طائرة التجسس واي خرق بري سيرد واي استيلاء على الثروة النفطية سيتصدى. ولكن وفق المصادر لم يتصد الحزب الا لطوافة الجيش اللبناني والتي قتل قائدها الملازم أول سامر حنا في محلة “تلة رزلان” في بلدة سجد الجنوبية في 28 آب من العام 2008 برصاص العنصر في “حزب الله” مصطفى حسن المقدم (23 عاماً).

لو ان “حزب الله” حريص على السيادة كان عليه ان يعتبر ان الطائرة الاميركية التي حلقت فوق عوكر واخذت الفاخوري الى الحرية هي اسرائيلية ويطلق عليها بضعة طلقات كلاشينكوف ولو للترهيب الشكلي

وتقول المصادر ولو كان “حزب الله” حريصاً على السيادة كما يحاضر اعلامه ليل نهار كان عليه ان يعتبر ان الطائرة الاميركية التي حلقت فوق عوكر واخذت العميل الفاخوري الى الحرية هي اسرائيلية واقله كان يفترض ان يطلق عليها بضعة طلقات كلاشينكوف ولو من بوابة “الترهيب” الشكلي.

إقرأ أيضاً: ..وسقط القناع عن السلطة لا الفاخوري!

وتشير الى ان المهزلة استكملت اليوم بإعلان رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن حسين عبدالله تنحّيه عن رئاسة المحكمة وهو المحسوب على الثنائي الشيعي رغم ان لا احد في لبنان والا ويوجه الاصابع الى الثنائي بالاتهام في التواطؤ مع عون وباسيل في هذه القضية. ولولا وجود تواطؤ وصفقة وثمن مدفوع لما سكت الحزب عن صفقة باسيل مع الاميركيين مما حدا بالرئيس الاميركي دونالد ترامب ليشكر حكومة لبنان.

ومن هو رئيسها هو حسان دياب الذي غرد اليوم على “تويتر”،  ان “لا يمكن أن تُنسى جريمة العمالة للعدو الاسرائيلي”، مؤكدا أن “حقوق الشهداء والأسرى المحررين لا تسقط في عدالة السماء بمرور الزمن”​​​​​​.

التخوين والتهديد!

وتسأل المصادر لو جرى هذا الامر في عهد حكومة الرئيس سعد الحريري، والتي بالمناسبة هي من اوقفت الفاخوري واحالته الى المحكمة العسكرية، لكانت قامت الدنيا ولم تقعد، وكان هناك ويل وثبور وعظائم امور وتهديدات بـ10 ايام “سبعة ايار” مجيدة!

وتقول المصادر، ان الاسوأ من فعلة عبدالله ، هي استقالته اليوم على بعد ساعات، من إطلالة امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله. والاسوأ ايضاً ما قاله :”إحتراماً لقسمي وشرفي العسكري، أتنحى عن رئاسة المحكمة العسكرية التي يساوي فيها تطبيق القانون إفلات عميل وألم أسير وتخوين قاض”.

وتسأل ايضاً اذا لم يكن هناك صفقة وتغطية من الثنائي. لماذا لم يستقل عبدالله قبل الصفقة؟ واستقال بعد وصول الرجل الى واشنطن؟

إطلالة نصرالله

وعلى بعد ساعات من إطلالة نصرالله وبعد الهزة السياسية والشعبية التي احدثتها صفقة الفاخوري في البيئة الشيعية الملتصقة بـ”حزب الله”، تؤكد المصادر انها ستكون لتقطيب ما جرى ولتحميل المسؤولية الى المحكمة العسكرية وضباطها، بالاضافة الى محاضرة في ثوابت الحزب والعملاء والشهداء. والميدان الذي يبرع فيه من التهديد والوعيد الى استعطاف عوائل الشهداء والاسرى. وتنقل المصادر عن عائلة شهيد للحزب في الجنوب، ان والده طلب سحب صور ابنه من كل الشوارع والنصب التي تنتشر في القرية وجوارها. وحاله حال عشرات العائلات التي رأت في هذه الطعنة “تجارة بدماء ابنائهم” يجب ان تتوقف.

وتشير المصادر الى ان نصرالله وبري يفتشان عن كبش محرقة و”تلبيسه” طربوش الفاخوري من المحكمة العسكرية واقالتها كلها، ونقل الفضيحة الى البراد لتجليدها مع الوقت لتنسى. اما الاسرى والشهداء وعائلاتهم فيجد نصرالله طريقة لاسترضائهم بالعاطفة اليوم وغداً بتكريم ودرع وسلة غذائية.

السابق
كورونا.. وزارة الصحة تستعد للمرحلة الرابعة وتُطمئن حول عدد أجهزة التنفس!
التالي
عون يناشد اللبنانيين التزام المنازل.. لا تستخفّوا!