سوريا.. خسارة بحجم الكارثة ونصف قرن من إعادة الإعمار

ثورة سوريا
كارثة بحجم وطن واستنزاف لمقدرات البلاد مع ارتهان للدول الكبرى.. وحيث لا أفق سياسي واضح لحل قريب تدخل سوريا عام ثورتها العاشر بأرقام مفزعة تنبؤ بالأسوء!

وكانّ عملية إعادة الإعمار سهلة إذا ما انتهت المعارك، هكذا ظن النظام أو ادعى أمام مواليه وهو مسلوب الإرادة تماماً، فالمعارك التي توقفت في إدلب بفعل الاتفاق الروسي التركي أخرجت النظام وحليفه الإيراني من دائرة الصراع المباشر مع الأتراك، ودفعت النظام للقبول بشكل من السلطة الرمزية كالتي حدثت شرق الفرات بعد إعلان القوات الأميركية انسحابها من المنطقة.

لكن ماذا عن الغد؟ بماذا يفكر النظام أن يقدم للسوريين ليوهمهم أنه تمكن من السيطرة على البلاد وإعادة الاستقرار إليها كما جرت الكذبة منذ مطلع الثورة.

النوايا لا تنفع، فأرقام الخسائر تنبؤ بكارثة تعيش سوريا ارتدادتها الأولى وستستمر ولربما لخمسين سنة حتى تنتهي عملية إعادة الإعمار إذا خلا تنفيذ الخطة من الفساد.

فبحسب المرصد السوري الذي يعتمد منذ بدء النزاع على شبكة واسعة من المراسلين والمصادر في مختلف المناطق، لقي أكثر من 129 ألف عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية مصرعهم، أكثر من نصفهم من الجنود السوريين، وبينهم 1697 عنصراً من حزب الله الذي يقاتل بشكل علني إلى جانب النظام منذ العام 2013.

إقرأ أيضاً: تسع نقاط مضيئة في تسع سنوات من الثورة السورية!

كما تسبب النزاع في سوريا بأكبر موجة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية، واضطر أكثر من نصف سكان سوريا ما قبل الحرب إلى النزوح داخل سوريا أو اللجوء إلى خارج البلاد.

ويرتفع عدد اللاجئين حسب أرقام الأمم المتحدة إلى 5,5 مليون نسمة، بينما تخطّى عدد النازحين ستة ملايين نسمة، وفق آخر إحصائية للأمم المتحدة في شهر شباط الفائت.

ووفق الأمم المتحدة أيضاً، بات 83 في المئة من السكان يعيشون اليوم تحت عتبة الفقر، مقابل 28 في المئة قبل الحرب، بينما يجد نحو 80 في المئة من العائلات صعوبة في تأمين حاجاتها الغذائية الأساسية، حسب برنامج الأغذية العالمي.

وتواجه البلاد حالياً نقصاً في المحروقات، كما تشهد أزمة اقتصادية خانقة، وقدرت السلطات السورية خسائر قطاع النفط والغاز منذ 2011 بـ74 مليار دولار، الذي يعد أحد أبرز مصادر الدخل في البلاد.

وبينما تقول الأرقام أن 384 ألف شخص على الأقل قتلوا في الصراع، بينهم أكثر من 116 ألف مدني، فإن السوريون يدركون أن الرقم في الحقيقة مضاعف عدة مرات وأن بطش الأسد لن ينتهي في يوم وليلة، فنظام قاتل دمر البلد بهذا الشكل لن يستسلم حتى النفس الأخير، وبذلك لا يمكن فصل النظام عن المآساة التي سببها فنهايتها ترتبط بنهايته لا محالة.

السابق
بسبب «كورونا».. هذا ما طلبه وزير الاقتصاد من الافران والمخابز!
التالي
«جزار الخيام» طليقاً.. المحامي بزي لـ «جنوبية»: «العسكرية» اسقطت عنه التهم تحت جنح ظلام الـ«كورونا»!