بعد ان رحب السيد نصرالله بالموت على يد هذا الڤيروس في مستهل خطابه، كنتيجة نهائية قد تؤول إليها الأمور، داعياً الناس للتسليم بقضاء الله في هذا الجانب، ولعدم الخوف من لقاء المصير المحتوم الذي قد تخلص إليه المعركة من جرَّاء هذا المرض العضال، طلب في معرض حديثه الجميع للتكاتف لمواجهة الأزمة الصحية التي تعصف بالبلاد والعباد، ووصف منتقدي فريقه السياسي نتيجة الأزمة الراهنة بالهابطين أخلاقياً! واضعاً كل إمكانات حزب الله بيد الحكومة وتحت قيادتها لمواجهة المرض الداهم !
إقرأ أيضاً: نصرالله.. خطاب «كوروني» بإمتياز وينذر بأسوأ الإحتمالات!
ولا ينكر أحد من المنصفين بأن فريق السيد نصر الله السياسي – وبسبب إهمال هذا الفريق السياسي – أُدْخِلَ البلد في هذه الدوامة ، حتى باتت قوى الحراك الشعبي المدني تطالب بالمقاضاة القانونية لوزير الصحة وحكومته على تصرفهم المُهمل في مواجهة أزمة كورونا منذ اليوم الأول، وقد شاع في دول انتشار الڤيروس هو أن الخطأ الأول هو الأخير، فلم يستفد وزير الصحة من تجربة الدول الأخرى ، كما لم يستفد من الخبرات العلمية لفطاحل الطب الجرثومي في المستشفيات الجامعية في لبنان، وحتى لم يستفد من نصائح سلفه وزير الصحة السابق الذي دعا لحجر الناس الوافدين من دول الوباء إلزامياً منذ اليوم الأول !
الدفاع عن وزير الصحة
وقد بدا السيد نصر الله في كل عرضه مدافعاً عن وزيره وهو وزير الصحة، متجاهلاً كل المشاكل التي تسببها هذا الوزير وفريق عمله في الوزارة بعدم فرضهم الحجر الصحي الإلزامي على الوافدين من دول الوباء منذ اللحظة الأولى ..
وقد أخطأ السيد نصر الله بنعته منتقدي وزيره في حكومته بالهابطين أخلاقياً ، فجريمة التسبب بقتل شعب بأكمله هي الهبوط الديني والعقائدي والفقهي والأخلاقي والإنساني بعينه، بل هي من أكبر المفاسد الدينية والاجتماعية والإنسانية والأخلاقية والفقهية، بل من الجريمة عدم انتقاد مسببيي هذه الجريمة، بل قمة الهبوط الأخلاقي تكون بانتقاد منتقدي المتسببين بقتل الشعب اللبناني بأكمله .
كما أخطأ السيد نصر الله – كذلك – بقياسه انتقاد فريقه في الحكومة بالانتقادات التي كانت تواجهها المقاومة بداية صراعها مع العدو الصهيوني عقب احتلاله للبنان، وهل فِعْلُ وزير الصحة هو عمل مقاوم يقاس بجهاد المقاومين ضد الاحتلال ؟ أم هو تسبب باهمال مراقبة القادمين من الخارج بقتل شعب المقاومة وحاضنتها الجماهيرية ؟
وكنا نتوقع من السيد نصر الله أن يعترف بخطأ تقديرات وزيره العتيد في حكومته، فكل ما ورد من موضوعات المواجهة مع تفشي مرض كورونا في كلمة الأمين العام يوحي للمراقب بكون حال خطابه كحال الذي يغطي من قتلوا القتيل ومشوا في جنازته!