أين الشعب السوري من إتفاق «سوتشي»؟!

بوتين

ما يزال الاتفاق الروسي التركي حول إدلب عصيا على الفهم. الجلي فيه نقطتان فقط: 

  • وقف فوري لإطلاق النار وفقا لخريطة الميدان (وهذا يعني أن تأخير الاجتماع بضعة أيام كان أولى باعتبار أن المعطيات كانت لصالح الأتراك). 
  • فتح لاحق للطريق السريع M4  بين حلب واللاذقية بعد إبعاد النظام والمعارضة مسافة 6 كلم من كل جانب، وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية. 

اقرأ أيضاً: قمة «بوتين-أردوغان».. تماثيل رمزية وسِجل من الهزائم التركية!

حدود سوتشي

التأكيد التركي على حدود سوتشي (وقد تجاوزها النظام السوري) وإبقائه على نقاط المراقبة التركية (وقد باتت محاصرة) وإصراره على عودة النازحين (وهي غير ممكنة مع بقاء سيطرة النظام السوري والميليشيات على المناطق)؛ يعني أن الاتفاق لا يعدو كونه هدنة مؤقتة حفاظا على مصالح البلدين؛ الأمر الذي يؤكده توالي الحشود والتحصينات التركية واستكمال نشر منظومات الدفاع والتشويش من جهة، واستمرار المناوشات والهجمات المحدودة بين الجانبين من جهة أخرى..  

بين أردوغان وبوتين حضرت التناقضات في مقابل المصالح، وغاب السوريون

ومع احتفاظ الجانب الروسي بشماعة “محاربة الإرهاب” وانتزاع الجانب التركي “حق الرد” على خرق الاتفاق؛ ستكون الهدنة هشة للغاية خصوصا إذا ما تهيأت ظروف سياسية دولية داعمة لإعادة الكرة. 

الثورة السورية
الثورة السورية

مجاملة الأتراك

في قمة موسكو حضر التاريخ في تمثال كبير للإمبراطورة كاترين الثانية التي خاضت حروبا طويلة مع العثمانيين، لكن مقتضيات الحاضر جعلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعزي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بثلاثين رجلا من الجيش التركي – المفترض أنه خصمه في الميدان وهو الجيش المحتل بنظر النظام السوري – فيما تجاهل ذكر ثلاثة آلاف من جيش بشار – الذي يتبع عمليا له – أعلن أردوغان “تحييدهم”، بل زاد على ذلك مجاملة الأتراك بقوله “لقد مني الجيش السوري بخسائر فادحة”. 

اقرأ أيضاً: «هدوء نسبي» في إدلب.. هدنة على حساب الوطن!

بين أردوغان وبوتين حضرت التناقضات في مقابل المصالح، وغاب السوريون؛ نظاما ومعارضة، إلى حد عدم وجود نسخة أصلية للاتفاق باللغة العربية.. ومع ذلك التزم الجانبان الاتفاق؛ النظام والمعارضة بانتظار الجولة القادمة.

السابق
ما حقيقة تسجيل اصابات بـ«كورونا» في الشويفات؟
التالي
السنيورة يفضح السلطة «الفاشلة»: هذه أسباب الإنهيار!