اللبنانيون «رهينة» الطائرة الإيرانية..إجراءات مترهلة في دولة مهترئة!

مطار بيروت
مع تسجيل الاصابة المؤكدة الثالثة بفيروس "كورونا" في لبنان لم يعد الامر مزحة، وكل إجراءات وزارة الصحة تحتاج الى إعادة نظر والحجر المنزلي مجرد إجراء شكلي لا يُلتزم به!

منذ إعلان وزير الصحة حمد حسن الجمعة الماضي عن أول إصابة بفيروس “الكورونا” على الاراضي اللبنانية، تم تسجيل حالتين جديدتين رغم الفحوصات التي تجرى واجريت للوافدين من زيارة العتبات الدينية في ايران ليصبح عدد المصابين ثلاثة. فبعد الإعلان عن إصابة سيدتين لبنانيتين في الطائرة الايرانية الموبوءة الاولى اعلنت وزارة الصحة العامة عصر اليوم عن تسجيل حالة ثالثة مثبتة مخبريا مصابة بفيروس كورونا المستجد COVID-19 ، و”هي لشخص إيراني من مواليد 1943، أتى إلى لبنان على متن الطائرة القادمة من إيران التي حطت في مطار رفيق الحريري الدولي صباح الرابع والعشرين من شباط الجاري. تم إحضاره من منزله بواسطة الصليب الأحمر اللبناني فور ظهور عوارض بسيطة. وهو حاليا موجود في غرفة العزل في مستشفى الحريري الحكومي الجامعي وحالته مستقرة”.

يقود هذا الكلام الى القول ان تأكيدات وزير الصحة ان “لا داعي للهلع”، تذكرنا بما كان يقوله حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قبل ثورة 17 تشرين الاول وخلالها واليوم ان “الليرة اللبنانية” بخير، والاقتصاد بخير ليستفيق اللبنانيون، على كذبة كبيرة طوال السنوات الماضية. فتبخرت اموال الدولة والمودعين و”طار البلد”، واليوم هو على كف عفريت.

صولات وجولات لا تحل المشكلة!

ومنذ اسبوع يسمع اللبنانيون النغمة نفسها: جولات وتصريحات لوزير الصحة وجلسات حكومية ولجان تجتمع ولكن ما يجري حقيقة ان كل الاجراءات المتخذة قاصرة ولن تؤدي الى حل المشكلة بل ستفاقهما.

وتؤكد مصادر متابعة لما يجري ان الكلام عن عدم الهلع لم يعد ابتداءً من عصر اليوم مبرراً، فمع تسجيل الحالة الثالثة يعني ان كل ركاب الطائرة الايرانية التي سجلت فيها الاصابتان يفترض بالحد الادنى ان ركابها الـ164 كلهم معرضون للاصابة. وكذلك الطائرة الايرانية الثانية التي حطت بعد ايام من الاولى والتي عثر على متنها على الاصابة الثالثة وهي للمواطن الايراني الآتي الى لبنان.

وحتى الساعة وفق المصادر، لم يتأكد خلو الجميع في الطائرتين من الاصابة، رغم ان الفحص الاولي لا يمكن ان يكون حاسماً، اذ تقول اوساط طبية ان الفيروس يمكن ان لا يكتشف قبل 14 يوماً وحتى ابعد من ذلك قد يكون المرء يحمله ويعدي به ولكنه غير مصاب به ولا تظهر اية عوارض عليه وذلك لمدة 27 يوماً كما توصلت اخيراً الابحاث الطبية الصينية. 

وهذا يقود الى القول ان احتمال اكتشاف عشرات ومئات الاصابات في الجنوب والبقاع حيث عاد الركاب من قُم امر وارد ومحتمل في اي ساعة.

إيقاف الرحلات كلياً

وتشير المصادر الى ان الخطوة الاولى التي يجب ان تتم، وهي إيقاف كل الرحلات الجوية من كل البلدان في العالم والتي اكتشفت فيها اول الحالات وباقي البلدان التي بدأت تعلن عن اصابات. وعلى اقل تقدير يجب ان تمنع كل اشكال التواصل البري والبحري والجوي وكل الرحلات موقتاً بين الصين وايران، فهما بلد المنشأ للفيروس عالمياً بالاضافة الى إيطاليا وكوريا الجنوبية والامارات والكويت. يعني في الحد الادنى توقيف كل الرحلات الجوية من إيران والصين كلياً حتى إشعار آخر.

والخطوة الثانية تقول المصادر هي الإرشادات والإجراءات المتّخدة في مطار رفيق الحريري الدولي في إطار “ضبط” الحالات ‏المُشتبه بإصابتها بفيروس “كورونا”، اذ تبين انها اجراءات “هزلية” و”شكلية” اذ يتولى فحص الركاب عنصر امني، في وقت يوجد في المطار مُستوصف ‏صحي ودائرة حجر يضمّان نحو خمسة أطباء وعدداً من الممرضات.

ويقول رئيس هيئة “الصحة حق وكرامة” النائب السابق إسماعيل سكرية  في حديث صحافي، إن “الأمن ‏الصحي مفقود في المطار”، ويجزم بأن الفريق ‏الصحي والطبي في المطار لا يقوم بعمله، فيما يبدو المستوصف ودائرة الحجر الصحي مرافق “شكلية‎”.

وتطرح اسئلة كثيرة عن حماية لبنان في اول نقطة احتكاك بين المسافرين والموجودين في المطار من طاقم الطائرة الى الحمالين والسائقين الى شرطي السير وقبله العناصر الامنية والجوازات والمفتشين الى المنطقة الحرة والمطاعم والمقاهي وكل ما يتحرك داخل المطار؟

الحجر المنزلي “الوهمي”

الخطوة الثالثة وهي الاخطر: فبعد خروج المسافر وخصوصاً من الآتين من طهران وفي الرحلات الثلاث الاخيرة والتي اكتشفت على احداها حالتان حتى الآن.  تشير تصريحات وزارة الصحة والمعنيين ان بعض المشتبه بإصابتهم وعددهم ما يقارب الـ50 قد فحصوا في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، فعاد معظمهم الى بيوتهم بعد النتائج السلبية لفحوصاتهم اي خلوهم من الفيروس وبقي ما يقارب الـ7 في الحجر الصحي.

وهذا يقود الى دق نقوس الخطر مع تأكيد ان هناك 15 حالة تخضع للحجر المنزلي الذاتي حيث تبين عدم فعالية هذه الخطوة والتي لا تطبق بحذافيرها وهي مسألة في غاية الخطورة فعدم التزام المشتبه بإصابته الحجر الذاتي خلال الـ14 يوماً يعني ان كل محيطه العائلي والاسري قد بات مصاباً بالفيروس اذا ما تأكد اصابته اي اننا مقبلين على كارثة صحية لن يقوى لبنان على مواجهتها في ظل عجز العالم بأسره ولا سيما الصين الدولة المتطورة في كل شء ولم تستطع ايقاف “الكورونا” او ايجاد لقاح سريع له وكذلك ايران ويفترض انها بلد متطور طبياً افضل من لبنان وان لها قدرة على صناعة الادوية ومكافحة الجراثيم والفيروسات ودائماً ما يتغنى الايرانيون بعلم “النانو” المتطور وخصوصاً في مجال الطب والادوية.

في ظل هذا الاجراءات الصحية القاصرة لبنان مقبل على كارثة لم تستطع الصين وايران على تطورهما الطبي والصناعي والدوائي والنووي من التصدي لها وعدم إيجاد لقاح وكذلك ايقاف عداد الوفيات والاصابات

العزل المنزلي والحجر في المناطق ايضاً طرحته امس الاول لجنة الصحة النيابية والتي ناقشت صعوبة نقل الصليب الأحمر للمرضى والمشتبه بإصابتهم من المناطق إلى ‏مُستشفى رفيق الحريري الحكومي. وقال رئيسها عاصم عراجي إن “هناك مُشكلة في المناطق”، لافتاً إلى أنه ‏طُلب من منظمة الصحة العالمية مُساعدة وزارة الصحة لإنشاء غرف عزل في المناطق‎.‎

‎أضف إلى ذلك، عدم إمكان منتدبي وزارة الصحة والبلديات من فرض تطبيق الحجر المنزلي على معظم القادمين ‏من مناطق مصابة في الأيام الأخيرة، ما يجعل من هؤلاء وذويهم ومن يحتكّون بهم “قنابل موقوتة‎”.

السابق
بالفيديو.. الجيش الإسرائيلي يستعد لـ «المعركة المقبلة» مع لبنان!
التالي
عشرات القتلى للجيش التركي بسوريا وليبيا.. وأردوغان يستنفر!