المعارضة تستعيد النيرب على مشارف إدلب.. والنظام السوري يقصف مطاراته

إدلب

اختارت تركيا أن تذهب في المواجهة داخل إدلب إلى استعادة النقاط التي خسرتها في اتفاق سوتشي، ما حول الساعات الماضية إلى إعلانات متبادلة من قبل تركيا والنظام السوري عن خرائط السيطرة، فالنظام الذي تقدّم إلى غرب سراقب وحاصر قرية مغارةعليا، عاد لينسحب بعد هجوم المعارضة التي أجبرت قوات النظام بالعودة إلى النيرب، وسط خسائر كبيرة لتلك القوات وانسحاب باتجاه مدينة سراقب التي باتت تحت مرمى الفصائل.

وقالت مصادر عسكرية تابعة للمعارضة السورية، إن الفصائل واصلت عمليات التمشيط ونزع الألغام بمحيط بلدة النيرب التي تمكنت من استعادتها يوم أمس بعد هجوم معاكس، لافتاً إلى تقدمها وسيطرتها على قرية مغارة عليا بعد اشتباكات مع قوات النظام وروسيا وإيران.

ولفتت المصادر إلى أن الفصائل تمكنت من اغتنام عربة بي أم بي وأخرى شيلكا وقاعدة صواريخ م.د، إضافة لقتل عدة مجموعات من عناصر النظام، في وقت انسحبت باقي المجموعات باتجاه مدينة سراقب التي باتت على مسافة بضع كيلو مترات من الفصائل، وتحت مرماها.

وبذلك عادت النيرب لسيطرة المعارضة بعد ثلاثة محاولات، تكللت آخرها بالنجاح وتمكنت الفصائل من دخولها والسيطرة عليها بشكل كامل.

إقرأ أيضاً: تركيا تحشد 8 آلاف جندي في إدلب.. فهل توقف روسيا المعركة؟!

وتعتبر بلدة النيرب ذات موقع استراتيجي لوقوعها على الطريق الدولي بين سراقب وأريحا، إضافة لكونها البوابة الغربية لمدينة سراقب التي سيطرت عليها قوات النظام ، لتكون خط دفاع أول عن المدينة من الجهة الغربية.

أما سراقب، تتمتع بموقع استراتيجي كبير، كونها تقع على الطرق الدولية وعقدة اتصال بين الطريق الدولي “حلب – دمشق” الذي يتفرع إلى طريق “حلب – اللاذقية”، غرباً باتجاه أريحا وجسر الشغور، إضافة لكونها عقدة اتصال بين مدينة إدلب مركز المدينة غرباً وريف المحافظة الشرقي.

ولم يسكت النظام على ما حدث، ليعاود استهداف المناطق التي تقدمت فيها المعارضة من قبل المدفعية والطائرات الحربية التابعة للنظام والطيران الروسي، في سياق استمرار التحرشات من قبل روسيا والنظام بالأرتال والقوات التركية بريف إدلب، مع تأزم الموقف هناك وفشل التوصل لأي حلول للتهدئة.

وقالت مصادر محلية من ريف إدلب، إنها رصدت قصف جوي من طيران حربي روسي على مواقع انتشار القوات التركية في مطار تفتناز العسكري، في حين تعرضت نطقة حديثة للقوات التركية في قرية شنان بجبل الزاوية لاستهداف مكثف من مدفعية النظام، خلفت أضرار بالأليات.

وقالت المصادر إن الطيران الحربي الروسي استهدف بعدة غارات مركزة، مناطق انتشار القوات التركية غربي بلدة البارة على طريق كنصفرة، في حين استهدفت مدفعية النظام بالصواريخ والمدفعية بشكل مباشر مناطق انتشار القوات التركية شرقي بلدة البارة، متسببة بحريق في إحدى الأليات ولا تتوفر أي معلومات عن أي إصابات في صفوف العناصر.

هذا وجاء التصعيد الروسي بالتزامن مع دخول عدة أرتال عسكرية للقوات التركية، والتي انتشرت في عدة مناطق من جبل الزاوية، فيما يبدو أن هناك سباقاً للسيطرة على المنطقة بين روسيا وتركيا بين من يريد احتلاله ومن يريد حماية المنطقة.

ويتمتع جبل الزاوية الذي يضم قرابة 35 قرية وبلدة، بموقع استراتيجي كبير، يطل من الجهة الشرقية على الطريق الدولي بين معرة النعمان وسراقب ومن الجهة الشمالية على الطريق الدولي الثاني بين سراقب وأريحا وصولاً لجسر الشغور، ومن الجهة الغربية على سهل الغاب.

فمن يمتلك إدلب من الطرفين، شرقاً من بوابة حلب والطريق الدولي نحو دمشق، وغرباً من جبل الزاوية والطريق الدولي المؤدي إلى اللاذقية حيث غرست روسيا أظافرها وقد تطيل المكوث.

السابق
بعد 9 سنوات من خلعه بثورة يناير: الرئيس حسني مبارك في ذمة الله
التالي
فلتان الأمن في لبنان: خسر الدعوى.. فخطف خصمه وطالب بفدية!