«كورونا» مقابل إيران!

انتشار كورونا في ايران
يكابر المسؤولون اللبنانيون، وبحسب الظاهر تحت ضغط حزب ولاية الفقيه، يكابرون بعدم إقفال المجال الجوي بوجه الرحلات الإيرانية الدينية وغير الدينية من وإلى لبنان وذلك من خلال خطأ مهني وعلمي في عملية تقييم الوضع الميداني لمواجهة انتشار عدوى مرض ڤيروس كورونا الفتَّاك القاتل الوبائي الجديد والذي كانت باكورة انتشاره الرحلات الإيرانية إلى لبنان.

إنقسم الرأي حول لزوم إيقاف هذه الرحلات من إيران بين المسؤولين اللبنانيين المهملين غير المسؤولين خلافاً للسياسة التي اعتمدتها دول الجوار مع هذا الملف، خصوصاً وأن معدل الوفيات والإصابات بالمرض في ارتفاع منذ الأسبوع الماضي في إيران ليشارف عدد الإصابات بحسب معلومات غير رسمية الثلاث مئة إصابة في أنحاء البلاد بين مصاب ومتوفى، وتوفي منهم قرابة العشرة بحسب معلومات شبه رسمية، في حين صدرت معلومات رسمية لا يزيد عدد المصابين والمتوفين فيها عن الخمسين في غضون أسبوع واحد، وقد رجحت المعلومات سبب انتشار الوباء في إيران بسبب زيارة غير مباشرة قام بها مواطن من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جمهورية الصين الشعبية.

إقرأ أيضاً: طائرة إيرانية جديدة تصل لبنان.. العلاقات السياسية أهم من صحة اللبناني!

والوضع الطبيعي في مثل هذه الحالة هو بوقف الرحلات إلى البلدان الموبوءة كالصين وكوريا الجنوبية وإيران وليس معناه قطع الروابط مع كل دول العالم  فلا يعني ظهور إصابات بالمرض في بلد ما ضرورة لزوم قطع العلاقات بالبلد، كما يحاول البعض تصويره، ولكن الحكمة تقضي بقطع روابط الاتصال بالبلد الذي يخرج فيه معدل الإصابة بالمرض والسيطرة على انتشاره عن الحد المقبول والمعقول، وهذا ما حصل في الصين ويتوقع حصوله في كوريا الجنوبية وإيران بسبب ضعف الإجراءات الرقابية والوقائية في المنافذ الجوية التي أدت إلى تفشي المرض بمعدل مرتفع نسبياً .

ضرورة الحجر ووقف الرحلات

 لذلك كان ينبغي الحجر الصحي الوقائي الرقابي الإلزامي على المشتبه بإمكان نقلهم للمرض للحد من سرعة انتشاره وهذا ما لم يحصل في إيران ولبنان ، لذلك بدأ تقاذف التهم بين المسؤولين، وطولبت دائرة الرحلات الدينية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بالتدخل لمنع هذه الرحلات إلى إيران فتملصت من المسؤولية ملقية الحمل على الحكومة، وتمنعت الحكومة عن إقفال المجال الجوي مع إيران حتى إشعار آخر بأعذار غير علمية وواهية !

ويظهر أن ذلك حصل بضغط سياسي من قوى الأمر الواقع التي يعنيها بقاء الرحلات مع إيران بشكل مباشر لأسباب لا تخفى، فهذا هو التوظيف السياسي الحقيقي في معضلة الرحلات الجوية وغير الجوية الإيرانية، وليس التوظيف السياسي بنقد إهمال المسؤولين عن تفشي المرض في لبنان من قبل المحسوبين على المعسكر الإيراني .

 فاتقوا الله في العباد والبلاد أيها الموظفون السياسيون المتلاعبون بالأرواح لغايات سياسية وسلطوية ونفوذية ..

 ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود …

السابق
ايران تستغل «كورونا» لتبرير خيبة انتخابات «اللون الواحد»!
التالي
ذهب لبنان في نيويورك لحل الأزمة.. اليكم مُقترح زوج وزيرة الدفاع!