ايران تستغل «كورونا» لتبرير خيبة انتخابات «اللون الواحد»!

الانتخابات في ايران
المصائب لا تأتي فرادى كما يقال، وهذا الامر ينطبق على ايران التي لم تستفق بعد من صدمة اغتيال قاسم سليماني وما تبعها من مظاهرات احتجاج ردا على الاوضاع الاقتصادية المتردية، حتى فاجأها انتشار فيروس الكورونا قبل ايام وعشية الانتخابات التشريعية التي ارادها المرشد ان تكون دون منافسة وذات لون واحد متشدد.

أقفلت الصناديق الانتخابية منتصف ليل السبت في إيران بعد يوم اقتراع لاختيار الممثلين في الانتخابات التشريعية. وأعلن التلفزيون الرسمي اليوم الأحد عن فوز المتشددين بكافة المقاعد البرلمانية الثلاثين في العاصمة طهران في الانتخابات التي أجريت قبل يومين، وذلك وسط استياء عام وتدن تاريخي في نسبة المقترعين الذي لم يتخط الـ42 بالمئة حسب اعتراف الداخلية الايرانية.

خامنئي يهاجم كورونا

وشكر المرشد خامنئي الشعب على “تألقه في امتحان الانتخابات” وإفشاله “مخططات الأعداء” لخلق أجواء سلبية عبر انتشار فيروس “كورونا” كذريعة لمنع المشاركة في الانتخابات، حسب تعبيره، في محاولة منه لطمس حقيقة فشل الانتخابات شعبيا في بلاده.

إقرأ أيضاً: أقل نسبة إقتراع تُسجل في تاريخ إيران.. والمرشد «يتحجج» بالكورونا!

وقال خامنئي خلال درس فقهي، صباح اليوم الأحد: “الأعداء في الأشهر الماضية سعوا لخلق أجواء سلبية لمنع المشاركة في الانتخابات، كما استخدموا انتشار كورونا كذريعة .. أشكر الشعب الإيراني على المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية، رغم الدعايات المغرضة للأعداء .. لقد شاءت إرادة الله لهذا الشعب أن ينتصر”.

والجدير ذكره ان وسائل اعلام أشارت أمس إلى حدوث مواجهات بين محتجين وأفراد من الشرطة الإيرانية، في إيران، وذلك احتجاجاً على عدم وجود إجراءات وقائية ضد فيروس كورونا الذي بدأ يتفشى في عدة مدن إيرانية وخصوصا مدينة “قم” التي وصل عدد الوفيات فيها الى 5 أشخاص، حسب اخر احصاء صدر اليوم عن وزارة الصحة.

وأوضحت المصادر الاعلامية الايرانية أن المواجهات وقعت أمام مستشفى “نوراني” أمس السبت، في مدينة طالش شمال إيران. وفي وقت سابق، أعلنت إيران، وفاة شخص من بين 10 إصابات جديدة بكورونا.

انتخابات صورية

وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية ان نسبة الاقتراع بلغت 42.57 في المائة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهي المرة الأولى التي تقل فيها نسبة المشاركة عن 50 في المائة منذ “الثورة الإسلامية” عام 1979.

ونسبة إقبال الناخبين ينظر إليها على نطاق واسع على أنها مقياس لكيفية نظر الإيرانيين إلى الحكومة الدينية المأزومة في البلاد، فيما يعتبر انخفاض الإقبال، وبحسب مراقبين، دليل على حالة عدم رضا واسعة النطاق مع الحكام الدينيين الإيرانيين والنظام ،خصوصا مع  تدخل سافر من قبل السلطات عبر “مصلحة تشخيص النظام” التي منعت ترشّح غالبية الاصلاحيين للانتخابات منهم 120 نائبا كانوا منتخبين في البرلمان السابق، ما شكل خيبة شعبية وتراجعا حادا للحريات وللديموقراطية في البلاد، ويعيد المراقبون سبب جعل الانتخابات صورية من قبل النظام الى سياسة القبضة الحديدية داخليا، التي يريد المرشد علي خامنئي والحرس الثوري تطبيقها عقب اغتيال اميركا لقائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وبناء على المؤشر الذي تقدمه نتائج انتخابات العاصمة طهران، والتي تؤكد اكتساح القائمة الائتلافية لأجنحة التيار المحافظ للمقاعد الثلاثين، فالتقديرات الاولية تشير الى سيطرة واضحة واكثر من مريحة للتيار المحافظ بواقع يتعدى 230 مقعدا وقد تتعدى عدد 240 مقعدا من اصل 290 المجموع العام للمقاعد، وبذلك فان التيار المحافظ اصبح حائزا على غالبية الثلثين، وبالتالي فان اي حكومة مقبلة ستكون دون تيارات واتجاهات متعارضة، وخاضعة في سياستها الخارجية لجنرالات الحرس الثوري الذين فاز مرشحوهم “غصبا” وبقرارات جائرة، بغالبية المقاعد البرلمانية.

السابق
«الكورونا» إن تفشت.. هذه هي الاجراءات المطلوبة
التالي
«كورونا» مقابل إيران!