تركيا تستنجد بالباتريوت الأميركي لمواجهة الغارات الروسية في إدلب

صاروخ باتريوت

وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوات بلاده في وضع صعب بمواجهة الغارات الروسية التي استهدفتها الخميس بإدلب وسط تساؤلات إن كان الرئيس التركي سيتصدى لتلك الغارات بالباتريوت الأميركي بعد أن أدار الظهر لعلاقته بواشنطن أم بالـ”أس – 400″ الروسي، وهل يمكن لواشنطن أن تمد له يد العون بعد مواقف أنقرة التي أحدثت شرخا في العلاقات الثنائية.

وبعد أن فشلت لعبة كسب الوقت مع موسكو، لجأ أردوغان إلى طلب الدعم الأميركي بالرغم من تخلّي أنقرة عن شراء منظومة باتريوت وتخليها أيضا عن مشروع طائرة “إف – 35” المشترك مع الولايات المتحدة، ورهانها على علاقة استراتيجية مع روسيا.

ووفقا لمسؤول تركي كبير في أنقرة، طلبت تركيا من الولايات المتحدة نشر بطاريتي صواريخ باتريوت على حدودها الجنوبية لمساعدتها على ردع أيّ هجمات مستقبلية تشنّها القوات السورية المدعومة بالقوات الجوية الروسية.

وقال المسؤول المطلع على سياسة تركيا في سوريا إن أنقرة قد تستخدم طائرات حربية من طراز “إف – 16” لضرب الوحدات الموالية للأسد في إدلب إذا تم نشر بطاريات الباتريوت في محافظة هاتاي الواقعة على الحدود التي تفصل سوريا عن الأراضي التركية.

وقال المسؤول لوكالة بلومبرغ إن تركيا لم تتلق ردا من الولايات المتحدة بعد. وأرسلت طلبها خلال الأسبوع الماضي إلى مبعوث واشنطن إلى دمشق، جيمس جيفري.

وكانت إدارة دونالد ترامب رفضت في وقت سابق إبرام صفقة مع أنقرة نتيجة إصرارها على شراء نظام دفاع صاروخي روسي في سنة 2019، حيث اعتبرته واشنطن تهديدا لقدرات الناتو.

وتحاول تركيا الحدّ من تقدم الحكومة السورية المدعومة من روسيا والذي يهدد جهودها لإقامة منطقة لخفض التوتر في إدلب، وهي خطوة يمكن أن تطلق العنان لنزوح جماعي يرسل مليوني لاجئ باتجاه الحدود التركية.

ويرى مراقبون أن تركيا باتت في وضع صعب ومعقد، وأن رهانها الكامل على روسيا دفعها إلى خسارة دعم الولايات المتحدة ومن ورائها حلف الناتو.

وأنهت واشنطن اشتراك تركيا في إنتاج المقاتلة “إف – 35” التي يستخدمها حلف شمال الأطلسي وحلفاء آخرون للولايات المتحدة وهي المقاتلة الأكثر تطورا في العالم.

وتخشى واشنطن أن تتمكن روسيا من خلال نشر المنظومة “أس – 400” مع المقاتلات “إف – 35” من الحصول على معلومات كثيرة عن نظام التخفي عن الرادار الذي تتمتع به المقاتلة.

اقرأ أيضاً: جحيم الأسد أم مطامع أردوغان.. إدلب آخر قطع الكعكة السورية!

رهان تركيا الكامل على روسيا دفعها إلى خسارة الدعم الأميركي ومن ورائه حلف الناتو

ولطالما حذرت واشنطن من أن شراء المنظومة الدفاعية الروسية ربما يؤدي إلى استبعاد تركيا من برنامج الطائرة “إف – 35”.

وحاولت تركيا تنفيذ عملية محدودة في إدلب للرد على تقدم الجيش السوري وإظهار قدرتها على تنفيذ وعودها وشعاراتها بشأن دفع قوات النظام إلى خارج اتفاق خفض التصعيد، لكن الروس ردوا الفعل سريعا واستهدفوا مواقع المدفعية التركية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أن على تركيا التوقف عن دعم “مجموعات إرهابية” في محافظة إدلب السورية مشيرة الى أنها شنت ضربات ضد فصائل مسلحة تدعمها أنقرة.

ودعا الجيش الروسي في بيانه “الجانب التركي إلى وقف دعم أعمال مجموعات إرهابية وتسليحها” منددا بضربات مصدرها مواقع تركية أدت إلى إصابة أربعة جنود سوريين بجروح.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جنديين وإصابة خمسة آخرين في هجوم نفذته قوات سورية استهدف الخميس قواتها في إدلب شمال غربي سوريا.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء التركية الرسمية عن الوزارة قولها “إن القوات التركية ردت على الهجوم ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 عنصرا من الجيش السوري الحكومي وتدمير خمس دبابات ومدرعتين”.

وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، قتل أكثر من اثني عشر من القوات التركية في هجمات لقوات سورية مدعومة من روسيا على نقاط مراقبة تركية في محافظة إدلب.

وبدأت فصائل المعارضة السورية المسلحة والجيش التركي بتمشيط بلدة النيرب في ريف إدلب بعد استعادة السيطرة عليها.

وقال القائد العسكري في الجيش السوري الحر العميد فاتح حسون “مشطت فصائل المعارضة والجيش التركي بلدة النيرب بشكل كامل بعد سيطرتها على البلدة وانسحاب القوات الحكومية باتجاه مدينة سراقب “.

وأضاف “انسحبت القوات الحكومية بشكل كامل إلى داخل مدينة سراقب ولم تتبقى لها نقاط غرب المدينة”.

وبين أن “فصائل المعارضة والجيش التركي لن يتقدما حالياً باتجاه مدينة سراقب”، واصفا العملية بأنها “محدودة للسيطرة على بلدة النيرب وربما يكون هناك أكثر من هجوم على محاور أخرى”.

السابق
المهزلة
التالي
بعد فضيحة دياب وزوجته.. كلودين عون تسحب يدها: المرسوم صادر عن رئاسة الحكومة!