الحكاية تُكتب في الشمال.. مصير «إدلب» المجهول!

بشار بوتين

الخميس العشرون من شباط كان تاريخ انطلاق معركة جديدة في إدلب، هي ليست معركة بين النظام السوري وفصائل المعارضة فحسب بل معركة بين الحليفين الروسي والتركي ولو لم تأخذ شكل الحرب المباشرة، لكنها لا تخرج عن كونها الصدام الأول بين القوات الروسية والتركية على الأرض السورية، وإثر تقدم القوات التركية في النيرب بريف حلب، استهدفت قوات النظام الدوريات التركية ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة 5 آخرين جراء غارة جوية، ما اعتبرتها تركيا استهداف مباشر من قبل قوات الأسد.

وقالت تركيا في بيان صدر الخميس أنه جرى القضاء على أكثر من 50 عنصراً من قوات النظام، وتدمير 5 دبابات وناقلتي جنود مدرعة، وعربتي “بيك آب” مزودة بسلاح رشاش، ومدفعية واحدة.

وبذلك تدور اشتباكات عنيفة جداً داخل بلدة النيرب شرق إدلب، بين قوات النظام والمليشيات الموالية لها، والقوات التركية وفصائل المعارضة السورية التي تحاول استعادة البلدة.

وتشارك قوات برية تركية تساندها الدبابات في التقدم بعدة محاور في ريفي إدلب، فيما أعلنت فصائل المعارضة انها أسقطت طائرة استطلاع روسية قرب النيرب إضافة إلى تدمير عربة “بي أم بي”، ودبابة لقوات النظام في البلدة.

إقرأ أيضاً: المعركة انطلقت.. تركيا تقصف جواً وبراً في ريف إدلب

في حين طالب قادة الاتحاد الأوروبي، خلال قمة في بروكسل، مساء الخميس، بوقف الهجوم العسكري الذي يشنّه النظام السوري وحلفاؤه في محافظة إدلب في شمال غرب سورية.

وقال القادة، في بيان مشترك، إنّ “الهجوم العسكري الجديد من قبل النظام السوري وحلفائه في إدلب، والذي تسبّب بمعاناة بشرية هائلة، غير مقبول”.

وشهدت ساعات المساء تطور في المواقف السياسية بعد سعي كلاً من الرئيس الفرنسي إيمونيل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لتقريب وجهات النظر بين روسيا وتركيا والحيلولة دون تصعيد أكبر.

من جانبها أقدمت تركيا على التلويح بالعودة للحضن الأميركي عبرعن إمكانية تقديم دعم أميركي محتمل لتركيا، وذلك عبر بطاريات “باترويت” دفاعية.

ونقلت “الأناضول” عن المسؤول الأميركي قوله: “نعرف أننا تلقينا طلبًا (من تركيا) بخصوص بطاريات باتريوت، غير أنه لم يصدر قرار بعد بهذا الشأن”.

أما روسيا التي تدّعي اتخاذها الموقف الدفاعي رغم مؤازرتها قوات الأسد في القصف الجوي المستمر على ريف إدلب، فقد قالت أن تركيا منعت 4 طائرات عسكرية روسية بينها قاذفتان من عبور أجوائها نحو سوريا.

“لن نغيّر” مواقع نقاط المراقبة، قالتها تركيا فما الذي سيتغير في الساعات القادمة، اتجاه نحو تصعيد أكبر يستدعي تدخل دولي عاجل، أم ملامح اتفاقية وقعت في الخفاء وما يظهر الآن ليس إلا جعجعة طحين متفق عليها.

السابق
بعدما لامس 2500 ليرة.. كم بلغ سعر صرف الدولار اليوم؟
التالي
منخفض جوي قادم.. الطقس الممطر عائد من جديد!