الحريري يرفض «أخذ لبنان منصّة للسياسات الإيرانية».. ويُجدد هجومه على باسيل!

سعد الحريري

خطابٌ عنيف أطلقه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في ذكرى إغتيال والده الأسبوع الفائت، إذ صبّ جام غضبه على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مفنداً فشل التيار في إدارة ملف الكهرباء بالإضافة الى تحميله مسؤولية توتر العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة، بعدما وصفه برئيس الظل ليعود اليوم ويجدد ما قاله في الذكرى، ولكن فات الحريري حينها مسألة المحكمة الدولية التي من المفترض مناقشة مستجداتها في الذكرى نفسها، الى أن إستدرك الحريري اليوم ما حصل وجدد تمسكه بالمحكمة بالإضافة الى الحديث عن الإستراتيجية الدفاعية.

إقرأ أيضاً: معركة سياسية ترتسم معالمها.. الحريري يقود مرحلة الخصومة مع العهد!

إذ قال الحريري اليوم الأربعاء عقب ترؤسه عصراً في بيت الوسط اجتماع المجلس المركزي لـ”تيار المستقبل” “لإطلاق الدعوة إلى طاولة الحوار لبحث الاستراتيجية الدفاعية وإعادة قرار الحرب والسلم إلى الدولة اللبنانية”، مؤكدا على ثوابت “تيار المستقبل” في الحفاظ على اتفاق الطائف والسلم الأهلي وعروبة لبنان والمحكمة الدولية.

وعن طريق العودة الطويل الذي تحدث عنه باسيل، قال الحريري: “هذا الكلام يؤكد كلامي عن الرئيس الظل”.

وفي الشأن الاقتصادي والمالي نبّه الحريري مجدداً الى انه” سيكون من الصعوبة في مكان وربما من المستحيل التوصل الى حلول إنقاذيه جديدة بمعزل عن التعاون مع المجتمعين العربي والدولي لافتا الى ان “الثقة المفقودة مع معظم الدول المؤثرة باتت تشكل حاجزاً لا يمكن تجاهله امام الوضع الاقتصادي”.

واعتبر الحريري ان “أكثر ما يؤذي مصلحة لبنان في هذه المرحلة هو الإصرار على التصرف كما لو ان الوقت متاح لجولات جديدة من التذاكي على المجتمعين الدولي والعربي واتخاذ لبنان ساحة لتوجيه الرسائل الإقليمية وان كافة التصرفات التي تعمل على تظهير لبنان منصة للسياسات الإيرانية في المنطقة، باتت تشكل عبئاً كبيراً على البلاد خصوصاً عندما تترافق مع الخروقات المتواصلة لقرار النأي بالنفس”.

وفي سؤال عن ما قيل أن الرئيس حسان دياب سيزور الدول العربية المؤثرة بلبنان، ثم سمعنا تسريبات سلبية تنفي هذه الزيارة، في حين يجري الحديث عن زيارة ستقوم بها أنت إلى السعودية والإمارات. وبالأمس كانت أول زيارة دولية للبنان من رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني. فهل ستكون الدول العربية على خصومة مع الحكومة الجديدة”؟ أجاب: “أترك لكم الاستنتاج إن كان ذلك يفيد لبنان أم لا”.

ولفت الحريري الى أننا كتاير مستقبل “لا نتنصل من المسؤوليات، وربما كنا أول فريق سياسي خرج وقال نحن كنا موجودين في هذه الحكومات ونتحمل المسؤولية. لكن المشكلة الحاصلة في البلد وما تشهده المصارف والهجوم الحاصل على حاكم مصرف لبنان، كل ذلك يدل على وجع الناس. ولكن بالمقابل، هناك أفرقاء سياسيون يحاولون استخدام هذا الهجوم للتعمية على ما أوصلنا فعلا إلى هنا. فإذا كانت فاتورة الكهرباء تشكل نصف خدمة الدين العام، فهذا يعني أن المشكلة هي هنا وليس في مكان آخر. فلماذا اضطررنا على أن نستدين 45 أو 50 مليار دولار من أجل الكهرباء؟ وهنا تكمن المسؤولية”.

ومدافعاً عن القطاع المصرفي قال: “دائما يقال أن اقتصادنا ريعي، صحيح؟ لكن المصارف تديّن القطاع الخاص في البلد بقيمة 55 مليار دولار، فكيف يقال أنه ريعي؟ أليست الشركات والمؤسسات هي التي استدانت هذه المبالغ؟ وغير ذلك الكثير.حين لم يكن للدولة رئيس، من قدم الأموال للإسكان؟ أليس البنك المركزي؟ حصل مشكل صغير في الإسكان بأن البعض استفاد والأسماء معروفة، لكن من هم معظم المستفيدين؟ أليس المواطن اللبناني؟ أنا لا أدافع عن المصارف، لكن بالمقابل يجب أن نعرف حقيقة الأمور لكي نشخص المشكلة ونحلها”.

أضاف: “بعض الأفرقاء السياسيين يعتقدون أنه إذا حملنا المسؤولية للمصارف والبنك المركزي تنتهي القصة. كلا. هم يتحملون جزءا من المسؤولية، وأنا أقر بذلك، لكن المشكلة الأساسية أين؟ هي أننا وعلى مدى ثلاثين سنة الماضية، وخاصة في السنوات الـ15 الأخيرة، نصف الدين العام أتى من قطاع الكهرباء”.

وفي دردشة مع الصحافين، أجاب على سؤال عما إن كان يعتبر الهجمة على حاكم مصرف لبنان والقطاع المصرفي سياسية: “أنا أرى أن وجع الناس من المصارف يجعلك لا تستطيع إلا أن تقف مع الناس. لكن بالمقابل، علينا أن نشرح للناس لماذا وصلنا إلى هنا.هل تذكرون قبل عام أو عامين أو ثلاثة حين كنت أقول دائما أننا إن لم نجر إصلاحات فإن سلسلة الرتب والرواتب ستطير؟ ماذا حصل”.

أضاف: “إذا أردنا أن نحل المشكلة الاقتصادية في البلد، فإن أول ما يجب أن نقوم به هو أن نكون واضحين في توصيف المشكلة وإيجاد الحلول. أما إذا كان هناك فريق يريد أن يحمل المسؤولية كلها لفريق واحد، فهذا ليس صحيحا”، وعمّا إن كان يقضد التيار الوطني الحر فأجاب: “نعم”.

السابق
في عكار: قطع علي الطريق للحصول على تدفئة لإبنته المريضة.. فاعتقله الجيش!
التالي
هل أوقف بنك عودة السحب بالدولار نهائياً؟