أوقفوا فنانين بحجّة الذوق العام.. القصة كاملة من صباح عبيد إلى هاني شاكر!

هاني شاكر صباح عبيد
يتصدر خبر منع الفنان هاني شاكر مطربي المهرجانات من الغناء حديث مواقع التواصل في حالة سخط تذكر بمنع الفنان السوري صباح عبيد فنانين من الغناء في سوريا!

يشكل عمل نقابات الفنانين في العالم العربي محوراً بارزاً يستطيع وللمفارقة أن يشغل الدوائر الحكومية وصنّاع القرار في آن، ومواقع الأخبار والجمهور في ذات الوقت.

عام 2008 كانت سوريا على موعد مع قرار نقابي أثار الكثير من الجدل كان مصدره رئيس نقابة الفنانين حينها الفنان الراحل صباح عبيد ينص على منع بعض الفنانات العربيات من الغناء في سوريا وأبرزهن أليسا، وهيفاء وهبي، وروبي، وغيرهن. وبررّ قراره بضرورة الحفاظ على مشاعر الشعب السوري الذي لا يحتمل التعرية، وقال يومها: إن القرار قراره وإنه يتحمل مسؤولية تبعاته بالكامل.

بعد أسابيع قليلة عمت الشائعات شوارع سوريا بأن نقيب الفنانين أصدر قراراً بمنع الفنانة أصالة نصري من الغناء في سوريا، الأمر الذي نفاه عبيد بشدة، وما ان هدأت موجة الهجوم على صباح عبيد في وسائل إعلام عربية متعددة بشأن منع بعض الفنانات من الغناء في سوريا، حتى خرج النقيب المثير للجدل بقرار يقضي بفصل بعض الفنانات في سوريا من النقابة مبرراً ذلك بتخلفهن عن دفع ما عليهن من ضرائب للنقابة.

تمادى عبيد حينها وضرب بعرض الحائط كل التصريحات التي دعته للتراجع وقال أمام بعض الصحافيين والفنانين: (إن الصحافة وحذائي سواء!). علماً أنه نفى لاحقاً لصحيفة الثورة السورية أن يكون قد نطق بكلام من هذا القبيل، وحيث ادعى الراحل أنه يفعل كل ما يفعل من أجل صالح الوطن، استقال بعدها في ظروف غامضة وقال أنه منع من التصريح للصحافة.

إقرأ أيضاً: إيقاف مطربي المهرجانات في مصر يثير الجدل عربياً

هاني شاكر هذه المرة!

اليوم تعود النقابات الفنية للواجهة من مصر، حيث يتحدى رئيس نقابة المهن الموسيقية المطرب هاني شاكر الجمهور المصري وعدد من الفنانين عبر إصراره على منع مغنيّ المهرجانات من أداء حفلات أو أخذ تصريحات لممارسة المهنة من النقابة، وذلك على إثر موجة الغضب العارمة التي أحدثتها أغنية “بنت الجيران” وجملة مسيئة وردت فيها تقول “اشرب خمور وحشيش”.

ورغم أن المغنيين حسن شاكوش وعمر كمال تعهدا باستبدال الجملة في سجل المصنفات الموسيقية، لكن ظهور شاكوش وكمال في حفل استاد القاهرة بمناسبة عيد الحب وغناء الأغنية بشكلها القديم، أثار غضب النقيب الذي سارع لإصدار قائمة كاملة يمنع فيها مطربي المهرجانات من الغناء.

ومع توارد أنباء عن منع الفنان محمد رمضان من الغناء أيضاً، إلا أنّ اسمه لم يرد في اللائحة ما دفع بعض النقاد للاستياء من طريقة تعامل النقيب، حيث جاء المنع عشوائياً فلم ينصف هذا اللون الفني الجديد الذي طغى على ما عرف في مصر بالأغنية الشعبية لعقود.

الملحن مصطفى كامل بلقاء تلفزيوني انتقد قرار النقيب بأنه ركزّ على جملة معينة، في حين أن المسلسلات التي تدخل كل بيت تحمل جمل أكثر سوءاً من ذلك، وأن الأغنيات الشعبية لطالما حملت إيحاءات جنسية وعبارات مستفزة ولم تتعرض للمنع، كما أشاد كامل بصوت شاكوش معتبراً إمكانياته أكثر بكثير من فنانين مصريين مسجلين في النقابة كأعضاء عاملين وليس منتسبين فحسب.

القرار لم يكن ليثير كل ذلك الجدل لو لم تشغل الأغنية الشارع العربي وتتحول إلى ظاهرة وتذكّر بحالة الهجوم على محمد رمضان في أول مسلسلاته “ابن حلال” حين ظهر بشخصية البلطجي التي دفعت الكثير من الأطفال لتقليده وأودت بحياة البعض منهم نظراً لاستخدام آلات حادة كان يحملها رمضان في المسلسل.

ولا يمكن فصل ما حدث عن قرار الهيمنة الإعلامية من الرقابة المصرية على المحتوى المقدم تلفزيونياً، بحيث تراجع سقف الحريات بشكل كبير وأطرت الرقابة شركات الإنتاج الدرامي والسينمائي بعدة مواضيع يمكن الحديث عنها، كما أصدرت لوائح سوداء لمن اعتبرتهم يمسون بالسيادة الوطنية وبقيم المجتمع.

فهل تحرك شاكر من مفرده هذه المرة؟ وهل يسير في تعنته على خطى صباح عبيد الذي خسر شعبيته في سوريا بسبب قرارته ولم يسلم الدفة لمن هو أفضل منه، فخلفه زهير رمضان الذي مارس أسوء أشكال التشبيح على كافة قطاعات الفن السوري خلال السنوات الماضية.

السابق
هذا جديد قضية المليارات المنهوبة!
التالي
بالفيديو: أهالي صور يتصدون لازالة الخيم الشعبية على شاطئها.. فتش على فساد «الثنائية الشيعية»!