ماذا بعد تحرير صيدا من الإحتلال؟

ثوار صيدا
في الذكرى الـ35 لتحرير صيدا من الاحتلال الاسرائيلي، تعيش هذه المدينة ما يعيشه كل لبنان من سطوة سلطة طائفية وفاسدة وفاشلة وهي بخطر ككل الوطن.

مساء الخميس الفائت 13 شباط تجمع المئات من المواطنين عند ساحة ايليا في صيدا استنكارا لاعتقال عدد من الناشطين بشبهة إثارة الشغب في بيروت زمن انعقاد جلسة الثقة النيابية .وحين وصل الناشطون بعد الإفراج عنهم حملهم المواطنون على الأكتاف وهم يهتفون ضد السلطة ويدعون إلى الثورة .
عادت بنا الذاكرة 35 عاما عندما استقبل مواطنو صيدا عددا من الاسرى بعد أن أفرج العدو الإسرائيلي عنهم صيف 1985 ومنهم الدكتور عصمت القواص ومحمد سرور ابن عم الشهيد فضل سرور .وكان المواطنون يهتفون ضد الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه.

تحرير صيدا

في مثل هذا اليوم تحررت المدينة وأجزاء واسعة من الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي منذ 35 عاما بعد احتلال استمر نحو ثلاثة أعوام .وذلك يوم 16 شباط 1985.
يومها خرج الألاف من المقيمين في المدينة في مسيرات تهتف للوطن بعد أن اضطر العدو للإنسحاب من المنطقة بعد فشله في تحقيق أي انتصار سياسي .

أسباب الانتصار

موقف مدينة صيدا السياسي كان موحدا ضد الاحتلال ولم تنجح محاولات العدو ببناء أي إطار موال له في المدينة .هذا الموقف كان العامل الاساسي للانتصار على العدو.
السبب الآخر كان عمليات جبهة المقاومة الوطنية التي كانت موجعة للعدو المحتل .وتجربة صيدا بتنوعها السياسي كانت نموذجية إذ ضمت كل التيارات السياسية من شيوعية وناصرية وقومية لبنانية وفلسطينية. والبوصلة كانت واحدة ضد العدو الاسرائيلي.
في تشرين الثاني 1984 كان واضحا أن العدو لم يعد يستطيع البقاء في المنطقة وكلفة وجوده أعلى بكثير مما كان يمني نفسه بجنيه من احتلاله .
في أيام الاحتلال كانت الجمعيات التي تقدم مساعدات للعائلات المحتاجة لا يتعدى عدد العائلات 500 عائلة .

الوضع الراهن بعد التحرير

اليوم وبعد 35 عاما من التحرير وبعد أن كانت صيدا مدينة الوطن والتي سقط في سبيل تحريرها شهداء من مناطق مختلفة من الوطن مثل الشهيد فضل سرور من عيتا الشعب والشهيد إبراهيم قوصان من عيترون صار هناك من يقول أن صيدا لأهلها وأنها محاصرة !!!! وصارت لوائح العائلات المحتاجة تضم آلاف العائلات.
وبعد التحرير وبدلا من توسيع التعليم الرسمي العام فقد اقفلت مدرستان وافتتح ثلاث مدارس أي أن مدرسة واحدة بنيت خلال 35 عاما .
أما الخدمات الصحية العامة فإن مستشفى صيدا الحكومي يعاني من مشكلات عديدة والفساد ينخر بنيته بسبب المحاصصة في مجلس إدارته وتراجع خدماته.والمستشفى التركي مقفل منذ عشر سنوات بسبب غياب سياسة صحية وطنية لدى وزارة الصحة.

السلطة التي تربعت على أجساد المواطنين تقود البلد إلى الفوضى والتحلل والوطن صار في خطر

أما الخدمات الأخرى فإن تجربة السوق التجاري وتأهيله خير نموذج .للفساد المستشري .
أما الوضع البيئي ففي أسوء وضع فقد تحولت صيدا من مدينة المقاومة إلى مدينة النفايات في لبنان .
أما الموقف الموحد ضد الاحتلال فقد تحول إلى مواقف مختلفة لها علاقة بالمحاصصة الطائفية في لبنان .
عند اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 رفع شعار الوطن: باق والاحتلال إلى زوال .وناضل اللبنانيون من أجل دحر الاحتلال .

ونجحوا في هذه المهمة. ولكن السلطة التي تربعت على أجساد المواطنين تقود البلد إلى الفوضى والتحلل. وبالتالي الوطن صار في خطر .وربما نخسر الكيان ويبقى النظام الطائفي هو الرابح على حساب الوطن ..وربما يبقى الوطن مشروعا معلقا .

السابق
مليونية عراقية لرفض حكومة علاوي.. الثوار لن يخذلوا الشهداء!
التالي
وضع لبنان صعب جداً.. هل يُوضع تحت وصاية البنك الدولي؟