الحريري «يكسر الجرة» مع «التيار»..«رد فوقي» من باسيل عليه!

الحريري باسيل

 لم تمر ذكرى إحياء إستشهاد الرئيس رفيق الحريري عادية هذا العام، بل كانت إستثنائية في ظل إستمرار الحراك الشعبي ومع خروج الرئيس سعد الحريري من السلطة وإنهيار التسوية الرئاسية مع الرئيس ميشال عون والوزير السابق جبران باسيل.

وفي هذا الإطار قالت “النهار”: ربما كانت الافتعالات المتعمدة لاثارة مواجهات هامشية في محيط ضريح الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء واتهام انصار الحريرية والرئيس سعد الحريري بالمسؤولية عن المواجهات مع الانتفاضة الدليل المكشوف على نية تعكير يوم الذكرى الـ15 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ومن خلاله التشويش على خطاب الرئيس سعد الحريري في الذكرى.

الدفاع عن إنجازات الحريرية

ويمكن القول استنادا الى وقائع احياء الذكرى الخامسة العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في بيت الوسط وخطاب المناسبة والأصداء التي اثارها خصوصا لدى “التيار الوطني الحر ” ان الرئيس سعد الحريري حقق مجموعة اهداف فورية شكلا ومضمونًا من خلال تحويله الذكرى الـ15 الى محطة متقدمة في الدفاع عن انجازات الحريرية ومقارنتها بالأرقام والوقائع مع ممارسات سياسات التعطيل التي لاحقت الاب ومن ثم الابن على امتداد العهود وصولا الى تحميل الحريرية تبعة الازمة الهائلة الحالية في المديونية والسيولة.

وجاء الرد متعدد الأساليب بدءا بعرض شريط مفصل بالوقائع منذ بداية الطائف ووصول الرئيس رفيق الحريري الى السلطة وبدء سياسات استهدافه امتدادا الى الاستهدافات التي طاولت حكومات الرئيس سعد الحريري اذ تركزت وقائع هذا الشريط على ازمة الكهرباء التي تولاها وزراء عهدي لحود وعون ورتبوا على الخزينة نحو 47 مليار دولار اي ما يناهز نصف الدين العام.

شهادة شاملة

شريط مهد لخطاب الرئيس سعد الحريري الذي جاء بمثابة شهادة شاملة حيال تجربة التسوية الرئاسية في السنوات الثلاث الاولى منها بعدما صارت التسوية “من الماضي وبذمة التاريخ” في اعلان واضح مباشر على نهايتها وسقوطها وانهيار علاقة الحريري بالعهد على يد رئيس الظل جبران باسيل الذي لم يسمه الحريري.

إقرأ أيضاً: سيناتور أميركي يربط حل «أزمة لبنان» بإيران: «سرطان الشرق الأوسط»!

ولعل ابلغ الدلالات النارية التي اكتسبها الخطاب في بعض اجزائه وردت في تناول الحريري ما وصفه “بعقلية حروب الالغاء” في إشارة لاذعة الى سياسات العهد والوزير السابق جبران باسيل قائلا “ساعة تريد الغاء الاشتراكي وساعة تريد الغاء وليد بك وساعة تريد الغاء القوات اللبنانية قوات ما بعد اتفاق معراب والان تريد الغاء الحريرية وتيار المستقبل”. وكشف انه “كان مطلوبا منه دوما ان يؤمن علاقته برئيس الظل ليحمي الاستقرار مع الرئيس الأصلي” ليزيد في خلاصة لاذعة ايضا “طيب تفضل صارت لديك حكومة العهد الان طيرت نصف العهد بالتعطيل وحروب الالغاء وخربت العهد وسجلت انهيار البلد على اسمك واسم العهد برافو”.

هذه المواقف لم تحجب دلالات اخرى بارزة منها تاكيد الحريري تحالفه الدائم مع الحزب الاشتراكي كما إشارة الترحيب الشخصي بالوزيرة السابقة مي شدياق ممثلة القوات اللبنانية فضلا عن دلالات الحضور الديبلوماسي خصوصا لسفراء المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا.

إعادة تنظيم “المستقبل”

واذ اعلن بوضوح انه باق في لبنان وسينكب على اعادة تنظيم هيكليات تيار المستقبل وتأييده لإجراء انتخابات نيابية مبكرة فان الرسائل الاقوى في هذا الاتجاه برزت من خلال الحشد في بيت الوسط وساحاته ومحيطه بما يبرز ان زعامة الحريري لا تزال نابضة جدا.

وبدا من خلال رد النائب جبران باسيل على الحريري انه لا يعتزم خوض معركة كلامية وسياسية كبيرة معه اذ اقتصر رده على تغريدة غلبت عليها نبرة شخصية فوقية كقوله “شو ما قلت ما راح تقدر تطالني وما راح اقبل كون متلك”.

اما المشهد في وسط بيروت فأبرز بشكل نافر محاولات اثارة المواجهات بين انصار المستقبل ومجموعات من طرابلس تحديدا على خلفية اضعاف الحريري في شارعه وهو الامر الذي تسبب باستفزازات متبادلة واشتباكات كادت تتطور الى الأسوأ لولا التدخل القوي والكثيف للقوى الأمنية التي فصلت بين الفريقين.

السابق
الرياح مستمرة..عودة الأمطار اليوم وغداً!
التالي
معركة سياسية ترتسم معالمها.. الحريري يقود مرحلة الخصومة مع العهد!