علي الأمين يفنّد الوضع السياسي بعد مقتل سليماني: لا يمكن لـ«حزب الله» سد الفراغ!

أثار الفيديو المنتشر أمس للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بلبلة على مواقع التواصل الإجتماعي إذ أظهر ضعفاً لدى قيادي يدّعي محاربة إسرائيل وهزيمة أقوى القوى العسكرية في العالم، ولكنه في الوقت عينه كان يتمنى الموت عوضاً عن قائد في فيلق إيراني قضت عليه أميركا في دقائق معدودة، مما فتح باب التساؤلات حول الوضع السياسي الذي سيفرض نفسه في المنطقة بعد مقتل قاسم سليماني.

في هذا الإطار، قال رئيس تحرير موقع “جنوبية” علي الأمين: “ليس خافياً أن اغتيال سليماني كان ضربة قوية لأذرع إيران على مستوى المنطقة وتحديداً في العراق وذلك كما هو معروف أن سليماني أولاً هو صاحب خبرة واسعة وطويلة في المنطقة وساهم في إنشاء هذه الميليشيات وعززها وضرّبها، الأمر الثاني هو صاحب صلاحيات واسعة معطاة من ولي الفقيه يعني أنه يستطيع أن يأخذ القرار المالي والعسكري والسياسي ويتعامل بشكل منفرد وتلقائي نتيجة الثقة من الخامنئي له. الأمر الثالث هو يتمتع بعلاقات وثيقة بناها خلال العقود الماضي مع قيادات عراقية ميليشياوية وما إلى ذلك”.

إقرأ أيضاً: علي الأمين في تصريح ناري: إسرائيل مستفيدة من سلاح «حزب الله».. والثورة في «إستراحة مُحارب»!

أضاف الأمين خلال مداخلة تلفزيونية أن “اغتيال سليماني بهذا المعنى أفقد إيران قدرة السيطرة بنفس الإمكانية القائمة والتي كانت عليه في زمن سليماني، وبالتالي التحدّي مطروح اليوم على إيران، لكن السؤال التي يطرح اليوم بما يتصل بحزب الله، هل حزب الله يمكن أن يقوم بهذا الدور؟ بالتأكيد لحزب الله سيكون هذا الدور، لكن أعتقد أن ملء الفراغ من الصعب إن لم يكن مستحيلاً، فضلاً عن جانب آخر يجب أن ننتبه إليه أن إيران تعتمد دائماً في نفوذها وسيطرتها على شخصيات إيرانية بالتحديد، يعني أن الشخص الإيراني هو المسؤول الأول، حتى سليماني في لبنان وفي مناطق مختلفة كان هو المسؤول الأول، وبالتالي هناك إشكالية بما يتصل بتحميل أو بإعطاء صلاحيات لشخصية أخرى”.

وقال: “أعود وأؤكد نقطة أساسية أن إيران تعتمد أولاً على الشخصية الإيرانية، المعلومات تقول أن هناك لجنة ستتابع موضوع العراق، ليس هناك شخصية قادرة على أن تدير الملف، ولا ممثل حزب الله في العراق الشيخ محمد كوثراني الذي أشار إليه التقرير، يمكن أن يستطيع أن يلعب مثل هذا الدور”.

إقرأ أيضاً: نصر الله يكشف دور سليماني في لبنان والعراق.. وهكذا تلقى نبأ الاغتيال!

أضاف: “الاتجاه بتقديري هو لتشكيل لجنة، يجب أن نلاحظ هناك صلاحية ما برزت أخيراً لمقتدى الصدر يعني برز سياسياً وبرز دوره وواضح أن هناك إشارات إيرانية تعطي الصدر وحتى خامنئي تحدث عن الصدر بالإسم قبل أسابيع وهذه كانت إشارة لنوع من الثقة الإيرانية بالصدر وهذا يعكس بالضرورة أن إيران في المرحلة المقبلة تتجه إلى أن يكون هناك نوع من لجنة استشارية، هذه اللجنة الاستشارية بالتأكيد حزب الله موجود داخلها ولكن ليس هو حلقتها الأساسية إنما هو من بين مجموعة شخصيات يمكن أن تلعب هذا الدور، بالتأكيد القيادة الجديدة لفيلق القدس هي التي ستدير الملف، هناك لجنة ستشكل أو يجري تشكيلها في العراق من الصعب أن يكون حزب الله هو من يديرها”.

وقال: “حتى في الداخل العراقي تبقى الشخصية الإيرانية لها نفوذ أكثر ودور أكبر وقابلية وتقبُّل – بالرغم أن إيران غير مرغوب بها في العراق – لكن أكثر من أن يكون هناك شخصية لبنانية تتولى هذه المسؤولية، يعني الحساسية اللبنانية العراقية تبرز من هذه الناحية، فلذلك هذا عامل يضيف أكثر أنه يجب أن يكون هناك شخصية إيرانية”.

ولفت الأمين الى أن “السياق العام هو الذهاب نحو لجنة استشارية تلعب هذا الدور، لكن بالتأكيد هذه اللجنة الاستشارية تعكس بالضرورة الخلل والفراغ الذي أحدثه سليماني، والدور الذي توسّع وامتد لدرجة أن مع غياب سليماني اليوم تفتقد إيران القدرة على إعادة الوضع كما كان عليه الحال في مرحلة سابقة، وهذا يعكس بالتأكيد حالة التراجع والتداعيات الذي يصعب برأيي تعويضها أيضاً نتيجة الخلافات القائمة بين الأطراف العراقية، نحن نعلم أن ميليشيات العراقية ولا مرّة، هي متفقة على قيادة إيران إذا صح التعبير بمعنى أن يكون سليماني قائدها أو الحرس الثوري، ولكن فيما بينها مختلفة وهناك حساسيات كبيرة ويعرفها العراقيين”.

وعن الحديث اليوم عن ضرورة توحيد صفّ هذه الميليشيات في كل التجاذبات السياسية الذي تحدث هناك والتنافسات أيضاً والحسابات الداخلية هل هو ممكن، قال الأمين: “أنا أعتقد من الصعب والسبب الأساسي هو أولاً أن التمويل الذي يتم لهذه الميليشيات يتم عراقياً ولا يتم إيرانياً، إيران تستفيد، يعني مشروع إيران في العراق يجري تمويله من الموازنة العراقية يعني الحشد الشعبي ومليشياته تتلقى التمويل من العراق، بطبيعة الحال هذا سيؤثر على طبيعة الولاءات، لا أريد أن أقول أن هذه ستتخلى عن إيران لكن ستحاول هذه المجموعات أن تحافظ على خصوصيتها وهذا بالضرورة سيصعّب أكثر وأكثر عملية توحيد هذه القوى لأنه أولاً نحن دخلنا في مرحلة جديدة على مستوى العراق وهناك تحديات مختلفة عن السابق، غياب سليماني بطبيعة الحال أثّر تأثيراً كبيراً حتى في زمن سليماني كان هناك مشكلات”.

أضاف: “مع غياب سليماني أصبحت الأمور أصعب وحتى حزب الله يصعب عليه أن يقوم بهذا الدور وأن يقوم بلمّ هذه الميليشيات في الوقت التي تبدو فيه إيران عاجزة أن تجمّعها مجدداً”.

السابق
زبيب يفضح«الأوليغارشية» الحاكمة.. 1% من المودعين هرّبت 15 مليار دولار من المصارف!
التالي
ما فرّقته السياسة جمعته المطالب المعيشية.. لقاء بين «الكتائب» و«الشيوعي»!