الحوارات الفنية على مقصلة «التريند»

حوار تريند

يبدو أن البرامج الفنية تحولت في نمطها المعاصر إلى سلعة تلفزيونية باتت محكومة بترند المشاهدة، فليس مفاجآة أن يطّل عبر قناة تلفزيونية في حوار فني ناشط على تطبيق الانستغرام، أو أن يقدّم برنامج كامل عن جميلات التطبيق أو حتى أن تستثمر القناة التلفزيونية نفسها بأحد مشاهير مواقع التواصل لتكسبه عنوةً صفة “الإعلامي”.

ولكن ماذا عن المحتوى؟ قناة الـMBC الرائدة عربياً في إنتاجاتها الضخمة قدمت عبر مسيرة تجاوزت الربع قرن عدداً من البرامج الحوارية المميزة، أطلّ عبر شاشتها فنانون بقالب التقديم ولم يقللوا من شأنهم فكانت المساحة مفتوحة لنشوى الرويني وأمل عرفة ودريد لحام وأيمن الزيود وفرح بسيسو، وفتحت الباب فيما بعد لتصدير نمط جديد من الحوار الفني امتاز بالمزج بين الجرأة والتسويق فكانت برامج نيشان ووفاء الكيلاني.

إقرأ أيضاً: جيسكيا عازار عادت وأثارت الجدل من الحلقة الأولى!

مؤخراً دخلت الشبكة في لهاث مواقع التواصل وحولّت إنتاجاتها وصيغها البرامجية نحو المحتوى المناسب لهذه المواقع، تغير الضيوف وتبدل أشكال المذيعين وحتى أن المحتوى فقد بريقه فلم يبنى بطريقة مدروسة سواء على صعيد الديكور أو تصميم الفقرات أو الموسيقى.

وهكذا أطل برنامج “غداً أجمل” أول برنامج حواري مستقل للمذيعة مهيرة عبد العزيز، ليقدم في حلقاته الثلاث الأولى حوارات لم ترتقِ إلى مستوى المشاهد، بل أوقعت المتابع للبرنامج في حيرة حول جدوى تقديم برنامج لم يخرج من نطاق السوشل ميديا، بل اعتمد في فقراته إن صحت تسميتها بالفقرات على مفردات التطبيقات كـ”التحديات” التي تطلق عبر الانستغرام عالمياً وتنتقل إلى مشاهير الوطن العربي، أو عبر التقاط صورة مباشرة للفنان وتخييره للإجابة على أسئلة سريعة يرد ذكرها في “ستوريات” الانستغرام.

وبحثاً عن التريند، تحاول القناة الاصطياد بجمل قالها الضيف أو حركة أداها والترويج عبر مواقع التواصل أنها ذروة ما قدّم في الحوار. وهكذا حين يختل الحوار الإعلامي ويفقد أهم أركانه، يصبح الترفيه عبء على المشاهد يقلل من مستوى الحلقة ويظلم الضيف كما مقدم البرنامج ذاته.

السابق
تركيا تتوغل بريف حلب.. وأردوغان يصعّد: سنقصف النظام في كل مكان!
التالي
الجرائم تتوالى.. جندي في الجيش يطعن زوجته!