«نشرة» المطالب الشعبية المزمنة!

احتجاجات لبنان ينتفض

جالساً أمام التلفاز، مادّاً رجليه على طاولة منخفضة، يحمل في يده اليمنى كوباُ من الشاي، يتابع نشرات الأخبار منذ خمسين سنة، لم يتغير الكلام. مصرّ انه يشاهد الحلقة الأولى من الأنباء، يسأل بعناد متى يكون عرض الحلقة الثانية من الأحداث، بهمه ان يعرف ما هو ومتى يكون الردّ على السؤال وعلى الاتهام الذي يطرحه قادة الدولة على الشعب.

هذا العمر لا يكفي ليعرف المرء ماذا يريد، يبقى بحاجة ماسة لملحق زمني آخر شرط ان يحتفظ بإرث تجربة ونضج العمر الذي فات.مسلسل الاحداث بحاجة لتقمص المواطن لمرات متتالية ليتمكن من مشاهدة الحلقةالأخيرة. 

التقمص محاولة لطيفة لمنع التمدّد في القبور لكل المصابين بهلع وقلق الموت ورهاب الاماكن المغلقة وتجربة ممتعة وفريدة للروح لترتدي أجساداً متنوعة بلغات مختلفة.

إقرأ أيضاً: لا عودة الى أدوات المعالجة نفسها.. فياض: البلد في خطر!

ما زال صاحبنا يتابع نشرات الأخبار معتقداً، انه ما زال في الحلقة الاولى، وما زال ينتظر بث الحلقة الثانية ليعرف الردّ على سؤال واتهام يطرحه قادة الدولة دائماً كأحجية  على الشعب والشعب ذكيّ ومهذب لا يردّ.نطالب الدولة وعلى الدولة ان…؟!

فقط للتذكير ،ايها القادة،انتم الدولة ، نحن الشعب،”مولخا”.

السابق
لا عودة الى أدوات المعالجة نفسها.. فياض: البلد في خطر!
التالي
بالفيديو: بين جلستي 1970 و2020.. سُلطة اليوم الفاسدة تخشى شعبها!