المستقبل المجهول.. النظام يطوّق معرّة النعمان!

ادلب
لأول مرة منذ خروج إدلب من قبضته، يتمكن نظام الأسد من الوصول إلى الطريق الدولية دمشق-حلب، فهل مُنح ضوءاً دولياً لإبادة آخر معاقل المعارضة!

حسم النظام قرار المضي في معركة إدلب حتى النهاية، متحدياً الاتفاق الروسي-التركي علناً وبمباركة تركية ضمنية إثر الاجتماع الاستخباراتي السوري التركي الأول من نوعه منذ انطلاق الثورة في آذار 2011.

حيث تمكنّ النظام السوري من الوصول إلى الطريق الدولية بين دمشق وحلب وتواصلت الاشتباكات على أطراف بلدة كفروما الواقعة غربي مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، بعد التفاف من قبل قوات الأسد وروسيا على البلدة، في حين ما زال الثوار داخلها ورفضوا الانسحاب منها.

وقالت مصادر عسكرية لشبكة شام الإخبارية إن اشتباكات لاتزال مستمرة على جبهات البلدة، حيث تمكنت مجموعات من ثوارها من ايقاع عدة مجموعات للنظام بكمائن عدة، خلفت العديد من القتلى والجرحى في صفوفهم، لم يتمكنوا من سحب الجثث حتى الساعة.

وكان ثوار بلدة كفروما نشروا فيديو قبل يومين أكدوا فيه رفضهم الخروج من البلدة، وإصرارهم على المقاومة حتى اللحظة الأخيرة، في وقت تشهد المنطقة المحيطة بمدينة معرة النعمان تقدم سريع للنظام على عدة محاور لتطويق المدينة من كل الاتجاهات.

موقف هيئة التحرير

هيئة تحرير الشام الفصيل المسلح الذي جرد معظم مناطق ريف إدلب وحلب من ثوارها وفصائلها وسلاحها، يقع اليوم أمام اختبار أخير للدفاع عن تلك المناطق، وإنقاذ ما دمره بغيه هناك قبل وصول النظام وروسيا.

في حين وجهت المعارضة أصابع الاتهام للجولاني في سقوط المناطق التي كانت بحوزتها في ريف حلب وإدلب بيد النظام.

وهذا ما ينذر بكارثة كبيرة تستهدف إدلب وشمال سوريا بشكل عام، مع إصرار “الجولاني” على عدم زج قوته العسكرية الكاملة في المعركة، وإرسال مجموعات وقوات عسكرية قليلة مقارنة بالإمكانيات التي تملكها الهيئة.

إقرأ أيضاً: قوات الأسد وروسيا تحرقان إدلب.. والقذائف تُرعب أهالي حلب!

فهل يتحمل الجولاني وحده وزر خسارة مناطق ريف حماة الشمالي وإدلب الشرقي وحلب الغربي، والتي شهدت حملات  منظمة من أرتاله العسكرية وقاتل فيها الفصائل بالدبابات، وجردهم سلاحهم طردهم من تلك المناطق التي غاب أهلها عن الدفاع عنها، ما سهل الطريق أمام النظام وروسيا لاسترجاعها.

وفي خطابه الأخير، قال “أبو محمد الجولاني” القائد العام لهيئة تحرير الشام: إن سوريا قد تجاوزت مرحلة إسقاط النظام، وإنها باتت في “حرب تحرير واستقلال” من احتلال روسي إيراني غاشم، يستهدف “الدين والأرض والثروات”.

ويتذرع “الجولاني” وفق المصادر بأنه ليس طرفاً في أي اتفاق حول إدلب، وأنه لن يخوض معارك استنزاف تضعف الهيئة، وتسمح لباقي فصائل الجيش الوطني بالتغلب عليها في مرحلة لاحقة وإنما سيحافظ على قوة الهيئة وسلاحها شمال إدلب.

الاتصال الحاسم!

في حين شكلت العملية العسكرية على إدلب وحساسية المنطقة جيوسياسياً بالنسبة لتركيا عامل قلق دفع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإجراء اتصال مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة مستجدات الأوضاع في منطقة إدلب السورية وليبيا.

واتفق الجانبان على أن ضرورة وقف العنف الذي تشهده محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وأوضح البيان أن أردوغان وترامب بحثا آخر التطورات الحاصلة إدلب السورية وليبيا، إلى جانب العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين.

كما أن أردوغان شددا على ضرورة إنهاء الهجوم المستمر على منطقة إدلب. فهل تتقاطع المصالح الدولية في وقف العملية العسكرية وتهجير سكان إدلب والنازحين إلها من نزوح ثاني لا يقل قسوة عن الأول.

السابق
ملحم خلف «يُدفىء» قصر عدل زحلة
التالي
«إعلاميون من أجل الحرية» يستنكر التعرض لفريق عمل الـ«otv»