محاكمة باسيل في دافوس

باسيل دافوس

هل هي “شجاعة” أم هو “تهوّر” ،قاد وزير الخارجية الاسبق، رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل الى المشاركة في ندوة حوار حول “عودة الاضطرابات إلى العالم العربي”، التي إنعقدت قبل أيام على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. فهو وقع بين كفيّ كماشة هما: سيغريد كاغ، وزيرة التجارة الهولندية ،المنسّقة الخاصّة السابقة للأمم المتحدة في لبنان ،ومذيعة شبكة “سي إن بي سي” القديرة هادلي غامبل التي أدارت الندوة.

منذ اللحظات الاولى للندوة، كان واضحا ان المناسبة ستتحول الى محاكمة للرجل الثاني في عهد الرئيس ميشال عون .فسألت غامبل باسيل : “كيف وصلت إلى دافوس؟”، فأجاب: جئت على نفقتي الخاصة…” . لكن غامبل سألته مجددا: “رواتب الوزراء اللبنانيين تقارب 5 آلاف دولار، كيف أمكنك استئجار طائرة خاصة؟”فأجاب باسيل: “مُنحت لي”.وهنا تدخّلت كاغ، قائلة:” عندما نكون في الحكومة يُمنع علينا أن يكون لدينا مثل هؤلاء الأصدقاء”.

اقرأ أيضاً: باسيل.. أوضح اعترافات في أكفأ محاكمة وأسرع إدانة!

ما يهم لبنان من هذه الندوة، انها توغلت في ملف الكهرباء الذي صار في حكومة الرئيس حسان دياب الجديدة بعهدة وزير الطاقة ريمون غجر التابع لباسيل. ومما قالته الوزيرة الهولندية في هذا الاطار:”لبنان يعاني من الفساد على المستوى العالي وفي جميع المجالات. إذا كنت تريدين ان تحصلي على الكهرباء في منزلك ،يجب ان تكوني على إتصال باصحاب مولدات وموردين شبه حكوميين. قطاع الكهرباء مفلس منذ اعوام غير ان هناك أشخاصا يجنون منه اموالا بشكل كبير”.

الاعوام التي أمضتها كاغ في لبنان بصفتها المنسقة الخاصة للامم المتحدة أتاحت لها الدخول في عمق الملفات التي تمثل الازمة في هذا البلد، لاسيما ملف الكهرباء.وفي سيرتها الذاتية انها تتقن اللغة العربية، ما يعني انها لم تفتها شاردة أو واردة في هذه الملفات. وقبل ان تغادر لبنان عام 2017 إستدعتها وزارة الخارجية في زمن باسيل ” لتسجيل اعتراض لبنان على معارضتها لموقف رئيس الجمهورية ميشال عون الذي اعتبر فيه أن “سلاح المقاومة (أي حزب الله) ضرورة وطنية طالما بقي التهديد الإسرائيلي قائماً، وطالما بقي الجيش أضعف من أي يصد وحده هذه التحديدات”. بالعودة الى ملف الكهرباء، كتب الدكتور مروان إسكندر في “نهار” أمس: “الوزير الوحيد الذي نأمل ان يكون على مستوى المسؤولية هو وزير الطاقة ريمون غجر، وهو اسهم في تطوير سياسات الطاقة منذ عام 2008. ولا شك في ان الأزمة المالية والاقتصادية في لبنان ناتجة من سياسات الطاقة الفاشلة والمكلفة… وارتهان قطاع الكهرباء لممثلي “التيار الوطني الحر” أمر يناقض مصلحة لبنان.”

على الموقع الالكتروني لتيار باسيل نبذة عنه تقول انه منذ 11 تموز 2008 ولغاية تشكيل حكومة دياب كان وزيرا في الحكومات المتعاقبة وبخاصة وزيرا للطاقة.فهل ينتبه دياب باكرا الى ان المحاكمة التالية ستكون له؟

السابق
ندوة حول واقع العمال جنوباً تُظهر عمق الخلاف بين «أهل البيت»
التالي
حكومة دياب تحت «مرصد الفساد» الأميركي.. واشنطن تُعدّ «قنبلة عقوبات مزلزلة»!