«فايننشال تايمز» تكشف عن المعركة غير المعلنة لخلافة خامنئي!

علي خامنئي

تشهد اروقة الحكم الإيرانية توترتً حول خلافة للمرشد الأعلى للمهورية الإيرانية علي خامنئي، وسط توترات تجوب الشوارع الإيرانية من إحتجاجات مطلبية وأخرى سياسية تنديداً بإسقاط الطائرة الروسية والدود الإيرانية على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: خلاف روحاني- خامنئي يظهر في صلاة الجمعة!

وتنقل الصحيفة عن محلل إصلاحي قوله: “نشهد تعقيدات محلية وأجنبية في شان خلافة خامنئي. إن تمكين الحرس الثوري يهدف الى جعلهم القوة المهيمنة حتى يتمكن الحرس من لعب دور أساس في انتقال السلطة. وفقا لكثير من المتشددين الإيرانيين، تبرز الحاجة الى أن يكون خلف خامنئي زعيما برغماتياً ليتمكن من الوقوف في وجه الولايات المتحدة… يعتمد النظام الديني الإيراني على ولاية الفقيه، أي حكم الفقه في ظل الإسلام الشيعي”.

تضيف: “قد يتم اختيار الزعيم الديني من قبل جمعية خبراء، لكن يُعتقد انه تمّ تعيينه من قبل الله لحكم العالم الإسلامي في غياب أحفاد النبي محمد المعصوم… لكن الإصلاحيين يرفضون هذا التفسير الديني ويعتبرون أن اختيار المرشد الأعلى يحتاج الى شرعية عامة من خلال انتخابات وطنية… يقول أحد المطلعين على النظام: عندما يتوفى خامنئي، سيسيطر الحرس الثوري على البلاد حتى تتمكن جمعية الخبراء من اختيار قائد جديد. في ذلك اليوم سيكون الحرس الثوري القوة العليا للتأثير على الاختيار وكبح أي أزمة محتملة. والأهم من ذلك الحفاظ على السلامة الإقليمية. يبلغ عديد الحرس الثوري نحو 120 ألف عنصر ويُسيطرون على قوة تطوعية تصل الى ملايين العناصر. والحرس الثوري ليس مجرد قوة عسكرية فالسياسيون القريبون من الحرس موجودون في مؤسسات مختلفة مثل مكتب القائد والبرلمان والقضاء”.

وتلفت الصحيفة الى أنه: “يُعتقد أن للقوة مصالح في الاتصالات والتجارة والبتروكيماويات وقطاعات أخرى – وهو الأمر الذي حاول الرئيس حسن روحاني في السابق كبحه عن طريق الاستغناء عن العقود في الشركات المملوكة للدولة. كما وسّعت قوات الحرس الثوري نفوذها الثقافي، من إنتاج الأفلام والأفلام الوثائقية إلى الفن المعاصر، وتدير جهاز مخابرات مخيف مسؤول عن سجن الناشطين المؤيدين للديمقراطية والمواطنين ذوي الجنسية المزدوجة المتهمين بالتجسس”.

ويرى محللون أن للحرس الثوري بعض التأثير على خامنئي إنما يحترمون كلمته الأخيرة، أما المرشد الجديد فقد لا يكون لديه ذات الصلاحيات. ويقول أمير حببيان القريب من المحافظين: الحرس الثوري هم في موقف قوي ولا يستطيع أي زعيم في المستقبل تهديد مصالحهم.”… عندما وقّع روحاني على الاتفاق النووي في العام 2015 تزايدت المخاوف داخل الحرس الثوري من احتمال فقدان النفوذ الإيراني في المنطقة… وتنقل الصحيفة عن سياسي إصلاحي قوله: إن هوية الحرس الثوري وسلطتهم تتعارض مع الولايات المتحدة وهم يعلمون انه إذا تراجعوا سيبحثون عنهم الأميركيون في الباحات الخلفية لمنازلهم… المجتمع الإيراني ليس مطواعا اليوم كما عليه منذ أكثر من ثلاثة عقود وهو ربما أقل استعداداً للقبول بزعيم جديد إذا كان قريبا من القوى المتشددة… لكن الكثير من الإيرانيين فقدوا الثقة في قدرة الإصلاحيين على إجراء أي تغيير… وبالنسبة الى الانتخابات الرئاسية المقبلة في سنة 2021 يرى مراقبون سياسيون أن المرشح الناجح سيحتاج الى أن يكون شابا متشدّدا له دوافع إيديولوجية… لم يُعرف بعد من قد يكون المرشد الأعلى المقبل واقتصرت التكهنات على اسم نجل خامنئي الثاني مُجتبى، على الرغم من انه لا يزال غير مرئي في حياته الدينية والسياسية. يدرس الطالب البالغ من العمر 51 عاما في مركز تعليم الإسلام الشيعي في مدينة قم، خمسة أيام في الأسبوع وهو ما يؤهله لاحقا لمنصب مرشد أعلى. ويقول أحد أقاربه إن مجتبى لديه عقلية شبيهة بعقلية والده في السياسة والعسكر ودرس اقتصاد المعرفة.

يضيف أحد الاقارب، لديه علاقات جيدة مع الحرس الثوري، ليس كسلطة والده، إنما لا يستطيع الحراس أن يُملوا عليه رأيهم. المرشح الآخر هو إبراهيم رئيسي رئيس السلطة القضائية الذي خسر الانتخابات الرئاسية في 2017… يقول أحد المحللين المحافظين: ما يُحدد اختيار المرشد الأعلى هي فوائد المكافآت السياسية القائمة بين مجموعة المصالح المختلفة. وتُعتبر قم ثاني مؤسسة مؤثرة في اختيار المرشد بعد الحرس الثوري… الحرس الثوري مُصمّمون على ان يكونوا المؤسسة الإيديولوجية والسياسية المركزية التي يمكن ان تختار الزعيم الديني المقبل لحكم إيران وتوسيع نفوذها عبر الحدود في اتجاه العراق.

السابق
لا أتباع أميركا ولا أتباع إيران!
التالي
«مندسون في وسط بيروت».. ودريان يناشد القوى الأمنية!