السُنة.. الطائفة العالقة بين رئيسين !

أن لا يذعن حسان دياب إلى أخذ الأذن والمباركة من دار الفتوى ليس نقيصة تسجل عليه من وجهة نظر غير طائفية. فلا يجوز لاحد ان يفرض فردا واحدا احد لهذا الموقع. وقطعه الطريق على الرئيس سعد الحريري بفرض شروطه لتشكيل الحكومة هو عمل سبقه عليه الرئيس نجيب ميقاتي عندما قبل التكليف بعد عزل الرئيس الحريري خلال زيارة الاخير للولايات المتحدة الأميركية. وتقديمه التنازلات للوزير جبران باسيل وللثنائي  الشيعي إنما هو استمرار لسياسة افتتحها الرئيس الحريري واوغل فيها حتى بات مجرد تابع.طريق الذل الذي سار عليه الرئيس الحريري وساق الطائفة السنية اليه ودفع ثمنه غاليا على المستوى الشعبي وقبض ثمنه مع من معه في السلطة مكاسب مادية يسير عليه دياب راهنا.  

إقرأ أيضاً: أقطاب السنّة يحجبون الميثاقية عن دياب: «ما حصل كان مدبراً»!

الا ان الخطيئة التي يرتكبها دياب هي  التجرؤ على القبول بهذه المهمة بالشروط التي رفضها الرئيس الحريري وبدون ان يكون له وزن الرئيس ميقاتي الشعبي، وفي ظل شارع ملتهب بالمطالب التي تبدأ بحكومة نظيفة مستقلة عن الطبقة السياسية الفاسدة. هو رئيس حكومة بدون اي وزن شعبي ولا تاريخ سياسي ومترئسا لحكومة اللون الواحد ولن يكرس سوى ضعفه وتبعيته التي بدأت بحكومة تابعة للزمرة الحاكمة الفاسدة.    

 لا عجب ان يرفض المنتفضون هذه الحكومة وامامهم تحدي مواجهة هذه السلطة دون الانزلاق إلى العنف.مطالب الانتفاضة محقة تماما من اولها إلى آخرها ولكنها ليست مطالب متواضعة. تحقيق مطالب الانتفاضة دفعة واحدة  يعني انقلابا على هذه المنظومة الحاكمة وهذا دونه عنف غير مضمون النتائج. العنف قد يبدأ بجمهور وقيادات ومطالب معينة ولكنه قد ينتهي بجمهور وقيادات ومطالب مختلفة تماما ، وهذا ما تعلمه جيلنا  من تجاربه. لا يمكن الانتصار في معركة  التغيير في لبنان  الا في النقاط، وعبر جولات من المواجهة، ومحاولة التغيير بالضربة القاضية دونها حروب دامية.حتى هذه اللحظة انتفاضتنا سلمية، وتكسير زجاج من هنا واشارة سير من هناك او رشق الحجارة لا يمكن تسميها عنفا. الا ان خطر الانزلاق من التحركات السلمية إلى الأعمال العنفية يبقى احتمال يستوجب العمل لعدم حصوله، ليس خوفا من كلفته فقط وإنما من نتائجه أيضا.طريق التغيير طويل ومتعرج تتخلله مراحل من الصعود والهبوط. حققنا الكثير واهمه اكتشاف قوتنا ووحدتنا وجمال تنوعنا. لا أحد ولا شيء يمكن أن ينتزع منا ما تحقق، وحدها الحروب قادرة على ذلك، ولن يسمح المتنورون منا بحصولها طوعا.

السابق
فهمي يهمش اعتراض الشارع: جزء بسيط من اللبنانيين ضد تشكيل الحكومة!
التالي
بالصورة.. دعوات للاحتفال بمئوية الثورة غدا!