من مفارقات الأقدار.. «قسد» تتوسط بين القوات الروسية والأمريكية لمنع الاصطدام!

دورية اميركية

كلّ عجيبة وحدثت في سوريا، وحيث يزخر شرق الفرات بعشرات الدوريات السورية والروسية والأميركية والتركية والكردية، تختلط مساحات النفوذ وتتغير الخرائط بين هجوم وانسحاب، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن حادثتين في الفترة الأخيرة كادتا أن تتسببا باصطدام بين القوات الأميركية والروسية المتواجدة في منطقة شرق الفرات لولا تدخل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” للحيلولة دون تصعيد الأمور.

الحادثة الأولى

اعترضت دورية أميركية مثيلتها روسية في قرية مصطفاوية التابعة لمنطقة ديريك بريف الحسكة، وذلك لمنعها من الوصول إلى معبر سيمالكا الحدودي. وقد حدثت حالة من التوتر بين الطرفين سادت الأجواء في تلك المنطقة، ووردت معلومات عن حصول مناوشات بين تلك القوات.

صورة لدورية روسية شرق الفرات

الحادثة الثانية

حدثت حينما اتجهت نحو 40 سيارة إلى بلدة تل تمر بريف الحسكة، في حين اعترضت الرتل دورية أميركية مسيّرة باتجاه المنطقة نفسها، ما تسبب بحالة من التوتر بين الجانبين، انتهت بمغادرة القوات الروسية وتوجهها إلى بلدة عين عيسى، بعد وساطة وتدخل من قوات “قسد”، وهو ما بدا وكأن الطرف الأضعف في معادلة السيطرة ضمن منطقة الجزيرة السورية هو الوسيط لعدم امتداد النزاع بين الدول الكبرى.

إقرأ أيضاً: قواعد أميركية إضافية شرق سوريا على مرأى من روسيا “العاجزة”

الحادثة الثالثة

وكانت قد حدثت في الرابع عشر من هذا الشهر حين اعترضت إحدى الدوريات الأميركية دورية أخرى روسية ومنعتها من المرور عند مفرق حطين على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي والذي يؤدي إلى الطريق الدولي، ما أدى لوقوع مشادات كلامية بين الطرفين انتهت بعد عودة الدورية الروسية أدراجها ومنعها المسير على الطريق الدولي.

صورة لدورية أميركية شرق الفرات

ومع أن هذه الاحتكاكات لا تنفي استقطاب الصراع بين المعسكرين الروسي والأميركي واللذان تجابهت قوات يدعمانها في عدة مدن ومناطق سورية، إلا أن الوضع العسكري بعد انكفاء المعارضة المسلحة وتراجعها وضمور وتواجدها والسيطرة على الأرض بين القوات النظامية والكردية في منطقة شرق الفرات حوّل الصراع بين الدول الكبرى إلى إثبات وجود، ففي يراه البعض تحرشاً أميركياً مقصوداً بالروس وبالعكس، يقلل محللون عسكريون من خطورته فهو مناغشات تحت ظل اتفاقات كبرى لم يكن وضع سوريا على حاله اليوم لولا حدوثها.

السابق
مصادر «عربي بوست»: أميركا مصرّة على خنق «حزب الله» حتى لو اختنق لبنان!
التالي
معتصم النهار: خمس مسلسلات في عام واحد!!