«إكرام» النظام الفاسد.. دفنه !

الاحتجاجات في لبنان

عندما أُسندت وزارة المالية للوزير علي حسن خليل( الساعد الأيمن للرئيس نبيه بري)، قال الوزير السابق المُنشق عن حركة أمل محمد عبدالحميد بيضون مُعلّقاً على ذلك: ” يا عين، وزارة المالية مع الرئيس بري! أبشروا بقرب الإنهيار”. أمّا عندما سُئل قائد القوات اللبنانية سمير جعجع عن رأيه في قانون استعادة الأموال المنهوبة من جانب وزير الخارجية جبران باسيل، في برنامج صار الوقت مع الإعلامي السيد مارسال غانم، أجاب ساخراً: أي قانون! وأي استعادة.. المازوت الأحمر، أم أموال البواخر الكهربائية؟ والمعروف أنّ فضيحة المازوت كانت قد وقعت في عهد الوزير جبران باسيل عندما كان وزيراً للطاقة، إذ سُحبت كميات كبيرة من المازوت المدعوم عشية رفع الدعم عنه، وما لبث الوزير جبران باسيل حتى أدخل إلى وزارة الطاقة “بدعة” استجرار الطاقة الكهربائية بواسطة البواخر، والتي كلّفت خزينة الدولة مليارات الدولارات على مدى أكثر من عشر سنوات، أمّا وزير الاتصالات العوني نقولا الصحناوي، فقد ارتكب خطيئة لا تُغتفر في وزارته عام ٢٠١٤، عندما نقلَ الكلفة التشغيلية من الشركتين المُشغلتين لقطاع الاتصالات من عهدة الشركتين إلى عهدة الدولة، ممّا فتح باب التوظيفات على مصراعيه في الشركتين على نفقة الدولة المتهالكة، ممّا سبّب عجزاً مُتمادياً في مداخيل الدولة من هذا القطاع الهام في تمويل مالية الدولة، حتى وصل الأمر أخيراً إلى الفضائح المتمادية في وزارة الاتصالات على عهدي الوزير السابق والحالي، أمّا روائح الصفقات المشبوهة والسمسرات في مختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات الرسمية المستقلة والمجالس الخاصة (الإنماء والاعمار ومجلس الجنوب والمهجرين والهيئة العليا للإغاثة) والبلديات فتزكُم الأنوف وتعمي العيون وتودي للهلاك.

إقرأ أيضاً: تشكيل الحكومة تابع.. برّي يُطمئن دياب والأخير يلتقي خليل على مدى 3 ساعات!

هذا غيضٌ من فيض  سياسات “النظام” اللبناني، والتي أفضت هذه الأيام للإنهيار المالي والاقتصادي والإضطرابات السياسية واندلاع انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول الأول عام ٢٠١٩،

اشتباكات بين أركان النظام الفاسد ورميها على موظف حكومي يمكن الاستغناء عنه في ومضة عين، ولو كان برتبة حاكم مصرف لبنان، اشتباك على رؤوس المواطنين الغارقين في أزماتهم المالية والاقتصادية الحرجة، بدل الانصراف إلى تأليف حكومة إنقاذية حيادية من أصحاب الكفاءات، تضع حدّاً للأزمات المتمادية منذ ما قبل انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول الفائت وما بعدها.

السابق
بالأسماء.. ولادة حكومية خلال 48 ساعة.. التشكيلة شبه منتهية وباسيل الرابح الأكبر!
التالي
بعد مواجهات عنيفة.. عويدات: اطلاق سراح الموقوفين سيتم تباعا!