دياب «صامد».. وإتصالات ليلية لـ«شحن» خطوط التأليف!

الحكومة اللبنانية

تشير معلومات في الملف الحكومي والتعقيدات التي ادت الى تأخير التشكيل، الى خربطة واسعة في علاقات الرئيس المكلف حسان دياب مع قصر بعبدا كما مع الثنائي الشيعي من غير ان يعني ذلك ان قراراً ارتسم لدى تحالف العهد و8 آذار بسحب التكليف من دياب أو اعادة النظر في منحه درع التغطية السياسية والنيابية.

إقرأ أيضاً: ماذا بعد إنفلات سعر الدولار؟

ومع ذلك فان المواقف المتعاقبة التي صدرت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري في اليومين الاخيرين اتسمت بطابع معمم عن “سحب الثقة” السياسية للتحالف من حكومة التكنوقراط أو الاختصاصيين التي كان دياب يعمل على انجاز اللمسات الاخيرة عليها فاذا بـ”انقلاب” من داخل بيت داعميه يدهمه في مرحلة الحسم النهائية من غير ان يتضح بعد سر هذا الانقضاض الذي لا يتبناه اي طرف.

تفعيل الحكومة المستقيلة؟

أما في مقلب التداعيات المتصاعدة للتخبط الذي يحكم واقع العهد والاكثرية وحكومة تصريف الاعمال التي لوحظ ان الرئيس بري عاد يركز الانظار على مسؤوليتها في استكمال تولي الفترة الانتقالية الى تأليف حكومة جديدة، فان الاخطار تتصاعد تباعا على مختلف الصعد وفي كل القطاعات وسط المخاوف من تفلت مالي خصوصا وترقب لما سيقوم به مصرف لبنان والنيابة العامة المالية والجهات المالية والقضائية المعنية بحماية الاستقرار المالي والحؤول دون بلوغ مستويات متقدمة وخطيرة من التفلت.

إتصالات ليلية

وعلمت “النهار” ليلاً أن الاتصالات في شأن التأليف الحكومي والتي جمدت طوال يوم أمس بعد التباينات التي برزت بين قوى التأليف حول صيغة الحكومة المطلوب تأليفها، تجددت ليلاً بأن تحرّك مجدداً شادي مسعد بين الرئيس المكلف والوزير جبران باسيل لحل العقد المتبقية في التشكيلة ولاسيما منها عقدة وزارة الاقتصاد التي يتمسك بها فريق رئيس الجمهورية وتوزير دميانوس قطار الذي يتمسك به الرئيس المكلف.

وفهم من مصادر مواكبة للاتصالات ان الرئيس المكلف متمسك بحكومة التكنوقراط وبعدد الـ18 وزيراً وليس في وارد تعديل هذه الصيغة، وعلى هذا الأساس يبني تشكيلته.

دياب: لا اعتذار

وفهم ايضاً من مطلعين على موقف الرئيس المكلف انه ليس في وارد الاعتذار ولا التراجع عن قناعاته بضرورة قيام حكومة من الاختصاصيين المستقلين استجابة لمطالب الحراك ولنيل ثقة المجتمع الدولي الذي ينتظر من اللبنانيين فريقاً حكومياً انقاذياً في مواجهة الازمة القائمة.

بري

وكان الرئيس بري أخذ أمس على “طابخي” الحكومة عدم الافادة من التجارب السابقة وتشكيلها في غضون 15 يوماً، متسائلاً: “لماذا التأخير ولماذا طرح قواعد جديدة مخالفة للاعراف؟ تارة يطرحون تشكيل حكومة لا تتضمن وزراء سابقين، واذ بنا نتفاجأ بتشكيلات حكومية تتضمن وزراء سابقين، وتارة أخرى يطلبون ألا تتضمن الحكومة نواباً، وطوراً يطرحون حكومة مستقلين، لماذا؟ فهل تُفسَّر الاستقلالية لا انتماء؟ لماذا تصوير الاحزاب والحزبيين كأنهم “بعبع” فعلاً؟ الامر غريب، فالاحزاب لديها كفاءات وقدرات”. وأضاف: “ما طرحته واقترحته هو حكومة تكنو- سياسية وأنا أرفض حكومة سياسية صرفة. أليست الحكومة الحالية حكومة تكنو- سياسية؟ المهم في أي حكومة أياً كان شكلها الانسجام والبرنامج، خصوصاً ان أي حكومة سوف تشكل لا تتحمل أي تأخير في إهدار الوقت، حتى ان معظم السفراء ابلغوا أن اي حكومة لو تألفت لم يعد لديها أكثر من اسبوعين لمعرفة برنامج عملها”. وأعلن النائب ابرهيم كنعان عقب اجتماع “تكتل لبنان القوي” أمس ان التكتل هو “مع حكومة اختصاصيين، وموقفنا لم ولن يتغير، ودعم الرئيس المكلف لانجاز مهمته مفروغ منه، وهو ما يجب أن يكون ضمن خطة انقاذية. ومنذ اليوم الأول، طرحنا على الرئيس المكلف في الاستشارات النيابية، أن تحمل الحكومة خطة إنقاذية للخروج من الأزمة، وألا يكون تشكيل الحكومة لمجرد التشكيل”، وأضاف: “المعايير الواحدة لتأليف الحكومة تسري على الجميع، فلتكن حكومة اختصاصيين، على ان تحترم وحدة المعايير وتولد حكومة اليوم قبل الغد، تجسد إرادة الناس”.

السابق
ماذا بعد إنفلات سعر الدولار؟
التالي
بري يتوسط مع الحريري لتفعيل حكومته المستقيلة.. بعد إغتيال سليماني!